أمن وقضائيات >أمن وقضائيات
حسم اللواء إبراهيم بتوقيف المُعتدين يلجم "التفلّت"في يوم صيدا المتوتّر
حسم اللواء إبراهيم بتوقيف المُعتدين يلجم "التفلّت"في يوم صيدا المتوتّر ‎الاثنين 26 09 2022 09:30 ثريا حسن زعيتر
حسم اللواء إبراهيم بتوقيف المُعتدين يلجم "التفلّت"في يوم صيدا المتوتّر
النائب السابقة الحريري مُستقبلة اللواء إبراهيم في مجدليون

جنوبيات

شهدت مدينة صيدا، على مدى 24 ساعة، سلسلة من الأحداث والإشكالات، الغريبة عن نسيجها الاجتماعي والأخلاقي وبيئتها، والمرفوضة من المُواطنين والفاعليات والقوى الصيداوية.
بعض هذه الأحداث المُتعمدة، التي تُعبر عن "فلتان"، كان الحسم فيها سريعاً، ما ترك ارتياحاً بعدم السماح بـ"التفلت" الأمني والاعتداء على المُواطنين وكراماتهم.
ويُسجّل لمُدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم زيارته للجريح في القوّة الضاربة في الأمن العام أحمد فاعور، الذي نُقِل إلى "مُستشفى حمود الجامعي" بعد الاعتداء عليه، وإعطاء التعليمات الصارمة إلى القوّة الضاربة في الأمن العام لتوقيف المُعتدين، وهو ما تمَّ خلال ساعات قليلة.

يوم أحداث طويل

وفي استعراض لشريط الأحداث، التي شهدتها عاصمة الجنوب، فقد تعرّض العنصر في القوّة الضاربة في الأمن العام أحمد فاعور إلى الاعتداء عند تقاطع سبينيس في صيدا، ما أدى إلى إصابته بجراحٍ، نُقل إثرها إلى "مُستشفى حمود الجامعي" للمُعالجة، كما أصيب عدد من أفراد عائلته.
سريعاً وصل اللواء إبراهيم إلى المُستشفى، وعاد الجريح فاعور، وأعطى التعليمات الصارمة بتوقيف المُعتدين، وهو ما تم، حيث تم توقيف 5 أشخاص شاركوا في الاعتداء، هم: محمد ديب الزينو، مصطفى الزينو، أحمد الزينو، حسن مصطفى الزينو وأحمد الدبسي، وأحيلوا للتحقيق معهم بإشراف القضاء المُختص.
- إقدام شاب من آل الصوص على طعن القاصر محمد أحمد المحمد (مواليد 2004، وهو من العشائر العربية)، بسكين بالقرب من محطة أبو مرعي بالهلالية - صيدا، حيث نقل إلى "مُستشفى قصب" - الهلالية، قبل أن يُعلن عن وفاته، فحضرت إلى المكان القوى الأمنية وباشرت بفتح تحقيق بالحادث، فيما قامت وحدات من مُخابرات الجيش اللبناني والقوة الضاربة في الأمن العام وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي بحملات دهم بحثاً عن الجناة.
- وقوع إشكال في "كافيه زويا" في صيدا - وقوع إشكال كبير وتضارب في السوق التجاري داخل مدينة صيدا - تعرّض شاب للضرب أمام أشكمونات الصباغ في صيدا - اندلاع حريق في محطة عنتر بالقرب من صيدلية مرجان - انتحار شاب بإلقاء نفسه من الطابق التاسع في منطقة الهلالية - اجتياح سيارة من نوع رانج روفر عدداً من السيارات والمارة وصرافي الدولار المُتواجدين أمام دوار مكسر العبد بالقرب من جامع الحريري - عند مدخل صيدا الشمالي، بعدما فقدت سائقتها السيطرة عليها، ما أدى إلى وقوع 3 جرحى، هم : ع.ل من مواليد 1995، غسان ب، و م.ح، كذلك وقعت أضرار مادية في أكثر من 7 سيارات ودراجة نارية كانوا في المكان، وحضرت فرق الإسعافات التابعة لـ"الصليب الأحمر اللبناني"، "فوج الإنقاذ الشعبي" و"جمعية الشفاء" وعملوا على نقل الجرحى إلى مُستشفيات: "لبيب الطبي"، "حمود الجامعي"، و"الهمشري".

