لبنانيات >أخبار لبنانية
"LEEP" يختتم 4 أعوام من الدعم للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في لبنان
موّلته وزارة التنمية الدولية البريطانية ونفّذته شركة "Palladium"
مكّن أكثر من 480 شركة وخلَق ما يفوق الـ 1500 فرصة عمل مستدامة
"LEEP" يختتم 4 أعوام من الدعم للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في لبنان ‎الجمعة 10 09 2021 19:49
"LEEP" يختتم 4 أعوام من الدعم للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في لبنان

جنوبيات

بعد أربعة أعوامٍ من الجهود المتواصلة وسط التحديات والأزمات المتتالية، اختُتم أمس "برنامج تطوير الأعمال والتوظيف في لبنانLEEP) )"، المموّل من وزارة التنمية الدولية البريطانية (UK Aid)، والمنفّذ من قبل شركة الاستشارات الدولية "بالاديوم (Palladium)"، وذلك خلال يومٍ احتفاليّ شامل أُقيم أمس في المعهد العالي للأعمال (ESA)، كليمنصو، بحيث تمّ نقله مباشرةً عبر منصّةٍ تفاعليّةٍ خاصّة، في حضور السفير البريطاني إيان كولارد وعدد من موظّفي السفارة في لبنان، ممثّلي مجموعة "Palladium"، الجهات المانحة، أصحاب الشركات المستفيدة من البرنامج وموظفّيهم، مسؤولي مؤسّساتٍ ماليّة، خبراء واستشاريّين في مجال الاستثمار والإدارة والأعمال، ممثلّي منظمات دولية وهيئات المجتمع المدني وجهات فاعلة من القطاعين الرسمي والخاص.


وكان برنامج "LEEP" قد ساهم في تغطية قرابة 50٪ من قيمة الاستثمارات الخاصّة أو القروض التي استلفتها الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في لبنان، من المؤسّسات المالية، كما مساعدة الشركات التي اعتمدت خطة نموّ لخلق فرص عملٍ جديدة. وضمن إطار دعمه وتعزيزه لقدرات هذه الشركات، استهدف برنامج "LEEP" 480 شركة، بحيث قدّم منحًا مالية بلغت 6. ملايين دولار أميركي، ما ساعدها على خلق أكثر من 1500 وظيفة مستدامة. كما عقب انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس، عمد البرنامج إلى إجراء تعديلاتٍ بهدف تقديم الدعم الأساسي لإعادة إعمار الشركات المتضرّرة، ومساندتها في الحفاظ على أنشطتها وموظّفيها. ولتحقيق ذلك، تعاون برنامج "LEEP" مع منظمة "Alfanar" وجمعية "Live Love Lebanon"، بحيث قدّم دعمه لـ101 من الشركات المتضرّرة، الصغيرة والمتوسطة الحجم، وساهم في الحفاظ على 257 وظيفة إضافيّة.


ومن منطلق ترسيخه مفاهيم المساواة الجندرية والإدماج الاجتماعي(GESI) ، بادر البرنامج إلى دعم انخراط النساء ضمن بيئة العمل، تمامًا كما تحفيز توظيف ذوي الاحتياجات الخاصّة، المحكومين السابقين والشباب المعرّضين للخطر. وقد تمكّن بالتعاون مع كل من جمعيّتي "ProAbled" و "March" من تقييم ومتابعة 304 شركات لناحية حجم توظيفها للفئات الأكثر حاجة، فساهم البرنامج في خلق فرص عمل لـ86 شخصًا من الفئات الأكثر حاجة (بينهم 49 من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة) وفي تدريب 169 موظفًا من شركاتٍ عدّة حول معايير الإدماج الاجتماعي وتكافؤ فرص التوظيف.


وكان برنامج "LEEP" قد خصّص من الوقت والجهد لفهم التحديات الرئيسية التي تواجهها الشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة الحجم، والسياسات الإصلاحية الواجب تنفيذها من أجل تطوير بيئة عمل محفّزة لهذه الشركات. وقد جرى خلال اليوم الختامي، إطلاق التقرير الشامل الذي اختزل جهود أكثر من عامٍ من الطاولات المستديرة الهادفة والمناقشات الفردية والاستطلاعات الشاملة مع أصحاب هذه الشركات.


