بأقلامهم >بأقلامهم
اللواء ابراهيم في دائرة الضوء من جديد وهذه المرّة من الباب السياسي!
اللواء ابراهيم في دائرة الضوء من جديد وهذه المرّة من الباب السياسي! ‎الاثنين 12 06 2023 16:26 جويل بو يونس
اللواء ابراهيم في دائرة الضوء من جديد وهذه المرّة من الباب السياسي!

جنوبيات

خرج المدير العام السابق للامن العام اللواء عباس ابراهيم من مديرية الامن العام، ابتعد عن الضوء الامني وحتى الاعلامي ، هو الذي كان اصلا قليل الكلام كثير الافعال، سلم الامانة وجلس ينتظر ويترقب من دون أن يتوقف عن العمل.

صحيح ان ابراهيم ابتعد، لكن الاضواء لم تبتعد عنه ، فحتى الايام القليلة الماضية ظلّ لواء الامن العام محطة لقاءات لقيادات اساسية في البلاد داخل لبنان وخارجها.

فالجميع يتذكر كيف اتت مفاجأة إبعاد ابراهيم وعدم التمديد له في وقت كان كثر يتوقعون عكس ذلك، أُخذ في وقتها على الرئيس نبيه بري انه أصر على إبعاد ابراهيم بحجج كثيرة وأن حزب الله الذي حاول العمل على التمديد لم يفلح ولم يشأ افتعال مشكلة مع رئيس البرلمان فسلّم بواقع إبعاد ايراهيم عن مديرية الامن العام.

والجميع يتذكر ايضا أن ابراهيم لم يتهم احدا بإقصائه لا بل كان دائما يردد في مجالسه الخاصة انه لم يطلب من احد التمديد حتى انه حين أتاه أحد مسؤولي حزب الله ليقف على خاطره ويسأله ما اذا كان «عتبان على الحزب» كان جوابه بانه لم يطلب التمديد «وانتو عملتوا اللي فيكن».

يوم مغادرته قال ابراهيم: سأتابع العمل السياسي واي شيئ يخدم لبنان ولن أوفر علاقاتي من اجل الوطن». مطبّقا ما قاله، انكب عباس ابراهيم على مزاولة العمل من مكتبه في الرملة البيضاء حيث يستمع لهواجس الناس ويعمل على حلحلتها قدر ما استطاع، بعيدا وكعادته عن الضجة الاعلامية. قد يكون ابراهيم خرج من مديرية الامن العام لكنه لم يخرج من حسابات المعنيين وحتى ابرز القياديين في البلاد اذ تفيد معلومات خاصة بالديار بان لقاء جمع منذ اسابيع قليلة اللواء عباس ابراهيم بامين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، وهو اللقاء الاول بين الرجلين بعد مغادرة ابراهيم مهامه في الامن العام. المعلومات تشير الى ان اللقاء كان صريحا ووديا تخلله كلام ايجابي من السيد نصر الله تجاه ابراهيم لدرجة ان «السيّد» حمّل اللواء رسالة بوجوب اكمال العمل والطريق وأوصل نصر الله لابراهيم كلاما واضحا مفاده : « وين بدك تروح نحنا بدنا ياك... أكمل العمل»... وفُهِم من رسالة نصر الله تمسك الحزب بابراهيم للمرحلة المقبلة.

فعلى عكس ما ظن كثر ، فحزب الله الذي كان ولا يزال يعتبر ان عباس ابراهيم رجل موثوق وله مكانته الخاصة لدى الحزب. وتفيد معلومات الديار بان خلفيات عدم التمديد للواء ابراهيم حضرت ايضا على طاولة النقاش في حارة حريك اذ أوضح نصر الله لابراهيم بان الحزب لم يشأ افتعال مشكلة في البلاد وبالتالي لم يتمكن من فرض التمديد له. أكثر من ذلك تكشف معلومات الديار بان نصر الله أكد امام ابراهيم ان الاخير ليس فقط حاجة لطائفة معينة انما هو حاجة وطنية للبلاد.

رغم ابتعاده عن المشهد الامني لا يزال عباس ابراهيم يحظى بمكانة مرموقة ليس فقط لدى حزب الله انما ايضا لدى الطرف المسيحي وتحديدا لدى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي كان مستعدا للسير بجلسة تشريعية اذا ما وضع ملف اللواء ابراهيم في سلم الجدول مع غيره من القيادات الامنية الا ان الرئيس بري رفض يومها. العلاقة التي تجمع باسيل وابراهيم يوصّفها المطلعون على جوها بالجيدة والممتازة ولاسيما ان اللواء ابراهيم يكن كل الاحترام لباسيل ويعترف امام كل من التقاه اخيرا بان باسيل فعل ما بوسعه وكان لديه الارادة لابقائه على راس المديرية العامة للامن العام.

هذه العلاقة الممتازة بين الطرفين يؤكدها التواصل المستمر بين الرجلين طيلة فترة خروج ابراهيم من الامن العام بحيث تكشف معلومات الديار بان عشاء جمع باسيل الى مأدبة اللواء ابراهيم قبل حوالى الاسبوعين في دارة اللواء في الرملة البيضاء. صحيح ان اللقاء اتخذ بداية طابع المناسبة الخاصة وهي تقديم رئيس التيار التعزية للواء ابراهيم بوفاة والده لكن اجتماع وعشاء الساعتين كان بلا شك محطة لمناقشة الاوضاع العامة ومنها الاستحقاق الرئاسي.

هذا في الداخل ، اما في الخارج فلفتت المعلومات التي سربت منذ حوالى الشهرين عن زيارة اللواء ابراهيم لسوريا حيث التقى الرئيس السوري بشار الاسد الذي يكن تقديرا كبيرا لابراهيم . اللافت في توقيت الزيارة التي اتت بعيد مغادرة ابراهيم لمنصبه وهنا تفيد معلومات خاصة بالديار بان الاسد الذي أثنى على أداء اللواء ابراهيم طيلة فترة تسلمه المهام في الامن العام، أسمع ضيفه كلاما ايجابيا سائلا اياه ما السر الذي يدفع السنة كما المسيحيون لتقدير شخصية من الطائفة الشيعية وما سر هذا الحب لك ؟

وانطلق الاسد من هذا الكلام ليؤكد على دور اللواء ابراهيم الجامع بين مختلف الطوائف.

كل هذه اللقاءات تؤكد مرة جديدة على ان دور اللواء ابراهيم «السياسي» هذه المرة، لم ولن ينتهي. وبالانتظار، يبدو أن المحارب الامني المحنك بقوته الناعمة سينتقل للمحارب السياسي... ودائما بقوته الناعمة!

المصدر : الديار