مقالات مختارة >مقالات مختارة
العاملون ما بعد منتصف الليل وعلى مدار الساعة لخدمة الزبائن
يشكّلون ميزة تنافسية عن أقرانهم ويحملون أعباءً إضافية
منفعة تبادلية للعاملين في القطاعات الليلية لتلبية الاحتياجات
العاملون ما بعد منتصف الليل وعلى مدار الساعة لخدمة الزبائن ‎الأربعاء 13 04 2016 07:10
العاملون ما بعد منتصف الليل وعلى مدار الساعة لخدمة الزبائن
خدمة إيصال الطلبات للمنازل وأماكن العمل لا تتوقف

سامر زعيتر

يعملون على مدار الساعة أو يواصلون العمل ما بعد منتصف الليل، ميزة تجعل من مؤسساتهم أكثر استقطاباً للزبائن رغم ما يعتري ذلك من تكاليف وأعباء ومخاطر متعدّدة...
تأمين الخدمات لقطاعات مختلفة، مهمة تتطلّب السهر إلى ما بعد منتصف الليل ولا تقتصر على الاحتياجات الأساسية من طبابة ومأكل، بل تتعدّاها إلى توفير أماكن للتسلية تمكّن الطلاب في الوقت نفسه من متابعة التحصيل العلمي...
قرار اتخذه البعض بفتح أبواب مؤسساته ليلاً وربما على مدار الساعة، ومعه تأمين خدمة لا تنقطع على مدار العام، ورغم تدنّي المردود ليلاً، لكن البعض يجد في ذلك فرصة سانحة لزيادة المبيعات بطرق متعدّدة...
فما هي القطاعات التي تسهر إلى ما بعد منتصف الليل لخدمة الساهرين أو تأمين احتياجات الصباح؟ وكيف هو واقعها؟
"لـواء صيدا والجنوب" يُسلِّط الضوء على واقع العاملين ما بعد منتصف الليل وعلى مدار الساعة، حيث قصدهم في أماكن عملهم وعاد بهذه الانطباعات...

منافع متبادلة

* تشير عقارب الساعة إلى ما بعد منتصف الليل، ولكن ذلك التوقيت لا يشكّل فرصة للذهاب إلى البيت، بل مواصلة العمل بشكل اعتيادي، هو واقع الكثير من القطاعات التي تسهر على أمن الوطن وتأمين الطبابة والعلاج والدواء للمرضى ويتطلّب واقع عملها المناوبة ليلاً، وفق ما أوضح أحد العاملين في "صيدلية بشاشة" لصاحبتها الدكتورة لينا بشاشة بالقول: "نفتح على مدار الساعة لتأمين احتياجات المرضى واستقبال الحالات الطارئة ليلاً، ورغم قلّة عدد الزبائن ليلاً، لكن الهدف هو تأمين خدمة للناس وفي الوقت نفسه دعاية للصيدلية، وبالطبع هناك خطورة على حياة من يعمل ليلاً ولكننا نتخذ اجراءات بإقفال الأبواب ليلاً، واتخاذ مزيد من الحرص في التعاطي مع الزبائن، فمن يأتي مع عائلته يختلف عن مجموعة من الشباب، وقرار فتح الصيدلية على مدار الساعة بدأ منذ عام، والزبائن باتت تعرف ذلك وتقصد الصيدلية في كل الأوقات".
* بدوره أخصائي القلب والشرايين الدكتور عبد المجيد عوف شدّد على أهمية وجود مطاعم تخدم العاملين ليلاً بالقول: "عملنا يتطلّب القيام بمناوبات ليلية، ووجود أماكن تفتح ليلاً، تمكننا من تناول الطعام سواء من خلال الطلبيات التي تصل إلى المستشفى أو الخروج لشراء الطعام، وهناك العديد من المطاعم التي تؤمّن رغبات الجميع".
* زميله الدكتور مجدي شحادة قال: "نرى في صيدا قلّة من الأماكن التي يمكن قصدها ما بعد منتصف الليل ولكنها متوافرة، منها على سبيل المثال، حيث نقف لتناول سندويشات الـ "هوت دوغ" عند "مطعم كاستيلو"، ونرى ازدياد ظاهرة فتح المحال ليلاً مقارنة بالسنوات السابقة، ويعود ذلك إلى إعتياد الناس على السهر ليلاً، وتحسّن الأوضاع الأمنية التي تنعكس إيجاباً على الحركة في مدينة صيدا، واستقطاب الزبائن من مناطق جزين والجنوب والشمال والعاصمة".
* بدوره الزميل في "قناة القدس الفضائية" خالد عوض قال: "بحكم العمل ليلاً يضطر الإنسان في كثير من الأحيان إلى تناول الطعام خارج المنزل من المطاعم التي تفتح إلى ما بعد منتصف الليل، أو شراء الاحتياجات من المحال ما بعد منتصف الليل، أو الجلوس في المقاهي التي تستقبل الزبائن إلى ما بعد منتصف الليل أو على مدار الساعة".

