عام >عام
إنقطاع التيار الكهربائي واحتكار المولّدات يزيد أعباء المواطنين
وسط تساؤلات عن الاتفاقات بين أصحابها وموزّعي الكهرباء
نقص ساعات التغذية وارتفاع التكلفة رغم انخفاض أسعار المازوت
إنقطاع التيار الكهربائي واحتكار المولّدات يزيد أعباء المواطنين ‎الأربعاء 3 02 2016 08:10
إنقطاع التيار الكهربائي واحتكار المولّدات يزيد أعباء المواطنين
المولدات الكهربائية

سامر زعيتر

تُشكّل معضلة تتوارثها الأجيال المتعاقبة، فما تلبث أن تتحسّن حتى تعود إلى الوراء، ومعها تكثر الحلول التي تُشكّل بدورها أزمة أخرى...
انقطاع التيار الكهربائي، مشكلة مزمنة، وضعت لها حلولاً على مرِّ السنوات الماضية، ولكن جاءت المولدات الكهربائية والاشتراك لتشكّل حلاً ومعضلة في الوقت عينه، مع ارتفاع تسعيرة الاشتراكات مقارنة بتعرفة الكهرباء الرسمية، وعدم مقدرة أصحاب المصالح والأهالي تحمّل تكاليف تشغيل وسائل التبريد والتدفئة، لينسحب التقنين بدوره على الاشتراكات أيضاً...
أما الاحتكار والتوافق العلني فيما بين أصحاب المولدات على عدم السماح بتنقل المشتركين يُشكل أمراً لا يخفيه أصحاب المولدات، فيما الاتفاق مع العاملين في مؤسسة الكهرباء وموزعيها على قطع التيار الكهربائي للإستفادة من زيادة التعرفة فيؤكّد المواطنون صحته...
"لـواء صيدا والجنوب" يسلِّط الضوء على مشكلة تزامن انقطاع التيار الكهربائي مع انخفاض أسعار المازوت وزيادة أعباء الاشتراكات على المواطنين...


"مافيات" المولدات!


* يحتار المرء من أين يبدأ في طرح مشكلة انقطاع التيار الكهربائي، التي تشكّل تعرفتها نيران ملتهبة بالنسبة للمواطنين، وفق ما يشير صاحب أحد الأفران في منطقة سيروب التابعة لبلدية درب السيم عبد الكريم ميعاري بالقول: "لا تأتي الكهرباء بالشكل المناسب وهي مشكلة متواصلة، وهذا أمر طبيعي لأننا لبنان، ولكن تكلفة الاشتراك تُعد مكلفة حيث ندفع 120 ألفاً عن الـ 5 أمبير، فيما الأمر ليس كذلك في سائر المناطق، ونحن على استعداد لأن ندفع هذا الملبغ لمؤسسة الكهرباء، لا أن ندفعه أيضاً إلى أصحاب المولدات وإلى مؤسسة الكهرباء في نفس الوقت، ويصحُّ أن نطلق لقب "مافيات" على أصحاب المولدات فهم يتصرّفون وفق هواهم، وبالتأكيد يطلبون من موزّعي الكهرباء قطع التيار الكهربائي لكي يفرضوا أسعاراً مرتفعة، والأمر نفسه بالتوافق مع البلدية، فلماذا التعرفة هنا أغلى من غيرها؟! لأنه لا يوجد منافس، فهناك منطق يجب أن نسأل عنه!".
* المنطق نفسه تحدثت عنه إيناس سلمان بالقول: "أسعار المولدات مرتفعة ولا يستطيع جميع الناس دفع هذا المبلغ، لأن أعباء الحياة كثيرة، والكهرباء لا تأتي كما يجب، فكانت في السابق أفضل أما اليوم فنرى زيادة في التقنين وقلّة ساعات التغذية، ونتساءل لماذا يتم قطع الكهرباء؟ فهناك وضوح بالتوافق بين موزّعي الكهرباء وأصحاب المولدات، وخصوصاً في ظل الاحتكار، فنحن في سيروب ندفع 120 ألفاً ولا يستطيع الإنسان الإستغناء عن الكهرباء، لذلك يضطر المرء الرضوخ لشروط أصحاب المولدات أو العودة إلى وسائل بدائية في الانارة وتشغيل التلفاز".