إبراهيم والحريري

وزار اللواء إبراهيم على رأس وفد من المُديرية العامة للأمن العام، رئيسة "مُؤسسة الحريري للتنمية البشرية المُستدامة" بهية الحريري في دارتها بمجدليون، حيث ضم الوفد المُرافق: العميد يوسف مدور، العقيد خطار نصر الدين، العقيد عبد الرحمن عيتاني، العقيد علي حطيط، المقدم جورج موسى والرائد زياد الأسطة، وجرى خلال اللقاء التداول في الأحداث التي شهدتها صيدا عصر الجمعة وتداعياتها.
إثر اللقاء، قال اللواء إبراهيم ردّاً على سؤال حول الوضع الأمني في المدينة: نحن مُطمئنون للوضع الأمني، وجئنا نشكر السيدة "أم نادر" على الموقف الذي اتخذته وزيارتها للعسكري الجريح في المُستشفى، وهذا الشيء يثبت أن بيت الحريري هو بيت الدولة فعلاً".
وكانت الحريري قد عادت العنصر الجريح أحمد فاعور في "مُستشفى حمود الجامعي" مُطمئنة إلى حالته الصحية، ومُعربة عن تضامنها معه ومع العائلة ومُتمنية له وللمُصابين منهم الشفاء العاجل، وذلك بحضور الدكتور ناصر حمود، واستنكرت الحريري  الاعتداء على فاعور وعائلته وجريمة قتل الشاب محمد المحمد في الهلالية.
وقالت: "ما حصل في صيدا من اعتداء على عنصر الأمن العام احمد فاعور وعائلته، وازهاق روح الفتى محمد المحمد، وما رافقها من مُمارسات "بلطجية" ومن مشاهد دموية، وإمعان في الإيذاء والإصرار على القتل، بلا رادع أو وازع، هي جرائم موصوفة، مُستنكرة ومرفوضة بشدة، ولا يمكن أن يقبلها عقل أو يتحملها شعور، وهي غريبة عن المدينة وقيمها وأخلاقها، والمطلوب إزاء هذه الجرائم، هو إقامة القانون ومُحاسبة المُعتدين وإنزال أشد العقوبات الرادعة لهم ولكل من تسول له نفسه أن يستبيح حياة المواطن وأمن واستقرار المدينة".

سعد

من جهته، رأى الأمين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور أسامة سعد أن "أحداث التفلت الأمني التي حصلت في صيدا، وأدت إلى سقوط ضحية وعدد من الجرحى، قد زادت من شعور الناس بالقلق تجاه الأوضاع السائدة، كما أضافت إلى المعاناة من الظروف المعيشية المأساوية، ومن الانهيارات على مختلف الصعد، معاناة جديدة".
واعتبر أن "التفلتات الأمنية على ارتباط بالأزمات والانهيارات التي أوقعت المنظومة الحاكمة البلد في جحيمها الذي يفضل عليه البعض ركوب زوارق الموت. كما أنها نتيجة التراخي من قبل الأجهزة الأمنية وغيرها من مؤسسات الدولة التي أصابها الضعف والوهن وتردي الأحوال". 

