عام >عام
من هو آية الله أكبر هاشمي رفسنجاني؟
من هو آية الله أكبر هاشمي رفسنجاني؟ ‎الأحد 8 01 2017 21:52
من هو آية الله أكبر هاشمي رفسنجاني؟

جنوبيات

غيب الموت، مساء اليوم الأحد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام والرئيس الإيراني الأسبق، علي أكبر هاشمي رفسنجاني عن عمر ناهز الثالثة والثمانين إثر إصابته بجلطة قلبية. 

وعلي أكبر هاشمي رفسنجاني قائد ديني وسياسي، ورئيس جمهورية إيران في الفترة من (1989-1997). 

ولد في رفسنجان بمقاطعة كرمان، وتعلم في مدرسة دينية محلية، ثم أكمل تعليمه في معهد قم الديني، وتتلمذ على يد روح الله الخميني. تخرج في نهاية الخمسينيات برتبة "حجة الإسلام" وهو مستوى أقل من "آية الله" بدرجة واحدة. وسار على خطى أستاذه في معارضة محمد رضا شاه بهلوي، واعتقل رفسنجاني أكثر من مرة لتوليه إدارة القوى المؤيدة للخميني في إيران، وقضى حوالي ثلاث سنوات في السجن (1975-1977) بسبب نشاطه السياسي.
ورحل رفسنجاني مهندس إيقاف الحرب مع العراق وصاحب نهج الحداثة والانفتاح


بعد سقوط الشاه وتولي الخميني للحكم عين رفسنجاني في مجلس الثورة، وشارك في تأسيس الحزب الجمهوري الإسلامي، وأسس لنفسه قاعدة سياسية متحدثا في البرلمان الإيراني في الفترة من (1980-1989)، وتولى مهمة رئاسة القوات المسلحة في الفترة من (1988-1989).

تعرض رفسنجاني لموجة واسعة من الانتقادات لاتفاق السلاح مقابل الرهائن الذي أبرمه مع أعضاء من إدارة رئيس الولايات المتحدة الأميركية رونالد ريغان (1981-1989).

بعد وفاة الخميني في 1989 كانت خبرة رفسنجاني السياسية في الداخل والخارج وانتهاجه مبدأ الوسطية وراء فوزه بانتخابات الرئاسة بنسبة 95% من الأصوات، وعمل رفسنجاني على تخليص إيران من مشاكلها الاقتصادية بالانفتاح على العالم والاعتماد على مبادئ السوق الحرة، وفتح الباب أمام الاستثمارات الأجنبية.

أدان كلا من الولايات المتحدة الأميركية والعراق في حرب الخليج عام 1991، وأبقى بلاده بعيدة عن التدخل المباشر في الصراع الدائر في المنطقة. وبعد الحرب استمر في شق طريق وسط وازن فيه بين الضغط الذي تمارسه الأطراف المحافظة ورغبته في الحداثة والانفتاح، وعمل على تجديد علاقاته مع الغرب، وتعاون مع الصين في تطوير برنامج التسلح النووي.

أعيد انتخاب رفسنجاني لفترة رئاسية ثانية عام 1993 وانتهت عام 1997، ولم يتمكن من ترشيح نفسه للمرة الثالثة حيث يمنع الدستور الإيراني ذلك.

*ضربات متتالية

ورحل رفسنجاني مهندس إيقاف الحرب مع العراق وصاحب نهج الحداثة والانفتاح

وبحسب تقرير سابق لصحيفة الشرق الأوسط ، فقد لقى علي أكبر هاشمي رفسنجاني، أحد أبرز رموز الثورة الإسلامية في إيران، في الآونة الأخيرة الضربة تلو الأخرى، شملت أبناءه أيضا، للنيل منه وإبعاده تدريجيا عن الساحة السياسية في البلاد ومركز صناعة القرار، وربما قبل أكثر من ثلاثين عاما، وتحديدا سنة 1979 عندما اندلعت الثورة ما كان لأحد أن يتصور أن يؤول مصير رفسنجاني، تلميذ آية الله روح الله الخميني وأشد المقربين منه، إلى ما آل إليه عندما وجد نفسه مجبرا على التخلي عن رئاسة مجلس خبراء القيادة، في الوقت الذي يبدو فيه استمراره في منصبه الحالي كرئيس لمجمع تشخيص مصلحة النظام محل شك أيضا.