تدنّي ساعات التغذية


* بدوره صاحب أحد المحلات أحمد إسماعيل يقول: "تأتي الكهرباء ساعتين كل 6 ساعات وهذا أمر مستغرب، ويطرح عدّة تساؤلات، ففي السابق كانت تأتي الكهرباء 4 ساعات وتنقطع مثلها، وأي مصلحة تحتاج إلى 20 أمبير، ولكن بسبب ارتفاع الأعباء اشتركت بـ 5 أمبير فقط، وبالتالي نشغّل بعض البرادات ونقنن على أنفسنا".
* التقنين المنسحب على المواطنين بسبب ارتفاع التكلفة يجبر الأهالي على دفع الثمن مرتين، وفق ما يوضح العامل في أحد المحال التجارية عند ساحة النجمة في صيدا جهاد بديخي بالقول: "أسعار الاشتراكات في لبنان تُعد مرتفعة ونحن نضطر لأن ندفع الثمن مرتين، لشركة الكهرباء وأصحاب المولدات، ومع انخفاض أسعار المازوت من المفترض أن تقلّ تكلفة الاشتراك بالمولدات، ولكن ذلك لا يحدث بالشكل المطلوب".
* أما ضيق الحال فقد يشكّل للبعض منفعة دون سواه، وفق ما يلمح إليه أحمد بكداش بالقول: "أعيش في منطقة النجمة والكهرباء يعطيها لنا الجيران مجاناً نظراً للظروف التي لا تخفى على أحد".
* بدوره، صاحب أحد محلات الهاتف الخليوي علي الحاج يقول: "التقنين مستمر ولولا المولدات لما استطعنا العيش، لكن تسعيرة المولد 230 ألفاً على الـ 10 أمبير في ساحة النجمة في صيدا".


ارتفاع تعرفة المولدات


* تسعيرة احتجّ على ارتفاعها أحد الزبائن لدى المحل عماد نعمة بالقول: "يجب أن تكون التعرفة أقل - أي 110 آلاف، وقد أخذوا منا 50 ألفاً على الـ 5 أمبير في بيروت، ونلاحظ أن الكهرباء تنقطع بشكل كبير وبعض أصحاب المولدات يلتزمون بالتسعيرة الرسمية فيما البعض الآخر لا يلتزم، وإذا قدّم المواطن شكوى فإن الأمور لا تُحل وتبقى على حالها، ولو كان بدّها تنحل لحلّت الأمور منذ زمن بعيد، والأفضل إيقاف كهرباء الدولة وإبقاء المولدات، فبذلك ندفع مرة واحدة".
* أما العامل في "مطعم حمود" عبد جابر، فيقول: "لا تأتي الكهرباء بالشكل المناسب، وأسعار المولدات تتراوح بين 100 ألف و110 آلاف، ورغم انخفاض أسعار المازوت لكن التسعيرة تبقى كما هي للمولدات، وكلما انقطعت كهرباء الشركة يستفيد أصحاب المولدات، ونحن في منطقة عبرا عَمَدَ الأهالي بالطلب من أصحاب المولدات لتركيب عدّادات، وتبقى تكلفة الاشتراك في صيدا ومنطقتها مرتفعة مقارنة بسائر المناطق، لأن هناك اتفاقا فيما بين أصحاب المولدات على الاحتكار، حيث نرى أن أصحاب المولدات في الجنوب يتقاضون 50 ألفاً على الـ 5 أمبير فيما التكلفة في صيدا أعلى".


انخفاض مستوى المعيشة


* بدوره صاحب أحد محال العطورات علي عبد العال يقول: "انقطاع الكهرباء في لبنان باتت أمراً طبيعياً، ولكن في ظل وجود المولدات فإن الأمر يجد طريقه إلى الحل، ولكن الأعباء المفروضة على الناس مرتفعة، وندفع 70 ألفاً على اشتراك الـ 50 أمبير عن كل محل في صيدا، ولكن يدفعون في المنازل أكثر من 90 ألفاً، ومع انخفاض أسعار المازوت نلحظ خفضاً لتكلفة الاشتراكات، فكنا في السابق ندفع الضعف وذلك بالتأكيد نتيجة الضغوطات من قبل البلديات، إلا أن التخفيض يجب أن يكون في جميع المجالات، فالكهرباء وتخفيض أسعار المولدات أمر ضروري، ولكن هناك غياب للضمان الاجتماعي وارتفاع تكلفة الطبابة بشكل كبير فضلاً عن أقساط التعليم، كل ذلك يرهق المواطن ويزيد من معاناته".
معاناة تنسحب على الجميع، وكل مشكلة لها حل، لكن المشكلة الرئيسية تبقى في تدنّي المستوى المعيشي مقارنة بارتفاع أسعار سائر السلع والمنتجات وعدم خفض تعرفتها مع انخفاض أسعار المحروقات.

 

 

 

أسعار المولدات الكهربائية نيران مشتعلة

التقنين الكهربائي مشكلة تنتقل من جيل الى أخر

الكهرباء تؤثر على مختلف المصالح

الكهرباء تؤثر على مختلف المصالح

الكهرباء والمولدات تكامل لا بد منه

الكهرباء في لبنان معضلة بحاجة الى فك شيفرتها