عام >عام
«عين الحلوة»: قلق أمني ومبادرة للفصائل
«عين الحلوة»: قلق أمني ومبادرة للفصائل ‎الأربعاء 4 01 2017 09:27
«عين الحلوة»: قلق أمني ومبادرة للفصائل

جنوبيات

على الرغم من الهدوء الحذر الذي شهده مخيم عين الحلوة خلال الأيام الأولى من العام لا يمكن القول ان الوضع في المخيم عاد لطبيعته وانه طوى فعلاً تداعيات الأحداث الأمنية الأخيرة .
فالمخاوف من عودة التوتر الى المخيم والتي عززتها معلومات توافرت بهذا الخصوص لدى مخابرات الجيش اللبناني وتبلغتها القوى الفلسطينية، دفعت بهذه القوى لإستنفار كل طاقاتها من اجل تحصين الوضع الأمني في المخيم عبر معالجة جدية لأسباب وتفاعلات الأحداث الأخيرة . وفي هذا الاتجاه جاء تحرك فصائل منظمة التحرير الفلسطينية التي توجه وفد منها ضم» صلاح اليوسف (جبهة التحرير الفلسطينية)، ابو نايف
(الجبهة الديمقراطية) وغسان ايوب (حزب الشعب الفلسطيني)» الى كل من قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب، وحركتي حماس والجهاد والقوى الاسلامية الفلسطينية في المخيم، حاملاً مبادرة من ثلاث نقاط «قيام الأمن الوطني بتسليم المشتبه بهما باغتيال سامر حميد ومحمود صالح الى القوة الأمنية المشتركة للتحقيق معهما، ومتابعة التحقيقات باغتيال ابراهيم منصور من اجل جلاء حقيقة الاغتيالات الثلاثة واعلان نتائج التحقيقات للرأي العام وتسليم من يثبت تورطه للسلطات اللبنانية ودعوة وكالة الأنروا الى استئناف الدراسة في مدارس المخيم في اقرب وقت على ان يصدر بيان رسمي عن اللجنة الأمنية العليا بهذا الخصوص.
وعلمت «المستقبل» ان الصيغة التي تعمل فصائل المنظمة على اقناع كافة الأطراف بها كمخرج عملي للوضع الراهن في المخيم هي ان يتم اعتماد مبدأ تسليم اي شخص يثبت تورطه باي جريمة اغتيال داخل المخيم عند اي طرف كان لأن ذلك من شأنه ان ينزع فتائل التفجير ويخفف من العبء الأمني الذي بات يثقل على المخيم.
وكان عقد في ثكنة زغيب العسكرية في صيدا لقاء بين رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد الركن خضر حمود ومسؤول عصبة الأنصار ابو طارق السعدي بحضور مسؤول العلاقات السياسية في حركة حماس في لبنان احمد عبد الهادي .
وفيما بقي مسيطراً القلق الأمني من تجدد تلك الأحداث التي كانت تسببت بشلل في العديد من مرافق الحياة في المخيم، استؤنف العمل امس (الثلاثاء) في بعض اقسام ومؤسسات وكالة الأنروا في المخيم بعد تعليقه قسراً حفاظاً على سلامة العاملين والموظفين والمؤسسات التابعة لها، وشمل استئناف العمل جزئياً قسمي الصحة والخدمات ففتحت عيادات الأنروا وعاودت الورش والفرق التابعة للوكالة جمع النفايات التي كانت تراكمت في شوارع واحياء المخيم على مدى الايام الماضية اثر تعليق الاونروا لعملها بسبب الوضع الامني فيما بقيت الدراسة في مدارس الأنروا معلقة رغم انتهاء عطلة الأعياد صباح الثلاثاء.
وعقد اجتماع بين وفد من اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا وبين مدير وكالة الأنروا في منطقة صيدا بالانابة( مدير منطقة صور) فوزي كساب خصص للبحث في سبل استئناف الوكالة لعملها كالمعتاد داخل المخيم وان الأنروا طلبت من اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا ضمان سلامة المدارس والطلاب كشرط لإستئناف الدراسة، علماً ان عدد مدارس الأنروا في المخيم يبلغ اكثر من ثماني مدارس من مختلف المراحل تضم نحو 3500 تلميذ.

المصدر : رأفت نعيم - المستقبل