بأقلامهم >بأقلامهم
"داخل التّابوت"!
"داخل التّابوت"! ‎الجمعة 18 07 2025 17:37 القاضي م جمال الحلو
"داخل التّابوت"!

جنوبيات

هذه القصّة المعبّرة يمكن تلخيصها بالتّالي ذكره:
"مات الشّخص الذي كان يعيق تقدّمك".

 وقد أخبرنيها الدكتور بكري خالد (طيّب الله ثراه) من سنين خلت، ومفادها: 
في أحد الأيّام وصل الموظّفون إلى مكان عملهم، فرأوا لوحة كبيرة معلّقة على الباب الرئيس كُتب عليها:
 "لقد توفّي البارحة الشّخص الذي كان يعيق تقدّمكم ونموّكم في هذه الشّركة، ونرجو منكم الدّخول إلى الصّالة المخصّصة لتقديم واجب العزاء".

في البداية حزن جميع الموظّفين لوفاة أحد زملائهم في العمل، لكن بعد لحظات تملّكهم الفضول لمعرفة هذا الشّخص الذي كان يقف عائقًا أمام تقدّمهم ونموّ شركتهم.
بدأ الموظّفون بالدّخول إلى القاعة التي وُضع فيها التّابوت لإلقاء النظرة الأخيرة. 
وتولّى رجال أمن الشّركة عمليّة دخول الموظّفين "ضمن دور فرديّ" لرؤية الشّخص داخل التّابوت. 
وكان كلّما نظر الشّخص إلى ما بداخل التّابوت، يصبح، وبشكل مفاجئ، عاجزًا عن الكلام، وكأنّ شيئًا ما قد لامس أعماق روحه.

لقد كان هناك في داخل التّابوت  مرآة تعكس صورة كلّ من ينظر إلى الدّاخل، وبجانبها لافتة صغيرة تقول: 
"هناك شخص واحد في هذا العالم يمكن أن يضع حدًّا لطموحاتك ونموّك في الحياة، وهو أنت".

حياتك لن تتغيّر عندما يتغيّر مديرك أو يتغيّر أصدقاؤك أو مكان عملك أو حالتك المادّيّة. 
حياتك تتغيّر عندما تتغيّر أنت وتقف عند حدود وضعتها أنت لنفسك.

راقب شخصيّتك وقدراتك ولا تخف من الصّعوبات والخسائر والأشياء التي تراها مستحيلة. 
فقد ورد في محكم التّنزيل:
 "إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم".
صدق الله العظيم. 

المصدر : جنوبيات