فعاليات اليوم الختامي
وكان اليوم الختامي الذي تخلّلته سلسلة فعاليات وجلسات تمّ نقلها مباشرةً عبر منصّةٍ تفاعليّةٍ خاصّة، تضمّن أكثر من جلسة نقاشية ومعرضًا لخّص إنجازات أكثر من 30 شركة مستفيدة من برنامج "LEEP"، بحيث أُتيحت الفرصة أمام أصحاب هذه الشركات للتعرّف على المانحين والمشترين والمصدّرين، بهدف تعزيز فرص نموّ أعمالهم.
وقد استُهلّ اليوم بجلسة حوار ناقشت أطر مناصرة السياسات المجدية تحت عنوان "الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم والأزمة اللبنانية: تحفيز ريادة الأعمال للمساعدة في التعافي والنهوض"، وتحدّث في هذه الجلسة كلّ من رئيس قسم الاقتصاد لدى السفارة البريطانية في بيروت ألكس ريد، رئيس فريق عمل برنامج "LEEP" في لبنان جيمس كارتي، المتخصّصة في القطاع الخاص لدى البنك الدولي زينة الخوري، المسؤول السابق لدى حكومة جورجيا إيراكلي ماتكافا، المديرة التنفيذية والشريكة المؤسّسة في شركة وكّلني "Wakilni" يسر صبرا والخبير في مجال رأس المال الاستثماري وإدارة الأسهم الخاصة ناجي بطرس.
وقد ناقشت هذه الجلسة الحوارية التحديات التي تواجه الشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة الحجم في لبنان – سواء ما قبل الأزمة أو بعدها- وما هي السياسات الإصلاحية الواجب تنفيذها، والأطر التحفيزيّة لدفع الحكومة إلى المضي بالمسار الإصلاحي. بدوره، قدّم كارتي عرضًا موجزًا حول مخرجات التقرير والجهود المبذولة مع الشركات المذكورة، بحيث تمّت مناقشتها مع المشاركين. كما كانت جلسة نقاش بين المستفيدين، المانحين وخبراء في صياغة السياسات. واختُتمت الجلسة بدراسة حالة حول الإصلاح في جورجيا، قدّمها إيراكلي ماتكافا، نائب وزير الاقتصاد السابق، بهدف تقييم مدى إمكانيّة استفادة لبنان من هذه التجربة". وأجمع المشاركون على أنّها فرصة حيويّة تتيح الاطّلاع على كيفيّة النجاح في إصلاح مكامن الفساد والبيروقراطية في أنظمة الدول، وبالتالي تأمين بيئة محفّزة لعمل الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم.


وخُصّصت كذلك جلسة نقاشية حول "أهميّة توظيف الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصّة"، بالتعاون مع منظمة ProAbled، بحيث تحدّث فيها كلّ من إيلي متّى، الخبير في مجال إدارة العمليات والمبيعات وتطوير الميزانية وإدارة الأزمات وضبط التكاليف سامر الشعار، الرئيس التنفيذي لـ"Eshmoon" سامر توتنجي والطبيب المتخصّص بالعلاج الفيزيائي في الجامعة اللبنانية وصاحب كافيه أغونيست (Agonist) وسيم الحاج. وقد شدّد المتحدّثون على "ضرورة رفع الوعي والإلمام بطرق تحفيز المزيد من الشركات على توظيف ذوي الاحتياجات الخاصّة، وبالتالي إدراك الفوائد الحقيقيّة والقيمة الإضافية المترتّبة عن ذلك، باعتباره قرارًا إداريًّا يشكّل نموذجًا يُحتذى به لغيرها من الشركات". كما طالبوا بـ"تكثيف الورش التدريبيّة والخدمات الاستشاريّة للشركات المعنيّة ومسؤولي شؤون التوظيف، بهدف تعزيز فرص العمل لهذه الفئة المهمّشة من المجتمع". وأجمع المتحدّثون على "ضرورة تسميتهم بـ"الأشخاص ذوي القدرات" ، ففي حين لا يمكنهم القيام بأمرٍ محدّد، أثبتوا بالمقابل قدرتهم على القيام بأمورٍ أخرى كثيرة، أضف إلى ما حقّقوه من إنتاجيّةٍ وتميّز في العمل، ناهيك عن الطاقة الإيجابيّة التي يتمتّعون بها ضمن فريق العمل". وكانت شهادة حيّة من إدي نعيمة، أحد المستفيدين من "ذوي القدرات"، أشاد فيها بـ"جهود برنامج "LEEP"، سواء في تمكينهم وإيجاد وظائف مناسبة لهم أو في الحفاظ على مستقبلهم المهني في ظلّ الظروف الحالية الصعبة".


أمّا جلسة النقاش الأخيرة فاستعرضت "كيفيّة توفير بيئة محفّزة لرائدات الأعمال، كما وتعزيز انخراطهنّ في مكان العمل"، وذلك بالتعاون مع الرابطة اللبنانية لسيدات العمل (LLWB). وقد تحدّث فيها كلّ من مؤسّس ورئيس مجلس إدارة "KConcept Holding" الناشر والمستشار في الاستثمار المؤثر ياسر عكاوي، مؤسّسة "تصاميم" نجاح جاروش، الشريكة ومديرة مكتب لبنان لدى "سابا للملكية الفكرية" أمل عبدالله، نائب المدير العام لـ"Berytech" رامي أبو جودة، الخبيرة الاقتصادية لدى "معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي" ووزارة المالية اللبنانية بسمة عبد الخالق والمديرة التنفيذيّة للرابطة اللبنانية لسيدات العمل نسرين ديب. وتطرّق المتحدّثون إلى "حجم التحديّات التي تواجهها رائدات الأعمال، سواء على صعيد التشريعات والقوانين المصرفية أو النظرة النمطية تجاههنّ. وقد تفاقمت التحديّات بعد انفجار مرفأ بيروت وتفشّي جائحة كورونا واشتداد الأزمة المالية، بحيث كانت النساء وكالعادة من الفئات الأكثر تضرّرًا". وإذ أسفوا لكون "الهوّة الجندرية في لبنان تُعتبر من أعلى المعدّلات حول العالم"، أكّدوا "أهميّة انخراط المرأة في مجال الإدارة والأعمال، كونها قيمة مضافة تساهم في تحسين الأداء ونوعيّة العمل. وهذا ما ركّز عليه برنامج "LEEP"، التزامًا منه بدعم النساء وتمكينهنّ من الوصول إلى الأسواق الدولية، كما تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة في الرواتب والامتيازات".


