بأقلامهم >بأقلامهم
"للعدالة اليد الطولى"!



جنوبيات
حضرةُ السّادةِ الرّؤساءُ :
سلامٌ مطيَّبٌ بنسائمِِ العدالةِ ..
قيل في السّابق : ((مَن وُلّي القضاءُ فقد ذبحَ بغيرِ سكين )) ...
وقال النّبيُّ العربيُّ: ((القضاةُ ثلاثةٌ ؛ قاضٍ في الجنّةِ وقاضيان في النّارِ ...
وقد جاءَ في الكتابِ المقدّسِ : (فمن خلالِ ملكوتِ الله، سيتحّققُ العدلُ في كلِّ الارضِ.
أيّها الرؤساء:
نحن مع تنقيةِ القضاءِ من الشّوائبِ... والقُضاةُ المُسيئون لرسالتِهم قلّةٌ ، والغالبيةُ من القضاةِ هم فخرُ العدلِ والعدالةِ ويتميّزون بالحسِّ العالي من المسؤوليّةِ المُلقاةِ على عاتِقِهم، ويتّصفون بالنّزاهةِ والعلمِ والفهمِ بما يتلاءمُ مع منطقِ العدالةِ وحسنِ تطبيقِ القانونِ.
أيّها الرّؤساء الكرام:
في البلدانِ المتقدمةِ ، للقضاءِ الحيّزُ الأكبرُ من الاهتمامِ، ولن ننسى ما قاله تشرشل عن القضاءِ البريطانيِّ إبّانَ الحربِ العالميّةِ الثّانيةِ . فاذا كان القضاءُ بخيرٍ يكونُ الوطنُ بخيرٍ. فلنحافظْ على هذه السّلطةِ الدستوريّةِ ولنقوِّ بنيانَها وندعمُ أُسسَها.
فخامةُ القاضي الأوّل:
معروفٌ عنك حسُّك العالي بالعدالةِ وحبُّك لتطبيقِ أحكامِ القانونِ بشكلٍ سليمٍ. إرفعْ بعدلِك ما أصابَ القضاءُ مِن ظُلمٍ فأنت السيّدُ الأوّاهُ، ناصرُ العدالةِ الأوّلِ.
ولا شكّ مطلقًا في الحسِّ العالي من المسؤوليّةِ لدولةِ رئيسِ مجلسِ النوّابِ، المحامي والمشرِّع ورجل القانونِ من الطرازِ الرفيعِ، وكذلك دولةِ رئيسِ مجلسِ الوزراءِ القاضي والمحامي والحقوقيّ البارع المُحبِّ لتحقيقِ العدالةِ.
فلنحافظْ جميعًا على حقوقِ القضاةِ ومكتسباتِهم، وعلى التّقديماتِ المادّيةِ والمعنويّةِ والاجتماعيّةِ بما يليقُ بتعزيزِ الحصانةِ القضائيّةِ، ودعمِ الصُّندوقِ الّذي يؤمِّنُ الطبابةَ والعلمَ. وبعد ذلك كلّه فليحاسَبْ المسيءُ وليُثابْ المحسنُ لنفسه وللعدالةِ على حدّ سواء. ولكي نعرفَ الوطنَ السّليمَ المعافى فلننظرْ إلى قضائِه، فإذا كان القضاءُ بخيرٍ، فإنّ الوطنَ والبلدَ كلُّه بخيرٍ.
وليسمعْ القاصي والدّاني، "إنَّ للعدالةِ اليدَ الطولى" في تحقيقِ الأمنِ والاستقرارِ على كافّةِ الصُّعدِ والمستويات.
فالعدل اساس الملك.
ونختم بقول الباري عزّ وجلّ في مُحكم التّنزيل:
" يا أيها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنّكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إنّ الله خبير بما تعملون"
صدق الله العظيم