في اول اطلالة رسمية له على صيدا ومخيماتها منذ تعيينه بالوكالة خلفا للألماني ماتياس شمالي، يزور مدير عام الأونروا الجديد في لبنان حكم شهوان اليوم الأربعاء المدينة ومخيم عين الحلوة، حيث يتفقد عددا من مؤسسات الوكالة التربوية والصحية والاجتماعية ويلتقي كلا من النائب بهية الحريري ومحافظ الجنوب منصور ضو ورئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد الركن خضر حمود.
وتتخذ هذه الزيارة اهمية خاصة كون شهوان، الفلسطيني الجنسية – الذي كان يشغل مهام مستشار اول للمفوض العام للأنروا - اول عربي في تاريخ الأونروا يتولى ادارة الوكالة ضمن الأقطار الخمسة العاملة فيها ويعول عليه اللاجئون ان ينجح في قيادة الوكالة لمرحلة انتقالية تمتد لأربعة اشهر، سيكون عليه خلالها استعادة الثقة التي يعتبر البعض انها اصبحت مفقودة بين الوكالة والشعب الفلسطيني في لبنان بسبب تراكمات توتر العلاقة بينهما على خلفية قرارات عدة اتخذتها الوكالة خلال العامين الأخيرين تحت ضغط ازمتها المالية الناجمة عن تراجع مساهمات الدول المانحة، وهو ما اعتبره اللاجئون حينها مقدمة لمزيد من تقليص التقديمات غير الكافية اساسا ولا سيما على الصعيدين الاستشفائي والتربوي، وذهب البعض الى اعتباره مقدمة لشطب حق العودة عبر الغاء الشاهد الوحيد على قضية اللجوء الفلسطيني اي الأونروا. وشهدت الفترة الماضية سلسلة تحركات فلسطينية بوجه هذه القرارات كانت مخيمات صيدا والجنوب ومعاناة أهلها المحرك الأساس لهذه التحركات وترافقت مع حوار مضنٍ بين الوكالة وخلية الأزمة الفلسطينية شارك فيه الجانبان اللبناني والدولي.

ويعتبر مراقبون ان تسلم عربي وفلسطيني (من القدس ومقيم في عمان) لإدارة الاونروا في لبنان من شأنه ان يعطي زخما لعمل الوكالة، على الأقل خلال الفترة الانتقالية المحددة بالأشهر الأربعة، ويؤسس لانتظام وفعالية أكبر لبرامجها للمرحلة القادمة وذلك لسهولة التواصل والتفاهم بينه وبين من تتوجه اليهم بخدماتها اي اللاجئين الفلسطينيين كونه أكثر من يشعر بمعاناتهم وواكبها كفلسطيني اولا ثم كموظف دولي في منظمة دولية أنشئت أساساً بهدف التخفيف من هذه المعاناة.

ويلتقي شهوان على هامش جولته في عين الحلوة اللجان الشعبية وممثلين عن مختلف القوى والفصائل الفلسطينية ليستمع منهم الى مطالب وهواجس اللاجئين الفلسطينيين في لبنان عموما وفي مخيمات صيدا خصوصا تجاه أداء الوكالة والتراجع المستمر في خدماتها.
مصادر فلسطينية مواكبة لزيارات شهوان الأولى لمخيمات الشمال والبقاع وبيروت، اعتبرت انه لا يحمل في جعبته حلولا وانما هو آت ليستمع ويصغي لرفع تقرير بالواقع كما هو الى المفوض العام وليبنى على الشيء مقتضاه بالنسبة لأداء الوكالة في لبنان للمرحلة المقبلة.