بأقلامهم >بأقلامهم
قاطعوا كلّ شيء غالٍ!
قاطعوا كلّ شيء غالٍ! ‎الأربعاء 2 02 2022 09:18 القاضي م جمال الحلو
قاطعوا كلّ شيء غالٍ!

جنوبيات

لن يموت المرء إذا أوقف تناول اللحم والدجاج والأسماك. 
لن يموت المرء إذا أكل الخضار لفترة زمنيّة محدّدة نسبيًّا. 
أمّا التجّار عدماء الضمير، فلتتعفّن منتجاتهم داخل المستودعات. 
فليكن عنوان المرحلة الحاليّة: 
مقاطعة اللحوم والأسماك. 
مقاطعة الدجاح والبيض. 
مقاطعة المنتجات الحيوانيّة. 
ولنرجع إلى التاريخ حتّى نجد الحلّ الأمثل. 
كيف حارب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه غلاء الأسعار؟ 
اشتكى بعضهم إلى الإمام عليّ عليه السلام من غلاء اللحم، فقالوا له:
نشتكي إليك من غلاء اللحم فسعّره لنا، فقال: "أرخصوه أنتم"!
فقالوا: نحن نشتكي من غلاء السعر، واللحم عند الجزّارين ونحن أصحاب الحاجة فتقول: أرخصوه أنتم! وهل نملكه حتى نرخّصه؟ وكيف نرخّصه وهو ليس في أيدينا؟ 
فقال مقولته الرائعة: "اتركوه لهم".
كما أوصى "كرّم الله وجهه"، من أجل مكافحة الغلاء، بإرخاص السلعة عبر استبدالها بسلعة أخرى. 
ورد عن رزين بن الأعرج (وهو مولى لآل عبّاس) أنّه قال: غلا علينا الزبيب في مكّة، فكتبنا إلى عليّ بن أبي طالب بالكوفة أنّ الزبيب قد غلا علينا. فكتب رضوان الله عليه: 
أن "أرخصوه بالتمر"، أي استبدلوه بشراء التمر الذي كان متوفّرًا في الحجاز وأسعاره رخيصة، فيقلّ الطلب على الزبيب فيرخص. وإن لم يرخص فالتمر خير بديل. 
ملخّص القول الفصل وما هو بالهزل: "قاطعوا كل شيء غالٍ"...

المصدر : جنوبيات