عام >عام
المفتي عسيران دعا لإحياء المآتم الحسينية ووجه كلمة بمناسبة رأس السنة الهجرية وذكرى عاشوراء
المفتي عسيران دعا لإحياء المآتم الحسينية ووجه كلمة بمناسبة رأس السنة الهجرية وذكرى عاشوراء ‎الجمعة 22 09 2017 11:27
المفتي عسيران دعا لإحياء المآتم الحسينية ووجه كلمة بمناسبة رأس السنة الهجرية وذكرى عاشوراء

جنوبيات

دعا مفتي صيدا والزهراني الجعفري الشيخ محمد عسيران الى المشاركة في احياء المآتم الحسينية التي يقيمها الافتاء الجعفري في صيدا طيلة ليالي عاشوراء ابتداء من الخميس 21 أيلول 2017 ولمدة عشر ليالي في النادي الحسيني لمدينة صيدا في البوابة الفوقا عند الساعة الثامنة مساءاً للرجال والنساء وعند الساعة العاشرة صباحاً للنساء.
وكان المفتي عسيران وجه بمناسبة الأول من محرم رأس السنة الهجرية كلمة تناول فيها معاني الهجرة وعاشوراء الحسين وتطرق فيها الى عدد من القضايا الراهنة ، وجاء في كلمة المفتي عسيران :
"نتوجه للعالم الاسلامي وللمجتمع كافة بأسمى آيات التبريك بالسنة الهجرية الجديدة التي أطلت علينا وان شاء الله تكون سنة خير وبركة للمجتمع اللبناني وللفرد اللبناني .لأن صاحب الهجرة هو نبي الرحمة ونبي الألفة ونبي التآخي ونبي التعايش ونبي قبول الآخر .
هذه السنة قد تميزت عن بقية السنين بما حقق الجيش اللبناني الذي نجل ونحب ونحترم ونقدر انتصاره في عرسال ورأس بعلبك وغيرها حيث اثبت الجيش اللبناني في عمليته فجر الجرود وغيرها انه جيش لكل الوطن ويحافظ على كل اللبنانيين في اي جهة كانوا من هذا الوطن فحقق الانتصار الكبير واثبت جدارته مع قلة العتاد والعديد ، لكنه كان باسلاً في جميع اموره ، فنحن نحيي الجيش اللبناني ونمد له يد العون في كل موقف نراه مناسبا لأن الجيش عماد الوطن وبه تنمو الدولة ولا يمكن للبنان او غير لبنان ان يقوم الا بجيش قوي يحمي المواطن ويحمي الوطن . فنحن نكرر تحيتنا للجيش اللبناني في كل مواقعه .
ونحن على ابواب السنة الهجرية مناسبة عاشوراء الخير ، عاشوراء التضحية والفداء والإباء ، فإن الحسين عليه السلام خرج من أجل إعلاء كلمة الحق ونصرة المظلوم والوقوف في وجه الظالم ايا كان هذا الظالم . حيث يقول عليه السلام "انا اهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومهبط الوحي والتنزيل بنا فتح الله وبنا يختم ". فلا يمكن للحسين عليه السلام ان يهادن الباطل حيث يقول "اني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً، انما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم)، أريد ان آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر " فعلى الشعب اللبناني ان يتمثل بمقدار معين بالحسين عليه السلام بالإخلاص وقبول الآخر . فإن النبي الأكرم والحسين واهل البيت علمونا ان المجتمع كله إبن واحد وطريق واحد وان الانسان هو الانسان يعيش معه بانسانيته حيث انه ورد في الكثير من الأخبار انه كان مع الحسين عليه السلام عائلة نصرانية ، وأن النبي صلى الله عليه وآله استقبل نصارى نجران وعظمهم ودخلوا الى مسجده وانه عليه الصلاة والسلام زار المريض اليهودي واحترم الأديان . فنحن في أيام الحسين عليه السلام نقول للمجتمع اللبناني كل المجتمع اللبناني ان عاشوراء للتقارب وان عاشوراء للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكي نجتمع على الاسلام ، نجتمع على البركة ، نحن متفقون على ان الحسين واهل البيت هم احباؤنا جميعا وان هديهم من هدي النبي وان هدي النبي من الله تبارك وتعالى ،فكلنا مسلمون على هذا الطريق وعلى هذا الخط . ان شاء الله نقيم هذه المآتم بمفاهيمها الحضارية التي ارادها النبي صلى الله عليه وآله بعيدين عن الفرقة والتفرقة، وكل ما يوجب التفرقة يجب علينا جميعا ان نبتعد عنه ، وكل شائبة يجب ان نبتعد عنها لنبني مجتمعاً صالحاً يرضي انفسنا بعد رضى الله تبارك وتعالى .