فرصة لإستقطاب الزبائن

* كل ذلك يستدعي قطاعات أخرى لمواكبة هؤلاء والسهر على تأمين احتياجاتهم وفق ما أوضح المشرف على "مطعم كاستيلو" طارق غندور بالقول: "قمنا منذ 7 سنوات بفتح المطعم، وكانت البداية لمدة عامين على الكورنيش البحري في صيدا، ومنذ 5 سنوات نعمل عند "بوليفار الدكتور نزيه البزري" الأوتوستراد الشرقي في المدينة، والحركة جيدة ليلاً، خصوصاً أن معظم المطاعم تقفل ليلاً، ما يُشكّل فرصة لنا لاستقطاب الزبائن الذين يحبون تناول الـ "هوت دوغ" و"الكريب" والبطاطا والهامبرغر الأميركية، حيث يقصدنا الزبائن من صيدا ومختلف المناطق، لذلك نحن نفتح من الساعة الخامسة عصراً إلى ما بعد الثالثة أو الرابعة فجراً".
* العمل على مدار الساعة لتأمين طلبات الزبائن مهمة أوّلها على نفسه "فرن الرشيدي" عند مستديرة "مدرسة الفنون الانجيلية" - صيدا، وفق ما أكد العامل باسل نمريني بالقول: "نلحظ حركة ناشطة خلال فترة الليل وحتى الفجر، فهناك العديد من الفئات تحتاج إلى من يؤمّن لها طلباتها، ومنها القوى الأمنية والطلاب والشباب الذين يسهرون ليلاً، فهناك إقبال لشراء الطلبات المتنوّعة من البيتزا والمناقيش المختلفة التي تتضمن اللحومات، فيما الطلب على المناقيش في فترة الصباح يقتصر غالباً على الجبنة والزعتر".
* تأمين خدمة إيصال الطلبات للزبائن مهمة لا تتوقف ليلاً وفق ما أوضح العامل محمد الحايك بالقول: "أقوم ليلاً بإيصال الطلبات إلى الزبائن عبر الدراجة الهوائية، وطبعاً برودة الطقس ليلاً في الصيف أفضل لإيصال الطلبات فضلاً عن غياب الازدحام، لكن الصعوبة ليلاً في السؤال عن الأماكن، لذلك نستعين بمن لديهم خبرة في هذا المجال والاستفسار من القوى الأمنية والعناصر والجنود المتواجدين عن الأماكن".
* بدوره صاحب "فرن الرشيدي" عند البوابة الفوقا أبو سماحة قال: "نعمل حتى الساعة الواحدة ليلاً، لأن منطقتنا خفيفة الحركة ولا يمكن العمل على مدار الساعة، ونحن ننتظر رزقتنا إلى ما بعد منتصف الليل، وفتح الفرن مبكراً عند السادسة صباحاً".