وتحول رفسنجاني، الرقم الصعب في المعادلة الإيرانية، إلى «تهديد» لكيان الجمهورية الإسلامية وبالتحديد لمرشدها الأعلى آية الله علي خامنئي عندما أعلن دعمه الصريح للمعارضة الإصلاحية في البلاد وزعيميها مير حسين موسوي ومهدي كروبي مع اندلاع الاضطرابات إثر إعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في يونيو 2009، الأمر الذي حدا بالمرشد وآخرين مقربين منه، في مطلعهم أحمدي نجاد، إلى محاولة التخلص منه بأي ثمن.

ورغم أن رفسنجاني هو الذي دفع بخامنئي إلى أن يصبح خليفة لآية الله روح الله الخميني لدى وفاته عام 1989 وأن يتولى تقرير السياسات العليا في البلاد بصفته المرشد الأعلى، فإن خامنئي لم يتورع عن تنفيذ خطته في التخلص منه بعد أن أخذ القلق يتسرب إليه رويدا رويدا من نفوذه وطموحه ودعمه للخط الإصلاحي في البلاد.

وبدأت الضربات بمنعه من إمامة صلاة الجمعة في طهران، ثم وجد نفسه مرغما على التخلي عن سعيه لتجديد رئاسته لمجلس خبراء القيادة، وهو الهيئة المسؤولة عن تعيين وعزل المرشد الأعلى، بعد أن رشح آية الله محمد رضا مهدوي كاني، نفسه للمنصب، مرغما هو الآخر على القبول به بعد حصوله على 63 صوتا من أصل 86 وهو عدد أعضاء المجلس، بعد ضغوط مارسها خامنئي عليه لمنافسة رفسنجاني، إذ إن مهدوي كاني تجاوز عمره الثمانين كما أنه يعاني من مشكلات صحية قد لا تؤهله لقيادة المجلس أو حتى حضور جلساته. وقال رفسنجاني، الذي ترأس مجلس خبراء القيادة منذ عام 2007، إنه لا ينوي إثارة خلاف، وأفاد في كلمة أمام المجلس في حينها «أرى أن الانقسام في المجلس ضار.. قلت من قبل إنه إذا ترشح (مهدوي كاني) للمنصب فإنني سأنسحب لمنع أي انشقاق».

وتعرض رفسنجاني (المحافظ البراغماتي) لهجوم سياسي كبير من المحافظين المتشددين الذين يأخذون عليه دعمه للمعارضة الإصلاحية خلال الأزمة التي تلت إعادة انتخاب أحمدي نجاد، عندما انضم للمشككين في صحة تلك الانتخابات، بينما وجه أعضاء بارزون في مجلس خبراء القيادة انتقادات لتوجهات رفسنجاني، الأمر الذي مهد لإبعاده عن رئاسة المجلس.

وسبق إبعاد رفسنجاني، وهو متزوج ولديه 5 أبناء، إقصاء نجله الأكبر محسن، المدير التنفيذي لشركة قطارات الأنفاق (المترو) في طهران وضواحيها، عن منصبه بعد مضايقات تعرض لها من حكومة أحمدي نجاد، وتزامن ذلك مع اعتقال ابنته الصغرى فائزة الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة بعد اتهامها بالمشاركة في مظاهرة 14 فبراير 2011 التي دعت إليها المعارضة الإصلاحية، كما كانوا قد أغلقوا مجلة كانت تصدرها بعنوان «المرأة»، بينما اختار نجله الآخر، مهدي، البقاء بمنفاه في لندن، خشية اعتقاله بزعم ارتباطه بمظاهرات يونيو 2009.

