عام >عام
مراكز دروس التقوية تسهم في نجاح طلاب الشهادات
وتسدُّ ثغرة تعاني منها المدارس الرسمية والخاصة كافة
تتحوّل إلى خلية نحل قبيل الامتحانات وخلالها
مراكز دروس التقوية تسهم في نجاح طلاب الشهادات ‎الأربعاء 1 06 2016 08:35
مراكز دروس التقوية تسهم في نجاح طلاب الشهادات
مراكز دروس التقوية أمّنت التوجيه المناسب للطلاب

سامر زعيتر

استعدّوا جيداً ولم يكتفوا بمتابعة الدراسة داخل صفوفهم الدراسية، فأختاروا المكان الأنسب للتفوّق العلمي والاستعداد للشهادة الرسمية، مراعين جانب الخبرة والتكلفة...

ومع بداية الامتحانات الرسمية، تبدأ مراكز دروس التقوية بحصد ثمار ما عملت عليه خلال العام الدراسي بالشراكة مع المدرسة، لتحقيق نجاحات على أكثر من صعيد، وبالتالي توفّر على الأهل عناء البحث عن الأساتذة المتخصصين ومعالجة معضلة ارتفاع تكاليف الدروس الخصوصية، فتتحوّل مراكز التقوية إلى ملاذ أخير للطلاب لتعويض ما فاتهم في مدارسهم وتحقيق النجاح في الشهادات الرسمية...

مهمة تتطلّب إعطاء الدروس بشكل شبه يومي، وفي الوقت نفسه عدم تعارض دورها مع المدرسة، لتصبح في كثير من الأحيان ركناً أساسياً من العملية التعليمية، تجعل الطلاب أكثر جدّية في التعاطي مع المناهج العلمية وتسهم في تحقيق نجاحهم...

"لـواء صيدا والجنوب"، يسلِّط الضوء على دور مراكز دروس التقوية، فعاد بهذه الانطباعات...

تقوية الطلاب

* دعم المدرسة مهمة تضطلع بها مراكز التقوية وفق ما أكد مدير "معهد مركز النجوم للعلوم" أحمد خليفة بالقول: "دور المعهد هو دعم المدرسة التي تقوم بشرح الدرس، ودورنا إعادة الشرح بأساليب متطوّرة لأننا لدينا نخبة من الأساتذة الذين يقومون بشرح الأفكار الرئيسية وحل المسائل المميّزة، التي تأتي بشكل دائم في الامتحانات، وهي الأسئلة التي تتضمن نقاطاً تحتاج إلى التفكير، وهذه الأسئلة غالباً لا تعطى في المدارس لأن أساتذتها يفضّلون وضعها في الامتحانات، كما يكتفي بعض الأساتذة بأفكار الكتاب وقد يعطون بعض التمارين كوظائف، ولكن من خلال خبرتنا والإطّلاع على كافة المدارس أصبحنا نعرف كل مدرسة على ماذا تركّز من أفكار، لذلك نتابع الطالب ونعطيه طرقاً جديدة في فهم المادة، ونحن لا نقوم بحل الواجبات المدرسية، لأنه على الطالب البحث عن هذه الحلول، فحل الوظيفة للطالب تؤخّر مستواه العلمي، فدورنا هو إعطاء الأسئلة الهامة وحلّها لكل الطلاب في جميع المراحل".

