بأقلامهم >بأقلامهم
"زمن السّكوت"!
"زمن السّكوت"! ‎الخميس 23 05 2024 20:26 القاضي م جمال الحلو
"زمن السّكوت"!

جنوبيات

ما نفعُ الكلام الحرّ إذا كانت الأفكار مُكبَّلة بالجهالة والتّعصّب الأعمى. 

في زمن السّكوت المرّ للمارقين والمنافقين.
في زمن الصّمت الرّهيب إزاء الحاقدين. في زمن الأوغاد الذين عاثوا في الأرض فسادا.
في هذا الزّمن المرّ كالعلقم نتلمّس بصيص نور في كنه الثّغور، وفي عتمة القبور، وفي ضيق الصّدور، لعلّ البسمة والحبور يعودان للظهور، وينبلج الفجر يبشّر بالسّرور. 

"ليست كلّ الأيّام لك، ولا كلّها عليك، هي ⁧الحياة ⁩تتأرجح ما بين وبين، فلا تجزع وتنكفئ على نفسك، إن كانت دولة الحياة عليك فسترجع لك يومًا.
 لا تخجل من أشياء تخصّك: 
وظيفتك، لهجتك، عمرك، اختياراتك. افتخر بنفسك وإن كنت مختلفًا.
 افتخر من الدّاخل، لأنّه لا أحد سيصنع لك الحبّ كما تصنعه لنفسك. 

ارتداء الطفل لأحذية الكبار لا يجعله يخطو خطوة أكبر، بل يعرقل سيره.
 لا تتّخذوا خطوات متسارعة غير مدروسة، بل اخطوا بتأنٍّ للأمام.

لا يمكننا توجيه الرّياح، ولكن يمكننا تعديل الشّراع حسب اتّجاهها. كذلك هي عقول البشر لا يمكننا تغييرها ولكن يمكننا التّعامل معهم حسب عقليّاتهم.

إنّ العقل كالحقل وكلّ فكرة نفكّر فيها لفترة طويلة هي بمنزلة عمليّة لن نحصد فيها سوى ما نزرع من أفكار سلبيّة أم إيجابيّة.
لا تتكبّر ولا تغترّ بنفسك ووضعك ومنصبك وعلاقاتك، فالمتكبّر كالواقف على الجبل يرى النّاس صغارًا ويرونه صغيرًا.
الصّواعق لا تضرب سوى قمم الجبال الشّامخة، وأمّا المنحدرات فلا تذهب إليها إلّا المياه الراكدة. 
ويُبتلى المرء على قدر شموخه ورفعته". 

ونختم بكلام أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب:
"الدّهر يومان، يوم لك ويوم عليك فإن كان لك فلا تبطر، وإن كان عليك فاصبر، فكلاهما سينحسر".

المصدر : جنوبيات