التحضير لفترة الصباح

* مواصلة العمل على مدار الساعة، يشكّل فرصة لتعريب البضاعة وفق ما قال العامل في محل المصدر للخضار والفاكهة إبراهيم قصواتي: "نتمكن خلال فترة الليل من تعريب البضاعة وترتيبها، فضلاً عن تنظيف المكان، لأن العمل خلال فترة النهار لا يمكننا من تنظيف المحل أو ترتيب البضاعة بالشكل المطلوب، ولكن فترة المساء فإن الاقبال يتقلّص خلال فترة الشتاء والبرد أو بسبب الأوضاع الأمنية والتدهور الأمني في محيط مدينة صيدا الذي ينعكس على عملنا".
* أما قرار التوقف عن مواصلة العمل إلى ما بعد منتصف الليل عبّر عنه العامل في محل أبو خضر الحبال لبيع الخضار إبراهيم حبال بالقول: "نفتح حتى الساعة الـ 12 ليلاً، ثم نقفل الأبواب لأن عدد الزبائن يقلُّ، وهذا ما نلحظه منذ فترة بسبب الأوضاع الاقتصادية التي تؤثّر على الناس، وبالتالي ضعف عملية البيع والشراء ما يضطرنا إلى الاقفال عند الـ 12 ليلاً وعدم مواصلة فتح المحل إلى ما بعد منتصف الليل".

تأمين وسائل الترفيه

* لا يقتصر الأمر على تأمين الاحتياجات الضرورية والأساسية، بل يتعدّاها إلى تأمين وسائل الترفيه للشباب على مدار العام، وفق ما أوضح صاحب "مقهى رجال الأربعين" فريد رنو بالقول: "منذ 20 عاماً نعمل في مجال المقاهي واتخذنا قراراً بفتح المقهى على مدار الساعة لكي يستفيد الزبائن من خدمات المقهى، وخصوصاً طلاب الجامعات، فبسبب انقطاع التيار الكهربائي كان الشباب الجامعي يأتي للدرس في المقهى، لأننا نملك مولداً خاصاً بنا، فضلاً عن الاشتراك في مولّد، وكما هو معلوم بأن منازل صيدا البلد خلال الصيف ترتفع فيها درجات الحرارة خصوصاً عند انقطاع التيار الكهربائي، لكن وجود المقهى على البحر، وتوافر المراوح يجعل منه مكاناً مناسباً للدرس والترفيه عن النفس في نفس الوقت، فضلاً عن استقطاب العاملين في مختلف القطاعات، ولكن 80% من الزبائن هم من الطلاب، كما أننا نمنع دخول الشباب غير المنضبط مما يوفر الهدوء فضلاً عن تدنّي الأسعار، وتأمين خدمة الانترنت وإدخال لعبة الـ "بلاي ستيشن 4" للترفيه عن الطلاب، والاشتراك في القنوات الرياضية التي تشجّع الشباب على إرتياد المقهى، الذي يضم مختلف الفئات والتيارات من المناطق اللبنانية كافة، ولكن نسبة الاقبال قلّت خلال السنوات الماضية بسبب الظروف التي مرَّت بها المدينة، ولغة العنصرية التي سادت في فترة سابقة، لكننا نحرص على عدم وضع أي صورة أو شعار سياسي، ورغم أن الاقبال يقلّ ما بعد منتصف الليل، لكن نستقبل الزبائن بشكل دائم".
* بدوره الطالب محمد الفارس قال: "نجلس في المقهى لأنه يفتح على مدار الساعة، الأمر الذي يمكّننا من القيام بالدرس مع زملائي والترفيه عن النفس بلعب الورق في مكان أمن يعرف الشباب فيه بعضهم البعض".
تأمين الرفاهية وتلبية الرغبات من قبل أصحاب المؤسسات، يرتبط بالأمن والأمان والوضع الاقتصادي، لذلك تسهر القوى الأمنية على حفظ الاستقرار، فيما يسهر العاملون في قطاعات الطبابة والإعلام والأفران والمطاعم ومحطات الوقود وغيرها من القطاعات على تأمين احتياجات الساهرين.

 

تأمين احتياجات العاملين ما بعد منتصف الليل في مختلف القطاعات

 

ترك النيران مشتعلة بانتظار الزبائن فجراً

 

منتصف الليل يشكّل فرصة لتوضيب البضائع

 

الاستمرار باستقبال الزبائن على مدار الساعة رغم الضائقة الاقتصادية

 

إدخال وسائل ترفيه جديدة تلبية لرغبات الزبائن