وبحسب مصادر إيرانية، فإن رفسنجاني من مواليد عام 1934 في جنوب شرقي إيران لأسرة ميسورة من المزارعين، وخلال دراسته العلوم الدينية في مدينة قم المقدسة لدى الشيعة التقى بالخميني وسرعان ما أصبح أحد أنصاره المقربين، وانخرط في العمل السياسي في 1963 حين كان مجرد طالب في حوزة قم عندما تم اعتقاله.

وبعد الإطاحة بنظام الشاه رضا بهلوي وطد رفسنجاني مكانته مع قيام الثورة الإسلامية فازداد نفوذه تدريجيا وتولى منصب رئاسة مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) بين 1980 و1989، وفي آخر أعوام الحرب العراقية - الإيرانية (1980 - 1988) عينه الخميني قائدا للقوات المسلحة بالوكالة. وتعززت سلطته أثناء الحرب فأجرى اتصالات غير مباشرة مع الأميركيين من أجل الحصول على أسلحة، مما أدى إلى فضيحة «إيران غيت» حين قامت إدارة الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان ببيع أسلحة لإيران سرا لقاء الإفراج عن رهائن غربيين في لبنان.

وينظر لرفسنجاني على أنه القوة المحركة التي أدت في آخر المطاف إلى أن يقبل الخميني على مضض بقرار مجلس الأمن الدولي الذي أنهى الحرب العراقية - الإيرانية.

وتولى رفسنجاني رئاسة الجمهورية لدورتين (1989 - 1997) أعاد خلالها إعمار إيران معتمدا سياسة الانفتاح الاقتصادي على الخارج وسمح للشركات الأجنبية بالاستثمار، غير أن تلك السنوات سجلت كذلك انتهاكات لحقوق الإنسان وتضخما هائلا وتزايدا كبيرا في ديون طهران، كما طرحت علامات استفهام حول ثروته ومصادرها واحتمالية ضلوعه في قضايا فساد.

ويسعى رفسنجاني لتجسيد الإسلام المنفتح وتأييد التطور السياسي والاقتصادي والانفتاح على الخارج، وهو ما لا يمنعه من انتقاد السياسة الأميركية باستمرار، على الرغم من محاولاته المتكررة للتقرب من واشنطن.

وكان دور رفسنجاني الأبرز عندما دخلت الثورة الإسلامية في البلاد مرحلة دقيقة إثر وفاة الخميني عام 1989 استلزمت توافقا بين كبار رجال الدين لتعيين خليفة له، فما كان من رفسنجاني إلا أن يحسم الأمر لصالح خامنئي، رغم أن الأخير لم يكن قد أصبح بعد مرجعا دينيا، وهو الشرط المطلوب توفره لولاية الفقيه.

ويقول علي نوري زادة المحلل السياسي الإيراني ورئيس مركز الدراسات الإيرانية العربية في لندن، إن «رفسنجاني صنع خامنئي»، ويوضح فكرته قائلا إن «الجميع يعلم أن خامنئي لم يكن مؤهلا حينها لأن يصبح قائدا للثورة بوجود عدد من كبار آيات الله، لكن رفسنجاني ذهب إلى مجلس الخبراء وخاطب الحضور قائلا سألت الخميني في أواخر أيامه ماذا نفعل بعد رحيلك؟ فأجابني: لا تخافوا فخامنئي بينكم! فحصل الأخير على أصوات 54 عضوا من بين ثمانين من أصوات مجلس الخبراء، وهكذا أصبح مرشدا أعلى». وأضاف أن «رفسنجاني صانع خامنئي ورغم ذلك فإن خامنئي طعنه في ظهره وفرض عليه الانسحاب من معركة الانتخابات الرئاسية لمجلس الخبراء، وأعتقد أن الخطوة الثانية ستكون عزله من رئاسة مجمع تشخيص مصلحة النظام».

