عام >عام
قتله وأخفى جثته.. ثم زار أهل الضحية لمواساتهم!
قتله وأخفى جثته.. ثم زار أهل الضحية لمواساتهم! ‎الجمعة 15 04 2016 13:03
قتله وأخفى جثته.. ثم زار أهل الضحية لمواساتهم!


نسمع كثيراً عن جرائم قتل تم تنفيذها بوسائل غريبة وبطرق وحشية ومخططات ذكية، إلا ان جريمة قتل المواطن اللبناني (ص.ح) في إحدى بلدات مدينة صيدا، هي جريمة في سياق سيناريو لا يمكن تصوره ولا مثيل له سابقاً في لبنان.

وفي سياق هذه الجريمة الغامضة حتى الساعة، أقدم مواطن لبناني من الجنوب على قتل صديقه (ص.ح) وإنما لم يُعثر على جثة (ص) حتى اللحظة، والقاتل الموقوف حالياً في مفرزة إستقصاء الجنوب لا يريد الإعتراف عن مكان وجود الجثة، ما معناه أن عناصر الجرمية موجودة بإعتراف القاتل إلا ان هناك عنصراً مفقوداً في هذه السلسلة، وهي جثة المغدور.

وبحسب معلومات حصل عليها موقع "ليبانون ديبايت" من مصادر مقرّبة من العائلة ومن مصادر أمنية مطلعة على ملف الجريمةـ قالوا بان الجريمة وقعت منذ اسبوعين تقريباً، وقد اكدوا جميعهم (المصادر) بان القاتل هو قريب (ص.ح) وصديقه الحميم أيضاً، وكان الضحية يمتلك مبلغاً من المال، وإنما كان لا يفهم في كيفية التعامل مع المصارف ولا يحب الذهاب لإنجاز المعاملات وبما ان ثقته العمياء كانت كبيرة بصديقه وقريبه فطلب منه الإحتفاظ له بهذا المبلغ معه، وحين يريد (المغدور) سحب أي مبلغ يطلب من صديقه المؤتمن على المبلغ.

"شيطان الطمع" حرّك غريزة ضميره الميت، وساورته فكرة إستدراج (ص) وقتله في بلدة مجاورة لمدينة صيدا، وإنتهز الفرصة المناسبة حين إتصل المغدور طالباً من صديقه ملاقاته في صيدا أو أي منطقة مجاورة لها، ليحصل على جزء من المبلغ كونه يريد شراء شيئاً ما، وإتفق كلاهما على المكان والزمان، والتقيا عصراً في المكان المحدد وهنا أقدم الفاعل على تنفيذ جريمته وإخفاء الجثة في مكان لا يعلمه غير الله والقاتل.

مرّت ساعات طويلة ولم يعد (ص.ح) إلى منزله في صيدا، ما أثار قلق أولاده الذين عمدوا الى تقديم بلاغ فقدان والدهم في أحد مخافر المدينة الجنوبية، كان وقتها القاتل حريصاً على زيارة العائلة والإنتحاب ومعايشة شخصية المفجوع على صديق العمر ونسيب الدم، ويومياً طيلة فترة الإختفاء كان يتصل بالعائلة لمعرفة ما إذا كانت هناك معلومات جديدة عن مصير (ص). إلى ان تنبهت الأجهزة الامنية التي تحقق بهذا الأمر وتم إستدعائه والتحقيق معه فإعترف فوراً بجريمته دون أي تردد إلا انه رفض الإعتراف عن مكان دفن الجثة ولا ذكر إسم البلدة سوى "انها قريبة من صيدا"، ولا يزال منذ توقيفه (حوالي أسبوع ونصف) حتى اللحظة رافضاً الإعتراف بالمكان.

أحد المصادر القضائية إعتبر في حديث لموقع "ليبانون ديبايت" أن رفض القاتل بالدلالة على مكان وجود الجثة يعود ربما لوكيله الذي اوحى له بانه في حال لم يُعثر على الجثة لا تعتبر جريمته كاملة، كون هناك عنصر رئيسي وهي الجثة الغير موجودة، وبالتالي عدم العثور عليها قد يخفف من مدة السجن مع العلم أنه قانونياً وطالما انه إعترف بفعله الجرمي هو دليل كامل على الجريمة، ولكن وكيل القاتل يحاول سحب منه أموال لمتابعة القضية وبالتالي يرى المصدر بأن القوى الأمنية عليها "شدّ الهمة" أكثر كون لديها أساليبها المعروفة في سحب الإعترافات من المجرم إلا إذا كان هناك تواطؤ من بعض المحققين لتمييع القضية وتضليل الحقائق وفق المصدر.

نحن أمام جريمة غير مكتملة العناصر، بحكم وجود جميع الآدلة والإعترافات بحدوثها عن سابق إصرار وتصميم بإستثناء الجثة التي هي محور هذه الجريمة، والتي لا تزال حتى الساعة مجهولة المكان والمصير.