بأقلامهم >بأقلامهم
خاص "جنوبيات" معركة رفح المنتظرة وتغيير مسار المنطقة
خاص "جنوبيات" معركة رفح المنتظرة وتغيير مسار المنطقة ‎الأحد 31 03 2024 13:30 زياد العسل
خاص "جنوبيات" معركة رفح المنتظرة وتغيير مسار المنطقة

جنوبيات

لا شك في أن السابع من أكتوبر أبعد من رقم جديد يضاف إلى سجلات التواريخ التي سطرت نقلة نوعية في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي، ولكن الأهم في هذا المشهد هو مفصليته لكونه قد يغير مسار الصراع برمته، وصولا لاعتقاد يقيني قطعي عند النخب الاسرائيلية أن القدر المحتوم على الكيان هو النهاية، وهذا يتعدى الشعر والنثر والرغبة العربية، بحيث إن القراءة التاريخية والايديولوجية عند كبار المؤرخين ورجال الدين اليهود، تتحدث عن رؤية جديدة يجب أن ينتهجها كل من هو حريص على وجود اسرائيل.

من هنا تضغط الإدارة الأميركية على الجانب الاسرائيلي لإيقاف مسلسل الدماء وإنهاء فكرة اجتياح رفح، حيث إن قيادات كبيرة في الدولة العميقة الأميركية من صناع قرار ونخب بعيدة عن المسرح، تقول لحكومة نتنياهو بأنه يلعب بالنار مجدداً في تفكيره باجتياح رفح، أيّاً تكن الذرائع والحجج المرافقة لذلك، إضافة إلى أنّ الشارع العربي بدأ يرفع الصوت في وجه الإدارة الأميركية وشعوب العالم التي تنتفض في شوارعها استنكاراً لما تُسميه حرب القتل الجماعي، فكل تلك العوامل تجعل من معركة رفح عنواناً مركزياً في الصراع، سواء أكمل نتنياهو في مشروعه الجهنمي أم ارتدع، فالأمران قد يغيران في تاريخ الصراع.
مصدر إعلامي وسياسي جنوبي يقرأ في ما فعله "الحزب" أنه أكثر وأقصى ما يمكن أن يفعله في ظل الضغط الداخلي والعربي والمحلي الذي يضغط ليلا نهارا لإيقاف الحرب والكلام عن زج لبنان المهترئ، حيث إنّ قيادة "الحزب" وفق المصدر تعاملت بذكاء استراتيجي وقراءة جيدة ومنطقية جدا للمشهد.
ويؤكد المصدر المتابع عن كثب للمشهد الجنوبي أن الحزب يتقن "فن إدارة المواجهة" مع اسرائيل، التي تدرك جيدا أن الصراع على الجبهة الشمالية قد يكون وجودياً وكيانياً بكل معاني الأمر.
تفريغ الدولة في إسرائيل من غير اليهود هو الأمر الذي يتم العمل عليه وفق المصدر، حيث إن مشروع يهودية الدولة هو الأساس بالنسبة للقيادة في تل أبيب، يقتضي بالتصفية العرقية التي تحدث الآن في غزّة ومصير عرب الـ48 على المحك، لذلك فالمفاوضات التي تحدث اليوم بين قوى إقليمية وكبرى تتم لتثبيت الهدنة التي يمكن أن تنعكس على الجبهة الجنوبية مباشرة وعلى المنطقة برمتها، فهل يكون اجتماع الغد في واشنطن مقدمة لتسوية بعيدة الامد؟ أم إنّ حسابات نتنياهو والرغبة في إعادة شعبيته المهترئة وسقوطه التاريخي سيدفانه لارتكاب الخطأ التاريخي والوجودي الذي سيفجر المنطقة برمتها.

المصدر : جنوبيات