وعن دور المركز في تقوية صفوف الشهادات قال: "صفوف الشهادة نشرح لطلابها جميع الدروس ونحل أسئلة جميع المواد الرئيسية، كما تأتي في الشهادة الرسمية، فضلاً عن تنظيم طريقة درس الطلاب وحسن إدارة وقتهم، فدورنا ليس تعليمياً وحسب، بل تربوياً، من حيث تعويد الطلاب على كيفية تقسيم ساعات الدرس ووضع برنامج لذلك، فدور المركز هو مكمّل لدور المدرسة، ولكن هناك العديد من الطلاب الذي يتقدّمون إلى الشهادة من خلال الطلب الحر، حيث يترك التلاميذ المدرسة لأسباب متعدّدة منها الحالات المرضية، والحمد لله استطعنا تعويض الطلاب ما فاتهم وتمكّنوا من تحقيق النجاج في الشهادة الرسمية، كما نراعي احتياجات الطلاب، لذلك لا نعطي الدروس بشكل يومي، كي يتمكن الطالب من حل واجباته وإعطاء فسحة للدرس، كما نعطي كل مادة الوقت الذي تحتاج إليه، وعند قرب الامتحانات نجري دورة مكثفة للطلاب".

ورأى "أن مستوى المدارس يظهر من خلال فهم الطلاب وبالإطّلاع على دفاتر درسهم وأوراق العمل التي تعطى في المدارس، وخلال الاحتكاك مع الطلاب بشكل دائم، حيث يتم متابعة الطلاب حتى بعد الخضوع للامتحانات الرسمية، من خلال أخذ أرقام بطاقات ترشيحهم لمعرفة نسبة النجاح، ومتابعة الدراسة خلال التقديم للامتحانات الرسمية والإجابة عن تساؤلاتهم قبيل الامتحانات وبعدها، والحمد لله نسبة النجاح ممتازة، ففي العام الماضي لم يرسب أي تلميذ من طلاب المعهد في صف الثالث ثانوي، وفي البريفيه رسب 3 تلاميذ من أصل 60 طالبا، كما أن الطالب الذي يبدأ الدراسة في المعهد منذ بداية العام يكون مستواه أفضل".

وختم خليفة: "للأسف نرى تدنّياً في مستوى التلاميذ عاماً بعد آخر، فالخامات المميّزة باتت أقل، والأمر نفسه في المدارس، حيث يصل الطلاب إلى البريفيه دون المستوى المطلوب، وهناك بعض المدارس تعدّ تجمّعات للطلاب الذين لديهم ضعف في المستوى العلمي، حيث ينتقل الطلاب من مدرسة إلى أخرى، فنرى الضعف في صفوف الشهادات، بينما في الثالث ثانوي علمي فإن الوضع أفضل، ولكن نلاحظ الضعف في صفوف الاقتصاد والاجتماع بسبب نقل الضعفاء إلى هذا الفرع، فنأمل التوفيق لجميع الطلاب في الشهادة".

سد الثغرات

* بدوره مدير "معهد صيدا للدروس الخصوصية" بلال البقري شدّد على أهمية دور المعهد في دعم الطلاب بالقول: "صفوف المعهد من الصف الأول ابتدائي وحتى الثالث ثانوي بفروعه علوم الحياة والاقتصاد والاجتماع، ونحن نقوم بإعطاء دروس تقوية للطلاب في جميع الصفوف، والدراسة بشكل عام هي بعد الظهر وفي أيام الاجازات، ويميل البرنامج إلى التقوية بعد شرح الدروس حيث يتم حل أعمال عن جميع المواد الأساسية، فالصفوف العلمية نعطي لطلابها مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء والبيولوجي والانكليزي، وصفوف الاقتصاد والاجتماع نعطي لطلابها مواد الاقتصاد والاجتماع والرياضيات. وهناك قسم للصغار من الأول ابتدائي حتى صف السابع تقوم المعلمة بإعطائهم دروس خاصة وحل الواجبات المدرسية بشكل يومي".

