عام >عام
هيا نخلع هذا القناع…!
هيا نخلع هذا القناع…! ‎الأربعاء 18 01 2017 12:29
هيا نخلع هذا القناع…!

جنوبيات

المرأة هل هي مضطهدة أم هي إنسان مسلوب الإرادة؟ أم قيدت نفسها بأوهام اخترعتها؟! إن المرأة التي يتحدث الجميع عنها كثيراً في مجتمعنا، ويسعون بشتى الطرق والوسائل للوصول الى حلّ اللغزالذي يحيط بها. والتي كتب عنها الفلاسفة والأدباء والشعراء وكأنها مخلوق عجيب آت من عالم آخر، وأجرى العلماء والأطباء أبحاثاً حولها ليعرفوا أسرارها المجهولة هي نفسها التي يجهل كثير من الأشخاص كيفية التعامل معها ويتساءلون: ماذا تريد؟
وأين موقعها في المجتمع أو بالأصح ما هي وظيفتها تحديداً في هذا الكون؟ يقولون إن المرأة خلقت بتكوين مغاير للرجل، وأن تكوينها الأنثوي يجعلها مستضعفة وبحاجة دائما للحماية لتشعر بالأمان، وإنها تحتاج الى أي إنسان ليقف بجانبها، لأنها تعجز عن خوض معارك الحياة بمفردها، ويقولون إن عاطفتها تغلب على العقل عندها، لذلك فإنها ليست مؤهلة لأن تكون الآمرة والناهية في شؤونها الحياتية، وعلى هذا الأساس يبادر المجتمع بأخذ القرارات عنها،
ويختار لها ما يراه مناسباً. إن المرأة، تلك المخلوقة الحنونة الرقيقة، التي خلقها الله لتؤدي رسالة مقدسة في الحياة، ووهبها أروع شيء في الوجود إذ شحنها بالعاطفة الكاملة لتكون أماً صبورة حنونة، متفهمة، تبني عائلتها بالمحبة والإخلاص والعطاء، مما جعلها متفوقة بإنسانيتها على الرجل، ووضعها في إطار ملائكي لا يعرف إلا الرحمة والمودة، وإذ بها الإبنة والأخت والصديقة والحبيبة والزوجة في آن. كما وضع الله قوانين تسمح لها بأخذ حقوقها كاملة، فكانت أكثر تطوراً ورقياً من المرأة الأجنبية رغم أن الأخيرة تفوقت عليها لناحية اكتساب حقوقها.ورغم ذلك اعتقدت المرأة بأنها مضطهدة من قبل هذه القوانين بحسب ما هو سائد في المجتمع والبيئة التي ترعرعت فيها، وبأن الرجل هو الآمر والناهي المتسلط الظالم. ومع مرور الوقت سمحت بتساهلها للمجتمع بأن يتلاعب بهذه القوانين التي تم تشريعها لأجلها، دون أن تدرك بأنها ستغرق وتختفي في هذا الظلم . واستيقظت بعد أن توسعت دائرة الإضطهاد والظلم من حولها وبعد أن امتلأت مشاعرها بالحقد الدفين، استيقظت لتطالب بحقوقها وبتطبيق قوانين خاصة بها، سنتها بنفسها،
غير تلك التي أكرمها الله بها.. سعت للتحرر على طريقتها من هذه القيود، دون الرجوع الى كتاب الله لتعرف حقوقها ولتدرك ان ما وصلت اليه إنما هو بفعل المجتمع الذي قيدها، وجعلها تعتزم التحرر من قوانين السماء لأنها ظنّت بأنها قد ظلمتها، فسلكت طريق الظلام الذي أوصلها لما هي فيه الآن، وإذا بأغلبية النساء في لبنان قد اخترعت قوانين خاصة تشبع رغباتها، وتظهرها بمظهر المرأة المتحررة وتعلقت بالأمور السطحية وتركت الأهم، حقها الشرعي الذي حاربت من أجله. خاضت حرب التحرر من قيم ومبادئ المجتمع الظالم لها فظلمت نفسها، سعت الى الإستقلالية في حياتها وتمردت على جميع قوانين الكون، تعلمت وعملت وتبوأت مراكز مهمة، واذا بها تقوى بإرادتها. على الآخرين وليس على نفسها، تحكمت بمصيرها وأحياناً بمصير الآخرين إذا لزم الأمر. استخدمت كل الأساليب الملتوية وغير الملتوية لتصل الى مبتغاها،
كونها تملك من القدرات العقلية والفكرية التي تمكنها من التفوق على الرجل وعلى المجتمع. أوصلها العلم والمعرفة والاجتهاد الى مراكز مرموقة عبر فهم البعض مبدأ التحرر بأسلوب راقٍ وبمفهوم مقنع، في حين تحرر البعض الآخر من النساء من قيود المجتمع ليقع فريسة قيود أكثر تعفناً. البعض منهن يعتقد بأنهن نلن حقوقهن، ولكن كيف؟؟
لقد ناضلن لنيلها وتحررن من قيود ولدت الحقد والغضب في نفوسهن فسعت الواحدة منهن الى استعراض جسدها والتباهي بمفاتنها وواكبت اخر صرعات الموضة في ليالي السهر الطويل من دون حسيب او رقيب لتصبح المرأة وسيلة تجارية تدر المال بإسم الحرية الجنسية المطلقة وأعطت الحق للرجل بأن يستغلها وفتحت له جميع الأبواب المغلقة بوجهه فجعلته يضحك سراً على هذا التحرر، وأصبح المجتمع ينظر اليها على أنها لا تليق إلا بسهرة أو لتكون صورة في مجلة أو فيديو كليب، كنسخة عن جاريات، أيام الجاهلية. إن الفتاة اللبنانية بتحررها هذا جعلت نفسها مادة دسمة للشائعات المغرضة في حقها وللإستهزاء بها كانها »مانيكان« معروضة في سوق ومتاحة للجميع. وانتهى بها الامر تائهة حائرة تتساءل عن حريتها بقلق دائم دون ان تعرف ماذا تريد، تعيش كذبة التحرر وحرب القيود… فحبذا لو تخلع هذا القناع الكاذب وتعود الى نفسها فتعرف ما تريد وما يريده الاخرون منها ليصبح باستطاعتها حكم العالم بيدها اليمنى وهز سرير طفلها بيدها اليسرى.

 

المصدر : دلال ديب