عربيات ودوليات >أخبار دولية
"شاحنة الموت" تودي بحياة 9 لاجئين.. عاشوا آخر لحظاتهم في "فرن"!
"شاحنة الموت" تودي بحياة 9 لاجئين.. عاشوا آخر لحظاتهم في "فرن"! ‎الاثنين 24 07 2017 11:17
"شاحنة الموت" تودي بحياة 9 لاجئين.. عاشوا آخر لحظاتهم في "فرن"!

جنوبيات

عثرت السلطات الأميركية، فجر الأحد 23 تموز 2017، في موقف للسيارات بولاية تكساس قرب الحدود مع المكسيك على مقطورة شاحنة بداخلها 39 مهاجراً غير شرعي، بينهم 9 قضوا بسبب الحرّ الشديد والجفاف بينما نقل الآخرون للمستشفيات وأكثر من نصفهم حالتهم خطرة. وقال وليام مكمانوس قائد شرطة سان أنطونيو إنّ "مقطورة شاحنة الموت كانت مركونة في موقف للسيارات تابع لمتجر "وول مارت" في المدينة الواقعة على بعد ساعتين بالسيارة عن الحدود المكسيكية". وأضاف في مؤتمر صحافي أنّ "الناجين الـ30 وبينهم أطفال، نقلوا جميعاً إلى مستشفيات المدينة بسبب إصابتهم بحالات جفاف وفرط حرارة"، مشيراً إلى أنّ بين هؤلاء 17 مصاباً تتراوح حالتهم بين "الخطرة" و"الحرجة للغاية".

تهريب بشر

وكانت حصيلة سابقة أوردها قائد الشرطة أفادت بوفاة 8 مهاجرين والعثور على 30 مصاباً، لكن لاحقاً أعلن القضاء الفدرالي الأميركي العثور على جثّة مهاجر تاسع في غابة قريبة من الموقف. وأكّد مكمانوس أن الشرطة اعتقلت سائق الشاحنة، مشيراً إلى أنّ هذه "المأساة المروعة" هي "على ما يبدو جريمة تهريب بشر".

وبحسب النيابة العامة الفدرالية فإنّ الموقوف يدعى جيمس ماثيو برادلي جونيور (60 عاماً) وهو من فلوريدا وسيوجه إليه الاتهام في سان أنتونيو على الأرجح الإثنين.

وأوضح قائد الشرطة "أنّنا تلقينا اتصالاً من أحد موظفي وول مارت بشأن مقطورة مركونة في الموقف. لقد قال إنّ أحد الأشخاص الذين كانوا داخل الشاحنة طلب منه ماء، فعاد الموظف إليه حاملاً الماء، ثم أبلغ الشرطة ووصلنا إلى الموقع حيث عثرنا على ثمانية أموات في مؤخرة المقطورة". وأضاف أنّ "تسجيلات المتجر الأمنية كشفت وصول سيارات لاصطحاب بعض ركاب المقطورة ممن كانوا بخير"، مشيراً إلى أنّه "لم يتضح على الفور عدد المهاجرين الذين تمكنوا من مغادرة الشاحنة على قيد الحياة".

ولاحقاً أعلن مكمانوس في تصريح لشبكة "سي إن إن" أنّ "الموتى الثمانية هم جميعاً رجال بالغون"، مشيراً إلى أنّ "السلطات المكسيكية تتعاون مع نظيرتها الأميركية للتعرف إلى هوياتهم وأنّ الشرطة لن تعلن عن أسمائهم أو جنسياتهم قبل إبلاغ عائلاتهم".

وليلاً أكّد حاكم ولاية تكساس غريغ آبوت أنّ حصيلة هذه "المأساة المفجعة" هي 9 قتلى و30 مصاباً. وأضاف أنّ "تكساس ستواصل توفير الحماية للضحايا الذين سلبوا من أهم حقوقهم الأساسية، وستطبق القانون بالكامل على مرتكبي هذه الجريمة الشنيعة".

من جهته قال قائد جهاز الإطفاء تشارلز هود إنّ "مكيّف الهواء في المقطورة لم يكن يعمل، وإنّ الناجين كانت "حرارتهم مرتفعة عند الملمس". وأضاف: "بدأنا بإخراج المرضى من مؤخرة الشاحنة.. وكان هناك 20 مصاباً آخرين بحال حرجة للغاية أو بحال خطرة وتم نقلهم إلى عدد من المسشتفيات"، مشيراً إلى أن طفلين على الأقل كانا بين الناجين.

"مثل الفرن"

وبحسب قائد جهاز الإطفاء فإن الحرارة داخل المقطورة يمكن أن تكون قد وصلت إلى 65 درجة مئوية، ما يعني أن الجو بداخلها كان حاراً "مثل الفرن"، على حد تعبيره.

وأضاف "لو كانت هذه الشاحنة أمضت الليل في هذا المكان" من دون أن تعثر السلطات عليها "لكنا من دون شك فقدنا غالبية" الذين كانوا بداخلها".

وتبعد سان أنتونيو مسافة ساعتين بالسيارة عن الحدود المكسيكية وقد بلغت الحرارة في المنطقة في الأيام الأخيرة درجات مرتفعة للغاية. وبحسب قائد شرطة المدينة فإن محققين من وزارة الأمن الداخلي وأجهزة الهجرة الفدرالية يشاركون في التحقيق الذي تجريه السلطات المحلية.

وأكّد مكمانوس أنّ "هذا ليس حادثاً منعزلاً. هذا أمر يحصل على الدوام. إنّهم يصلون في وقت متأخر ليلاً تحت جنح الظلام لأنهم لا يريدون أن ينكشف أمرهم".

من ناحيتها أعلنت وزارة الخارجية المكسيكية أن قنصلية المكسيك في سان أنتونيو تتعاون مع السلطات الأميركية "من أجل تحديد هويات وجنسيات الضحايا لتوفير المساعدة والحماية القنصلية، وبالأخص لإعادة جثامين المواطنين المكسيكيين المحتملين".