ثقافة وفن ومنوعات >ثقافة وفن ومنوعات
في يوم الشاي.. تعرف على أشهر أنواعه حول العالم
في يوم الشاي.. تعرف على أشهر أنواعه حول العالم ‎الأحد 18 05 2025 20:03
في يوم الشاي.. تعرف على أشهر أنواعه حول العالم

جنوبيات

يوافق يوم الشاي العالمي في 21 مايو من كل عام، وهو مناسبة دولية للاحتفاء بهذا المشروب المتجذر في ثقافات الشعوب والذي يتخطى كونه مجرد مشروب دافئ إلى كونه عنصرًا جوهريًا في الطقوس الاجتماعية والتقاليد الشعبية في مختلف أنحاء العالم. ويعد الشاي من أكثر المشروبات استهلاكًا عالميًا، إذ يرافق الناس في لحظات التأمل والاسترخاء، ويجمع العائلات والأصدقاء، ويقدّم كرمز للضيافة والاهتمام. في هذا اليوم المميز، نسلّط الضوء على أشهر أنواع الشاي حول العالم، ونتعرّف على قصصها وطرق تحضيرها الفريدة التي تعكس تنوع الثقافات وثرائها.

الشاي الأخضر والأسود: أشهر الأنواع وأكثرها استهلاكًا
الشاي الأخضر والشاي الأسود يُعتبران من أكثر أنواع الشاي انتشارًا في العالم، لكن طريقة معالجتهما تختلف وتؤثر على لونهما وطعمهما. الشاي الأخضر يُجفف فور قطفه دون تخمير، ما يحافظ على مركباته النباتية ويمنحه نكهة خفيفة وعشبية. يُعدّ هذا النوع شائعًا جدًا في دول مثل الصين واليابان، حيث يتناولونه بشكل يومي في طقوس تحاكي التأمل والهدوء. ومن أشهر أنواعه "السينشا" الياباني و"اللونغجينغ" الصيني المعروف بمذاقه الخفيف وخصائصه الصحية.

أما الشاي الأسود، فيُخمّر ويُترك ليأكسد تمامًا، مما يمنحه نكهة قوية ولونًا داكنًا. يُستهلك بكثرة في الهند وسريلانكا وبريطانيا، ومن أشهر أنواعه شاي "آسام" و"دارجيلينغ" الهندي، وشاي "إيرل غراي" البريطاني المعطّر بنكهة البرغموت. وغالبًا ما يُقدّم مع الحليب أو السكر في الغرب، بينما يُشرب صافيًا في آسيا.

أنواع الشاي المميزة حسب الثقافة: من المغرب إلى التبت
لكل منطقة في العالم طريقتها الفريدة في إعداد الشاي، مما يُنتج نكهات وتجارب متنوعة. في المغرب، يُعدّ الشاي بالنعناع رمزًا للضيافة ويُحضر بإتقان، حيث يُغلى الشاي الأخضر مع النعناع الطازج والسكر ويُقدَّم في كؤوس زجاجية صغيرة. ويُعتبر تقديم الشاي في المغرب طقسًا اجتماعيًا راقيًا ومهارة يتقنها المضيفون بكل فخر.

أما في التبت، فهناك نوع خاص يُعرف بشاي الزبدة، وهو شاي يُحضّر باستخدام أوراق الشاي الداكن، ويُغلى مع الزبدة الحيوانية والملح، ليعطي مشروبًا غنيًا بالطاقة والدهون، مناسبًا لبيئة المرتفعات الباردة. وفي تركيا، يُقدّم الشاي الأسود في أكواب صغيرة على شكل زهرة التوليب، ويُشرب ببطء على مدار اليوم.

وفي تايوان، تشتهر البلاد بـ"شاي الأوولونغ" الذي يقع بين الشاي الأخضر والأسود من حيث التخمير، ويُحظى بشعبية متزايدة عالميًا لنكهته الزهرية المعقدة.

الشاي كمشهد اجتماعي واقتصادي عالمي
لا يقتصر الحديث عن الشاي على الذوق والنكهة، بل يمتد ليشمل بُعدًا اقتصاديًا وثقافيًا واسعًا. فهو مصدر دخل لملايين العاملين في زراعته وتحضيره وتجارته، خاصة في الدول النامية مثل الهند وكينيا وبنغلاديش. كما أنه وسيلة تواصل اجتماعي أساسية، حيث يُستخدم في استقبال الضيوف، والاحتفالات، واللقاءات العائلية والرسمية.

من خلال الشاي، تتشكل لحظات يومية تحمل في طيّاتها الدفء والانتماء، كما تعكس ممارسات تحضيره تاريخ الشعوب وتقاليدها. ومع تطور الأسواق العالمية، ظهرت أنواع جديدة من الشاي المثلج، وشاي الأعشاب الخالي من الكافيين، وحتى شاي الفقاعات (Bubble Tea) الذي انتشر من تايوان إلى جميع أنحاء العالم.

في يوم الشاي العالمي، تتجدد الفرصة لاكتشاف هذا المشروب الساحر بكل تنويعاته، والاحتفاء بتنوّع الثقافات التي أضفت عليه طابعًا خاصًا. سواء كنت تفضّل شاي النعناع المغربي أو شاي دارجيلينغ الهندي أو الأوولونغ التايواني، فإن كوب الشاي يظل مساحة للراحة، والتواصل، وتقدير البساطة الغنية بالنكهات.