نحن في مدينة صيدا هذه المدينة الصامدة نعيش مع اخواننا الشعب الفلسطيني الكريم ونحن نعتبر أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا ، وأن الشعب الفلسطيني المظلوم ، أيام عاشوراء أيام هجرة الحسين، وأيام تهجير هذا الشعب الفلسطيني المظلوم بالتهجير وبهجرته من بلاده قسرا ، نقول لهم تأسوا بأهل البيت واصمدوا ووحدوا صفوفكم لتكونوا يدا واحدة لكي لا تدخل اليكم الشوائب . كونوا يداً واحدة لأن العدو الصهيوني يعمل ويعمل ويعمل من اجل تفتيت الصف العربي والصف الاسلامي والصف الفلسطيني . عليكم ان تكونوا يداً واحدة وتخرجوا من بينكم كل مفسد وكل فاسد وكل من يسعى لضرب هذه القضية . تعاونوا يا اخوتي مع الجيش اللبناني وسلموا المطلوبين لأننا واياكم في طريق واحد وفي سفينة واحدة فاذا غرقت هذه السفينة نغرق جميعاً، ولا يمكن ان ينجو احد منا لأننا كلنا في سفينة هذا الوطن الكريم المبارك ، لأن انتصاركم على المفسدين هو انتصارنا وانتصار الجيش مؤيد من الشعب اللبناني جميعا لكي يبقى لبنان هو الوطن الدائم لجميع ابنائه وانتم ضيوف نحترم ونجل..
ان الشعب اللبناني يعاني الكثير من الحرمان والفقر وزيادة الضرائب وقلة المعاش ، فلا يعقل اليوم لمواطن أن يعيش بـ600 الف ليرة لبنانية ، كيف يمكن لشاب ان يعمل بهذا المبلغ الزهيد الذي لا يستطيع ان يستأجر به منزلاً بسيطاً لسكنه هو وعائلته اذا اراد ان يتزوج . نحن نؤيد اعطاء سلسلة الرتب والرواتب شرط ان لا تكون على حساب المواطنين ، وان لا تكون على حساب الفقراء ولا على حساب اصحاب الدخل المحدود . هناك موارد كثيرة الدولة تعرفها : الأملاك البحرية ، الجمارك ، المصارف ، المقاولون والأرباح الهائلة ، المشاريع بالتراضي .. كلها تستطيع ان تؤمن اكثر من سلسلة ، فيكون الشعب اللبناني مرتاحاً . نناشد الزعماء الكرام وخاصة المسؤولين ان يلتفتوا لشعبهم .
ان الشعب اللبناني اليوم يرغب ويريد ويطالب بإجراء انتخابات نيابية عاجلة لأنها من حق المواطن ان يختار من يريد لهذا المنصب وليس من حق صاحب المنصب ان يستأثر بهذا المنصب ويبقى فيه بقدر ما يشاء . الشعب اللبناني كلف السادة النواب لمدة اربع سنين فقط لا غير ، والتجديد يأتي من الشعب ، فمن كان له مع الشعب علاقة وهو مصلح فلا بد أن يعيدوا انتخابه .. فلماذا الخوف من الانتخابات والتشبث بالمقعد النيابي بغير حق ؟.. نقول للجميع علينا ان نتظافر ونظافر الجهود من اجل لبنان ومن اجل اعلاء لبنان ومن اجل لبنان حضاري ينعم به جميع ابنائه .
ان الاسلام عظيم عارف بحقوق جميع البشر وتعايش مع كل ابناء المجتمع في اي مجتمع كان . الاسلام لا يضطهد أحداً ولا يخرج أحداً من داره أو من بلده مطلقاً. بل يقر كلّ على دينه وعلى عمله وكل صاحب حق محترم هو وحقوقه في الاسلام .
نرى اليوم في الكثير من العالم اعتداءً هنا واعتداءً هناك تارة بإسم الدين وتارة بإسم الانسان ، اليوم حكومة بورما اعتدت على مسلمي ميانمار اعتداءً صارخاً أمام العالم ، أمام الأمم المتحدة وأمام الدول العظمى ، هذه الدول العظمى الكبيرة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية التي تطالب باستمرار بحقوق الانسان وكأنها لم تر حقوق الانسان في ميانمار ولم تر ان المسلمون في ميانمار عرضة للقتل والذبح والاعتداءات المختلفة والإحراق احياءً . لماذا الأمم المتحدة لا تنزل جيشاً يوقف هذه المهزلة وهذا الاعتداء .
نحن نطالب الأمم المتحدة اولاً وكل احرار العالم بايقاف هذه المجازر وهذا التهجير البغيض ونطالب العالم الاسلامي ان يوقف المهاترات بين المسلمين ، نطالب ونؤكد ان الكثير من الدول الاسلامية تعتدي على بعضها البعض ، فلتوقف هذه الإعتداءات وتتوجه الى اولئك المساكين في ميانمار وتنصرهم ليبقوا في بلادهم. لا نريد زيادة الفقر في العالم ، او زيادة الأوبئة والأمراض في العالم من خلال قتل النفس المحترمة والتهجير ".