"العشائر العربية"

وتعقيباً، أصدر "تجمع العشائر العربية" في لبنان بياناً طالب فيه الأجهزة الأمنية في الدولة اللبنانية "الإسراع في توقيف المجرم القاتل محمود الصوص الذي غدر يأخذ أبناء عشائر وادي خالد الشهيد المغدور القاصر محمد أحمد حمادة، وكل من عاونه على جريمته الجبانة التي ارتكبوها في وضح النهار قبل يومين في حارة الهلالية بمدينة صيدا".
ودعا التجمع "أبناء العشائر العربية في لبنان إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وعدم الانجرار وراء ردات الفعل غير المدروسة، وانتظار قيام الدولة بدورها في توقيف القتلة وسوقهم إلى العدالة، والوقوف خلف أهل الحل والعقد في متابعة تداعيات الجريمة، والابتعاد عن التفرد والتسرع في أي قول أو فعل في هذه الفاجعة".
ونصح التجمع "عائلة الصوص في صيدا بالتبرؤ من القاتل محمود الصوص، وإبداء حسن النية بالتعاون العلني والواضح مع العشائر وأهل الشهيد حمادة في تسليم القاتل خلال ٢٤ ساعة، وعدم إيوائه أو تقديم أي مساعدة له، على قاعدة قول الله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان)، وقوله عز وجل (ولا تزر وازرة وزر أُخرى)، لوأد الفتنة في مهدها وحصرها بالقاتل وأعوانه، حتى لا تصل الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، لأن القاتل محمود الصوص ومن عاونه لن ينجوا من العقاب بإذن الله تعالى مهما كانت النتائج".
وإذ أكد التجمع "ثقته الكاملة بمؤسسات  الدولة الأمنية والقضائية رغم الظروف القاسية التي تمر بها البلاد، حمّل الدولة وكل المعنيين مسؤولية التلكؤ في توقيف القاتل وأعوانه في أسرع وقت، وعدم تفويت الفرصة على المتربصين بأمن واستقرار البلاد لإشعال فتنة لا تبقي ولا تذر، نحرص بشدة ألا نكون نحن شرارتها الأولى، فكما تمت مداهمة المعتدين على أحد رجال الأمن بسرعة قياسية، يجب ان يتم إلقاء القبض على القاتل محمود الصوص فوراً لأن دماء الشهيد محمد حمادة غالية علينا ولن نقبل أن تذهب هدراً".
آل الصوص يتبرّأون..
كما صدر عن علي داود الصوص بيان باسم آل الصوص، أعلن فيه البراءة مما اقترفه محمود الصوص وأخوه، جاء فيه: "نتقدم بخالص العزاء والمواساة إلى عشائر وادي خالد ونعزيهم ونشدد علي أيديهم ونقف بجوارهم في مصابهم الجلل، ونتبرأ أمام الله وأمامكم من هذا المجرم القاتل محمود الصوص وأخوه لقد خالفوا كل قيم الأخلاق والدين والقيم والإنسانية وضربوا بها عرض الحائط".
وتابع البيان: "أتقدم إليكم أنا علي داود الصوص نيابة عن آل الصوص جميعا بمد يد العون والمساعدة بكل ما املك من قوه لتسليم الجاني وكل من تورط معه في هذا الفعل المؤسف الشنيع إلي يد القوي الأمنية والقضائية حريصين كل الحرص علي الا يذهب دم فقيدكم هدراً، وانا ينال القاتل المجرم وكل من عاونه الجزاء العادل  حتى يتم ردع كل من تسول له نفسه تكرار هذا الفعل الشنيع، سائلين الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته".

الأمن الفرعي

هذا، وستكون الأحداث الأمنية على طاولة مجلس الأمن الفرعي في الجنوب، الذي سيعقد اجتماعاً طارئاً له عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم (الاثنين) في سراي صيدا الحكومي للبحث في الوضع الأمني في مدينة صيدا، برئاسة أمين سر محافظة لبنان الحنوبي نقولا أبو ضاهر نيابة عن محافظ الجنوب منصور ضو الموجود خارج لبنان، وبمشاركة النيابة العامة الاستئنافية وقادة الاجهزة الامنية والعسكرية في الجنوب.

جرحى وأضرار بحادث السير عند دوّار جامع الحريري - صيدا

 

 

المصدر : اللواء