وأضاف: "مستوى الطلاب متوسط، حيث نرى أن مستوى الطلاب في المدارس الرسمية أقل من المدارس الخاصة، ويحتاجون إلى جهد أكبر بسبب بعض الفجوات التي لا تخفى على أحد، فيقوم اساتذة المعهد الذي يملكون كفاءة عالية بسد هذه الثغرات وإعطاء التلاميذ المواد التي يتعلّموها في المدارس الرسمية والخاصة بطرق تؤمّن لهم النجاح، وطبعاً دور المعهد هو مكمّل للمدرسة، حيث نساعد الطلاب الذين لديهم ضعف في التحصيل العلمي، وحل أعمال أكثر وتقوية الطلاب كي يتمكنوا من النجاح في الشهادة الرسمية، وهذا ما يتحقق حيث نلاحظ أن نسبة نجاح الطلاب الذين خضعوا للدراسة في المعهد فاقت الـ 90 إلى 95%، ونعرف ذلك لأننا نتابع نتائج الطلاب من خلال أرقام الترشيح وبواسطة وسائل التواصل الاجتماعي، فنستطيع الاطّلاع أكثر على مدى نجاح الطلاب".

وختم البقري: "إن الطلاب هم من مختلف المدارس فهناك الضعيف والمتوسط، وتحقيق النجاح هو الهدف الذي نسعى إليه، ونحن ننصح الطلاب بمزيد من الدرس لأن الامتحانات الرسمية للصف الثالث ثانوي سوف تكون في رمضان، وبالتالي هناك جهد مضاعف، وبالنظام الجديد الذي أعلن عنه وزير التربية، فإن اعداد التلاميذ في الصفوف لن تكون مرتفعة، فهناك عملية تأسيس جديدة للشهادات الرسمية، من تغيير طريقة المراقبة وأجرة الساعة على التصحيح وبطاقات الترشيح، فعلى الطلاب بذل المزيد من الجهد لتحقيق النجاح".

ضمان النجاح

* ضمان النجاح ومعالجة الضعف هو ما يتطلّع إليه الطلاب وفق ما قال الطالب أحمد كزبر: "نواجه بعض الضعف في الدراسة لذلك نلجأ إلى المعاهد، التي تساعدنا في المواد الرئيسية كالاقتصاد والاجتماع، فضلاً عن المواد الفرعية التي نحتاج إلى علاماتها لضمان النجاح، من هنا أهمة متابعة دروس التقوية في المعاهد لذلك اخترت معهد الاستاذ بلال البقري لتحقيق هذه الغاية".

* بدوره الطالب محمد عقل قال: "أتابع دراستي في مدرسة نزيه البزري الرسمية، وقد انضممت إلى المعهد لنيل علامات عالية في الشهادة الرسمية، وإن شاء الله سوف يتحقق ذلك لأننا تدرّبنا على يد أساتذة متخصصين داخل معهد الأستاذ أحمد خليفة، وقمنا بحل أسئلة لم نتدرّب عليها في المدرسة، وأنا بدأت مبكراً منذ بداية العام لتحقيق هذه الغاية وقد تقدّمت في المدرسة أيضاً".

* أما الطالبة سهى البابا فقالت: "أتابع دروسي بانتظام داخل المعهد، وأنا في مدرسة مرجان، انضممت إلى المعهد لتقوية نفسي في المواد، خصوصاً أن السنة هي مصيرية لنا لأنه لديّ شهادة رسمية، وأنا منذ 3 سنوات أتابع دروسي في المعهد وعلاماتي أصبحت مميّزة في المدرسة أيضاً، ونحن ندرس الرياضيات والعربي والاجتماعيات والعلوم على أنواعها، وتكلفة المعهد أقل من الاستعانة بأستاذ خاص لكل مادة، كما أن الأساتذة داخل المعهد هم من المميّزين".

* بدورها الطالبة نبيهة البابا قالت: "منذ بدء متابعة الدراسة في المعهد أصبحت علاماتي في المدرسة متميّزة، لذلك أتابع دراستي هذا العام أيضاً وخصوصاً أن لديّ شهادة رسمية، وفضلاً عن ذلك فإن المعلمين داخل المعهد يعطون للطلاب معنويات عالية ويشجّعونهم على الدرس وآمل أن نحصل علامات مميّزة في الشهادة الرسمية".

أمل بتحقيق النجاح والتفوّق لم يعد حكراً على دور المدرسة بل تتشاركه مع مراكز دروس التقوية مع دور بارز للأهل أيضاً.