لم يدرك أصدقاء جان بول حب الله أنّ ولعه بالكلاب وهوسه باقتنائها في منزله في عشقوت، سيوديان بحياته وحياة عائلته. كلّ هذا الأمر لم يكن في البال، وإن كانت الخلافات مع جاره طوني عبّود تتكرّر وتتأجّج، خصوصاً بعد هجوم أحد كلاب حبّ الله على ابنة عبود، وقيام الأخير بقتل عدد من كلاب جاره وتقديم شكوى ضدّه.
ولكن أن يصل الأمر إلى إفراغ مخزن كامل في رأس أربعة أشخاص، فهذا لم يكن في الحسبان، خصوصاً أنّ السبب هو الكلاب نفسها، والأنكى من ذلك أنّ مطلق النار ليس من ذوي السوابق، بل هو مؤهّل أول في الأمن العام!
وفي التفاصيل، فقد تلاسن عبود مع جاره وتضاربا قبل أن يطلق النار عليه ويقتله. وما إن سمعت والدة حب الله صوت الرصاص، حتى توجهت إلى باحة المبنى لتنضمّ إلى ابنها ويلحق بها زوجها أنطوان الذي أرداه عبود قتيلاً.
ولم يكتفِ عبّود بقتل العائلة، بل قتل بدم بارد جاراً آخر كان يقوم بتهدئته. أنطوان الشدياق الذي لا ناقة له ولا جمل قُتل هو الآخر بالرصاص نفسه.
كان المشهد مخيفاً في عشقوت التي صدمت من هول الحادثة، وبقيت الجثث ممدّدة في المكان قبل أن تقوم المباحث الجنائيّة برفع البصمات والجثث.
وبعد ساعاتٍ قليلة من وقوع الجريمة التي حدثت حوالى السّاعة الثالثة من بعد ظهر أمس، سلّم عبّود نفسه إلى أحد مراكز الأمن العام في كسروان.