عربيات ودوليات >أخبار دولية
"داعش" يهاجم القوات السورية.. للمرة الأولى منذ سقوط الأسد


جنوبيات
أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، مسؤوليته عن تنفيذ هجومين منفصلين استهدفا القوات السورية في محافظة السويداء جنوبي البلاد، في أول تصعيد مباشر ضد الحكومة الجديدة، منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
ونقل موقع "سايت"، المتخصص في متابعة الجماعات المتشددة، عن بيانات نشرها التنظيم عبر منصاته الإعلامية، أن "جنود الخلافة فجروا عبوة ناسفة عن بُعد استهدفت آلية تابعة لقوات النظام السوري المرتد، في ريف السويداء الشرقي".
وأسفر الهجوم عن مقتل مرافق في دورية استطلاع للفرقة 70 التابعة للجيش السوري، وإصابة ثلاثة جنود آخرين بجروح، يوم الأربعاء 22 أيار/ مايو.
وفي بيان ثانٍ صادر عن ما يُعرف بـ"ولاية الشام – حوران"، أعلن التنظيم مسؤوليته عن استهداف آلية أخرى لقوات الأمن السوري في منطقة تلول الصفا، ما أسفر عن مقتل عنصر أمن وإصابة ثلاثة آخرين، وفق نص البيان.
تصعيد إعلامي ضد الشرع
وبالتوازي مع التحركات العسكرية، صعد تنظيم "داعش" من خطابه الإعلامي ضد الحكومة السورية الجديدة، وخصّ الرئيس أحمد الشرع بهجوم مباشر في افتتاحية صحيفته الأسبوعية "النبأ" بتاريخ 16 أيار/مايو، وحمل المقال عنوان "على عتبة ترامب"، واعتبر فيه التنظيم لقاء الشرع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب "خيانة للنهج الجهادي"، متهماً إياه بـ"الارتداد" والاصطفاف مع الغرب.
كما وصف التنظيم حكومة الشرع بأنها "نظام مرتد"، في لغة تعكس استمرار عقيدته القتالية ضد كل من لا يتبنى مشروع "الخلافة"، بما في ذلك حركات إسلامية أخرى.
ويأتي هجوم "داعش" في وقت حذر منظر التيار السلفي الجهادي أبو محمد المقدسي، في بيان نشره عبر مجموعات دردشة مغلقة الأسبوع الماضي، من مهاجمة حكومة الشرع بشكل مباشر في ظل ضعف القوى الجهادية على الأرض، معتبراً أن العمليات المحدودة "لن تؤدي إلا إلى خدمة أعداء الإسلام"، بحسب ما نقل "سايت".
تحذيرات أميركية
وتتزامن الهجمات الأخيرة مع إعلان قائد الأمن الداخلي في ريف دمشق حسام الطحان، عن اعتقال عدد من عناصر تنظيم "داعش" في مناطق متفرقة من الغوطة الغربية، ومصادرة أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة، من بينها قواعد صواريخ وعبوات ناسفة وسترات انتحارية.
وقال الطحان إن العملية نُفذت بناءً على معلومات دقيقة من جهاز الاستخبارات العامة، وإن "فرع مكافحة الإرهاب" بدأ برصد الخلايا منذ أسابيع.
في المقابل، كشف مسؤولون أميركيون عن نجاح القوات السورية، بالتنسيق مع معلومات استخباراتية أميركية، في إحباط ثماني عمليات خطيرة في العاصمة دمشق خلال الأشهر الأخيرة، من بينها مخطط لاستهداف مزار شيعي.
وأشار مدير "فرقة العمل الطارئة السورية" معاذ مصطفى، إلى أن هذه التهديدات دفعت الولايات المتحدة إلى زيادة عدد قواتها في سوريا إلى 2000 جندي، تحسّباً لعودة "داعش".
وكان تنظيم "داعش" فقد السيطرة على آخر معاقله الجغرافية في بلدة الباغوز شرق سوريا في آذار/ مارس 2019، لكنه واصل تمرده من خلال خلاياه النائمة في البادية السورية وشرق البلاد.