وتُوّجت الفعاليّة بالحفل الاختتامي الرسمي لبرنامج "LEEP"، حيث عرض كارتي الجهود المبذولة على مدى الأعوام الأربعة الماضية. وقال في كلمته: "لقد صمّمت الحكومة البريطانية برنامج "LEEP" من أجل مساندة الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، بما تمثّله من ركيزةٍ أساسيّة للاقتصاد الوطني، ما من شأنه أن يحفّز النمو، ويساهم بالتالي في خلق فرص عملٍ تشكّل موردًا حيويًّا للمجتمع اللبناني في ظلّ الظروف الاقتصادية العصيبة". وأضاف: "بادرنا إلى إجراء تعديلاتٍ على البرنامج بما يستجيب للأزمات المتتالية في لبنان، ويتماشى مع الحاجات المتنامية للشركات المستفيدة. فقد قمنا ومنذ بداية الأزمة في تشرين الأول/ أكتوبر 2019 بمواصلة دعم الشركات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة الحجم، حتّى بعد توقّف المؤسّسات المالية عن الإقراض. كما حرصنا على مواصلة توفير الدعم والخدمات المساندة منذ تفشّي جائحة كورونا في لبنان، من خلال لقاءاتٍ وجلساتٍ افتراضيّة، وذلك التزامًا بالإجراءات الوقائية المطلوبة وتفادي نقل العدوى. وعمدنا إلى إجراء تعديلاتٍ جديدة على البرنامج عقب انفجار مرفأ بيروت في آب/أغسطس 2020، للاستمرار في دعم إعادة إعمار الشركات المتضرّرة، ومساندتها للحفاظ على أنشطتها وموظّفيها"، مؤكّدًا أنّ "الإنجازات ما كانت لتتحقّق لولا إرادة وريادة الشركات المستفيدة وتطلّعها نحو تحقيق النمو رغم الأزمات، ولولا الجهود المتميّزة التي بذلها كلّ من شركائنا وفريق عمل البرنامج".


وفي كلمته، لفت سفير بريطانيا في لبنان إيان كولارد إلى أنّ "اختتام برنامج "LEEP" المموّل من المملكة المتحدة يأتي في مرحلةٍ عصيبةٍ يشهدها لبنان، غير أنّني فخورٌ بالنجاحات التي حقّقها البرنامج، بحيث تمكّن وعلى مدى الأعوام الأربعة المنصرمة من دعم أكثر من 480 شركة صغيرة ومتوسطة الحجم وتحفيز النمو وخلق أكثر من 1500 فرصة عمل. وقد استهدف برنامج "LEEP" الفئات الأكثر تهميشًا وحاجة في لبنان، إذ ساهم في تعزيز انخراط النساء والشباب المعرّضين للخطر والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصّة في مجال العمل، خصوصًا الفئات الأكثر تضرّرًا من الأزمة".


وتابع: "أولويّتنا مستقبل لبنان، خصوصًا أنّني لحظتُ وبغضون شهرين فقط على استلامي مهامي الدبلوماسيّة، مدى تسارع وتيرة الأزمات وتفاقمها وانعكاسها بشكلٍ مأساوي على الشعب اللبناني. وفي هذا السياق، يقدّم تقرير السياسات الإصلاحية الصادر عن برنامج "LEEP" والنقاشات التي شهدها الحفل الختامي، رؤية استراتيجيّة للخطوات الواجب اتّباعها من قبل الحكومة الجديدة من أجل دعم القطاع الخاص بشكلٍ عاجلٍ، وبالتالي إعادة تفعيل مقوّمات التعافي الاقتصادي في لبنان". وأضاف: "مع العلم أنّ الإصلاحات المطروحة معروفة بمعظمها - لكن المطلوب هذه المرة أن يتحمّل السياسيّون والقادة مسؤوليّاتهم، وأن يتمّ إشراك المجتمع اللبناني ككلّ، على أن يُتابع مسار التقدّم بشكلٍ واضحٍ شفّاف، وأن يتمحور العمل حول مصلحة لبنان بأكمله".


وفي الختام، أُقيم حفل كوكتيل للمناسبة جرى خلاله التعارف والتواصل، كما تبادل الآراء والأفكار بين المشاركين/ات من لبنان ومختلف الدول، سواء من القطاع العام أو الخاص.

المصدر : جنوبيات