بأقلامهم >بأقلامهم
الأول من آب... أكثر من عيد
الأول من آب... أكثر من عيد ‎الاثنين 1 08 2022 10:19 معن بشور
الأول من آب... أكثر من عيد


في مرحلة تنفيذ بنود مشروع "الشرق الأوسط الكبير" أو "الجديد"، تعرضّت اوطاننا ومجتمعاتنا  لأبشع مؤامرة تفتيتت وتمزيق، وكان استهداف جيوشنا هو احد أبرز محطات هذا المشروع، وهذا ما رأيناه في أكثر من بلد عربي.

فحيث كان احتلال مباشر كما جرى في العراق عام 2003 جرى حلّ الجيش العراقي الباسل بأسره تمهيداً لما شهده العراق بعد الاحتلال.
في الجزائر تمّ استهداف الجيش الوطني في العشرية الدامية باعتباره عنصر استقرار وسلام وأمان للبلد الذي كانت ثورته "مفاجأة العروبة لنفسها".
 في مصر وليبيا واليمن والسودان واجهت الجيوش أنواعاً متعددة من الحروب منها، من كان يسعى لوضعها في وجه شعوبها ومنها من استهدفها بعمليات إرهابية أدت إلى استشهاد العديد من الضباط والرتباء والجنود.
 اما في لبنان وسورية حيث يحتفل البلدان معاً بعيد الجيش في الأول من اب/اغسطس من كل عام تأكيداً على علاقة مميزة بين قطرين شقيقين متجاورين لم تتوقف الحرب عليهما بأشكال متعددة، كان اخطرها الحرب الإرهابية التي تصدّى لها الجيشان، وفي القلب منهما المقاومة، في العشرية الماضية وما يزالان وقدما  خلالها الآلاف من الشهداء البررة سواء في مواجهة العدوان الصهيوني من الخارج أو العدوان الإرهابي من الداخل، حيث أن تمزيق البلدين لا يتّم إلاّ من خلال تدمير الدولة وهو أمر يحتاج إلى تدمير الجيش اولاً. 
لذلك كانت مهمة اللبنانيين الاولى بعد اتفاق الطائف هو بناء جيشهم الوطني بعقيدة وطنية واضحة، وبتكامل رائع مع الشعب والمقاومة، وتمّ تكليف قائد يتمتع بمزايا وطنية واخلاقية تؤهله لبناء هذا الجيش هو العماد إميل جميل لحود، ابن قائد عسكري وطني واحد خريجي الكلية الحربية في حمص، فكانت قيامة هذا الجيش مبشراً بقيامة لبنان بأسره وهو ما نرى ثماره اليوم من خلال صمود جيشنا وقوانا الامنية كآخر أمل في بقاء لبنان رغم الظروف الصعبة التي يعيشها بلدنا، والتي يعيشها معه جيشنا الباسل وقوانا الامنية الشجاعة.
لذلك لا يتعامل اللبنانيون واشقاؤهم السوريون مع عيد الجيش كأحتفال موسمي تقليدي بل كمناسبة وطنية خاصة تجمع بين عبر الماضي وتحديات الحاضر وآفاق المستقبل، فيما يدرك الجيشان اهمية تمسكهما بعقيدة قتالية واضحة في مهامها وفي تحديد أعدائها المحتضنين من أعداء البلدين
 فألف تحية للجيشين معا في عيدهما المشترك، وكلنا أمل بانتصار  بلدينا على أعداء الخارج والداخل معاً.

المصدر : جنوبيات