أكثر من مئة يومٍ على "طوفان الأقصى"، العملية النوعية الاستثنائية التي أعادت ترتيب الأحداث في فلسطين والمنطقة برمتها، والصمود الأسطوري هو العنوان المركزي الذي ينبعثُ في خلاصة قراءة حرب إبادة جماعية كما أسماها الإعلامي الغربي، الذي وصل الرأي العام العالمي إلى قناعة بأنّه يمارس فن الخديعة في توصيف ما يجري، فبغض النظر عن الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني، أو تأييد هذا الطرف لـ"حماس" من عدمه إلا أن تاريخاً جديداً تحقًق عنوانه "مئة يوم من مجابهة الموت".
يقرأ مصدر سياسي لبناني المشهد الفلسطيني اليوم، مؤكداً أنّ المعركة قابلة للتوسع في جبهات متعددة، فلا شيء جديّاً لوقف الحرب من قِبل "إسرائيل" والغرب الذي يؤازرها في هذه الحرب العدمية العبثية الظالمة التي لا يمكن أن تحقق شيئاً، فثمة مجموعة عوامل سياسية وعسكرية واقتصادية باتت تتحدث عن الوهن الذي لا ينتاب الجبهة الإسرئيلية، لذلك فرفع مستوى المعركة سينقلب على نتيناهو وحكومته وفق المصدر، والتأثيرات الاقتصادية ستصبح قريبا عاملا أساسيا يفرض على الحكومة في تل أبيب وقف المعركة بشكل سريع، نتيجة تعطُّل الدورة الاقتصادية التي تنزف بشكل غير مسبوق، والأمر الثاني مطالبة أهالي الأسرى باسترجاعهم وامتلاء ساحات الكيان وشوارعه بالعبارات المناهضة لنتيناهو والمطالبة له بالاستقالة بعد سقوط مجموعة من الأسرى بنيران إسرائيلية.
خلاصة قراءة المصدر المراقب لـ"جنوبيات" تقول بأنّه رغم الصعود على شجرة الأهداف الكبرى التي يُمنّي بها سموتريتش وبن غفير ونتيناهو النفس، والتي لا يمكن أن تتحقق، إلا أن الحكومة الإسرائيلية باتت أوهن بكثير من مجرد التفكير بمئة يوم جديدة قد تؤدي لاضمحلال الكيان برمته.