لبنانيات >أخبار لبنانية
لبنان سقط في لعبة شراء الوقت… وأسبوعان حاسمان
لبنان سقط في لعبة شراء الوقت… وأسبوعان حاسمان ‎الأربعاء 23 07 2025 08:12
لبنان سقط في لعبة شراء الوقت… وأسبوعان حاسمان

جنوبيات

اليوم الثاني للموفد الأميركي “توم برّاك” في بيروت لم يكن مختلفاً عن الأول!

فـ “برّاك” قرأ مكتوب لبنان من عنوانه، وتحديداً من اليوم الأول لزيارته، بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وتحديداً عندما وجد أن لبنان لم يضمّن رده أي جدول زمني لسحب سلاح “حزب الله”، واكتفى بالحديث في إطار عام عن مراحل لسحب السلاح من دون وضع تواريخ لها!

وهنا بيت القصيد، لم يقدّم لبنان جديداً، ويبدو أنه دخل في لعبة شراء الوقت أو ربما استنزافه…

لم يرق الأمر لـ “برّاك” الذي تابع جولته والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري،”الأخ الأكبر” والمفاوض الأكبر لـ “حزب الله”.

هنا أيضاً، لم يسمع “برّاك” أي جديد، وفي وقتٍ توقع بعضهم أن يسحب بري أرنباً من أرانبه المعتادة ويقدم جديداً لضيفه الأميركي، لم يحصل ذلك! فأرانب بري استنفدت مع “الحزب” الذي حاول بري إقناعه بتليين موقفه لكنه فشل! فـ “حزب الله” على موقفه: “لا لسحب السلاح ولا لوضع جدول زمني لسحبه!”.

وهو متمسك بشروطه: وقف العدوان، وقف الاحتلال وإعادة الأسرى قبل أي بحث!

وعلمت “نداء الوطن” أن بري سأل ضيفه: “كيف يمكننا أن نقدم لـ “حزب الله” خطوة تشجعه على الانخراط في الاتفاق؟”(في إشارة من بري إلى إمكان أن تضغط الولايات المتحدة الأميركية على إسرائيل للقيام بمبادرة ما، كوقف العدوان لفترة أو الانسحاب من إحدى التلال)، فأجابه “برّاك”: “لا يمكننا أن نعطيكم شيئاً ما لم تعطونا التزاماً واضحاً من قبل الدولة اللبنانية بسحب سلاح “حزب الله”، وبوضع جدول زمني واضح لذلك مع تواريخ محددة!”.

وعلمت “نداء الوطن” أن المسؤولين الذين التقوا “برّاك” لاحظوا أن أداءه اختلف وكذلك لهجته، فهو بات اليوم أكثر حسماً ووضوحاً، وقال لبعض من التقاهم أن الرد اللبناني على ملاحظاته جاء ناقصاً ولا يبنى عليه، ولم يتضمن الرد أي شيء يتعلق بالتزام الدولة وبتواريخ وبآلية تنفيذية. وقال: “قبل أن يطالب اللبنانيون بضمانات، يجب أن تلتزم الدولة بموقف علني بسحب السلاح ووضع أجندة واضحة، وإلا فإن إسرائيل لن تقدم على أي مبادرة”.

وسأل أحد الذين التقوا “برّاك”: “لماذا لا تعطون لبنان وقفاً لإطلاق النار يمتد حتى منتصف شهر آب؟”، فأجابه “برّاك”: “كيف سيحصل ذلك ودولتكم لم تلتزم بجدية بأي مخطط واضح حتى الساعة؟”، واستطرد “برّاك”: “قدمنا اقتراحاً تضمن جدولاً زمنياً لسحب السلاح لم يؤخذ به، علماً أننا مرنون في تعديله، فبدل الأيام يمكن أن تأخذوا شهراً للتطبيق، لكن لا أن يتم تجاهل الجدول الزمني ككل!”.

وقال “برّاك” أمام من التقاهم إن المشكلة ليست باحتلال التلال الخمس بل باتفاقية وقف إطلاق النار التي لم تحتوِ على جدول زمني، وهذا خطأ!

وبحسب “برّاك” مفتاح الحل بيد الحكومة اللبنانية، فإن التزمت بشكل علني بسحب السلاح ووضعت أجندة زمنية، يمكن عندها إقناع إسرائيل بخطوة من قبلها، تحلحل الأمور، ويوضع “الاتفاق” عندها على سكة التطبيق خطوة بخطوة.

ختامًا، لبنان أمام مفترق طرق خطير، والأسبوعان المقبلان سيكونان حاسمين!

المصدر : جنوبيات