وفي إيران، ينظر لرفسنجاني على أنه «أبو الإصلاحيين»، فهو من لعب دورا أساسيا في انتخاب الإصلاحي محمد خاتمي لرئاسة الجمهورية في وجه مرشح المحافظين أكبر ناطق نوري عام 1997.
ورحل رفسنجاني مهندس إيقاف الحرب مع العراق وصاحب نهج الحداثة والانفتاح


ويقول نوري زادة، وهو أحد المؤيدين للحركة الخضراء المعارضة، إن «رفسنجاني مهد الطريق لظهور خاتمي والإصلاحيين، ففي الانتخابات الرئاسية عام 1997 شارك أكبر ناطق نوري في الانتخابات كتحصيل حاصل، على اعتبار أنه الرئيس المقبل، فكل المؤشرات تدل على أن خامنئي اختاره للمنصب، حتى إن صحيفة (كيهان) المحافظة نشرت خبرا عنوانه أن المرشد يفضل ناطق نوري، لكن رفسنجاني رفض ذلك ودعا إلى انتخابات نزيهة، وقال في خطبة صلاة الجمعة في الأسبوع الأخير قبل إجراء الانتخابات: لن أسمح بأي تزوير في الانتخابات ومن يفوز بأغلبية الأصوات سيكون رئيسا للجمهورية»، في تحد ضمني لرغبة المرشد الأعلى، وهكذا وصل خاتمي إلى سدة الرئاسة بدورتين من (1997 - 2005).

وكانت هذه اللحظة هي بداية مفترق الطرق بين رفسنجاني وخامنئي، التي تعززت بعد ثمانية أعوام من ذلك عندما أوصى الأخير رفسنجاني بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2005 لمنافسة المرشح الآخر المفضل لدى خامنئي ألا وهو أحمدي نجاد، غير أن رفسنجاني رفض النصيحة قائلا بأنه يريد مواصلة الإصلاح، ولو بطريقة مختلفة عن خاتمي بعد أن توترت العلاقات بينهما.

ويقول نوري زادة في هذا الصدد إن «خامنئي كان يريد أن يشغل أحمدي نجاد منصب رئاسة البلاد، لأنه أراد سكرتيرا له وليس رئيسا للجمهورية أو حتى شريكا».

 

ومع ذلك، فإن العداء مع خامنئي، لم يجعل من رفسنجاني محبوبا في عيون الإيرانيين، رغم تعاطفهم، إذ يرى المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، ومقره باريس، أن رفسنجاني وخامنئي، وجهان لعملة واحدة، ووصف عزل رفسنجاني عن رئاسة مجلس خبراء القيادة بأنه مثل عملية جراحية لفصل توأم سيامي، متنبئا وقتها بأنه بداية انهيار النظام الإيراني. وقالت مريم رجوي، رئيسة المجلس، حسب بيان سابق إن «موقع خامنئي بصفته الولي الفقيه منذ 21 عاما في يونيو 1989 كان مرهونا بالدرجة الأساسية برفسنجاني ومعتمدا عليه وكما أكدت المقاومة الإيرانية مرارا خلال العقدين الأخيرين: فإن تنحي رفسنجاني من قبل خامنئي وتغيير التوازن بين هذين الزوجين، المتخاصمين لكنهما غير قابلين للانفصال عن بعضهما، يقدم مؤشرا للسقوط المحتم للنظام المورث من الخميني».

ورفض مصدر في مكتب مجلس المقاومة الإيرانية في باريس اعتبار رفسنجاني «إصلاحيا»، مؤكدا أنه «العقل المدبر» بل إنه «مهندس» سلسلة الاغتيالات السياسية التي استهدفت رؤوس كبار المعارضة الإيرانية، من بينهم عبد الرحمن قاسملو، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني عام 1989، كما أنه صاحب فكرة بناء القنبلة النووية في إيران كسلاح يستعاض به عن خسارة البلاد للخميني بعد وفاته.

ورحل رفسنجاني مهندس إيقاف الحرب مع العراق وصاحب نهج الحداثة والانفتاح


ورحل رفسنجاني مهندس إيقاف الحرب مع العراق وصاحب نهج الحداثة والانفتاح


ورحل رفسنجاني مهندس إيقاف الحرب مع العراق وصاحب نهج الحداثة والانفتاح


ورحل رفسنجاني مهندس إيقاف الحرب مع العراق وصاحب نهج الحداثة والانفتاح