عربيات ودوليات >اخبار عربية
بعد رحيل الاميركيين.. سوريا نسخة عن بلد اجتاحته حرب كارثية 8 أعوام
بعد رحيل الاميركيين.. سوريا نسخة عن بلد اجتاحته حرب كارثية 8 أعوام ‎السبت 29 12 2018 20:30
بعد رحيل الاميركيين.. سوريا نسخة عن بلد اجتاحته حرب كارثية 8 أعوام


بعد الاعلان المفاجئ من الرئيس الاميركي دونالد ترامب بانسحاب قواته من سوريا، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا اشارت فيه الى انه بعد رحيل الأميركيين من سوريا، ستكون البلاد دولة ضعيفة تحت سيطرة روسيا وإيران، لافتة إلى أن سوريا، التي تنسحب منها أميركا هي نسخة "مبلقنة" (أي البلقان) لبلد اجتاحته حرب أهلية كارثية مدة ثمانية أعوام تقريباً.

وبحسب الصحيفة، وطدت روسيا علاقاتها مع القادة السوريين، وعززت علاقاتها مع تركيا، وتفوقت على أميركا في لعبة القوة في الشرق الأوسط. وتقول الكاتبة فيفيان يي إنه "بعد انسحاب القوات الأميركية، ونهاية المعارضة المسلحة فإن النظاما لسوري وداعميه الروس والإيرانيين سيجدون الفرصة لاستعراض عضلاتهم في سوريا.

وترى الصحيفة أنه "بعد سنوات من الحرب الدموية التي بدأت بالربيع العربي، والمطالبات السلمية بالإصلاح، فإن سوريا التي ستخرج من ركام الحرب الأهلية لن تكون سوى نسخة هشة ومشوهة عن تلك التي وجدت قبل الحرب: بشار الأسد يقود دولة قمعية ودمية في يد الإيرانيين والروس".

وتقول يي إن كلاً من روسيا وإيران قد تجدان البقاء في سوريا محبطاً ومكلفاً وغير شعبي من مواطني بلديهما، إلا أنهما حصلتا على امتياز من خروج الأميركيين، وهو النفوذ الإقليمي.

وتنقل الصحيفة عن الزميل في مركز التقدم الأميركي دانيال بينيم، إن ما حصل عليه الروس والإيرانيون هو "السيناريو الحلم.. لديهم قصة يحكونها لكل لاعب على الأرض، وهي أن لا فرق بين أعداء أميركا وأصدقائها، وأن أمريكا ليست شريكاً يعتمد عليه في الشرق الأوسط".

وتقول الكاتبة إن "الخبراء يتوقعون معركة جديدة بين تركيا والأكراد، أو معركة مع النظام السوري، أو حصول المواجهتين معاً، فيما هناك إمكانية لتحالف بين النظام السوري والأكراد، ولو لم يحصل ذلك فإن المواجهات الجديدة ستؤدي إلى موجات لاجئين نحو العراق".

وتنقل عن أرون لوند، من مؤسسة القرن، قوله: "هذه إمكانية قائمة وفوضى شاملة"، خاصة عندما تختفي القوة التي تحافظ على الاستقرار.

وينقل التقرير عن معهد دراسات الحرب، إن روسيا وإيران والقوات التي تدعمها إيران، بمن فيها حزب الله، في وضع جيد للسيطرة على المناطق التي ستخرج منها أمريكا، التي تسيطر على 29 موقعاً، بحسب معهد دراسات الحرب، وسبعة مواقع قرب الحدود.

ويرى محللون أن إيران ستقوم في مرحلة ما بعد أميركا بربط المليشيات الشيعية بين العراق وسوريا، وتقوية وجود عناصر حزب الله قرب مرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل عام 1967، لافتة إلى أن إسرائيل أكدت أنها لن تتسامح مع أي وجود إيراني، كما أظهرت الغارة الجوية على مخازن أسلحة في دمشق.

وتفيد الكاتبة أن إيران وسعت من تأثيرها بين المقاتلين والمدنيين، رغم وجودها وسط غالبية سنية، ففي بعض المناطق وزعت المال لتأمين السكن للناس الذين شردتهم الحرب، وأقامت مزارات للشيعة في مناطق أخرى.

ومع أن النظام البعثي يقدم نفسه على أنه علماني، إلا أن إيران منحت البلد ملمحاً دينياً لم تعرفه من قبل. فالاحتفال بعاشوراء كان شيئاً نادراً خارج مناطق الشيعة، إلا أن الاحتفالات اليوم واضحة، فيما أصبح الجنود في الجيش السوري متدينين بعدما انضموا إلى القوات التي تدعمها إيران، مشيرة إلى أن بعضهم انضم إليها لأسباب غير دينية، فالمقاتلون فيها يحصلون على رواتب أفضل من رواتب الحكومة، وعلى أيام عطل أكثر من الجيش.

دهاء روسي

وعن موقع روسيا في سوريا، تشير يي إلى أنها وطدت علاقاتها مع القادة السوريين، وعززت علاقاتها مع تركيا، وتفوقت على الولايات المتحدة في لعبة القوة في الشرق الأوسط، لافتة إلى أنها كشفت عن دهاء وفهم للحساسيات السورية، فاستخدمت الشرطة المسلمة من الشيشان للتفاوض مع المقاتلين للخروج من المناطق، والحفاظ عليها تحت سيطرة النظام.

ويورد التقرير أن قوات شيعية اعتقلت في (حزيران) رجلين مسلمين، وضغطت الشرطة الروسية عليها للإفراج عنهما، الأمر الذي أقنع المواطنين بأن الروس لا يهتمون بإثارة الخلافات السنية الشيعية.