عام >عام
تيار "المستقبل" يحيي الذكرى الـ12 لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري
تيار "المستقبل" يحيي الذكرى الـ12 لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ‎الثلاثاء 14 02 2017 19:13
تيار "المستقبل" يحيي الذكرى الـ12 لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري


أحيا تيار "المستقبل"، اليوم الثلاثاء، الذكرى الـ12 لإغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري تحت شعار: "12 مرة… 14 شباط – المستقبل حلمك"، في قاعة مجمع بيروت "البيال"، في حضور الوزير سليم جريصاني ممثلا الرئيس ميشال عون، النائب ميشال موسى ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس الحكومة سعد الحريري، الرئيس امين الجميل، الوزير السابق سمير مقبل ممثلا الرئيس ميشال سليمان، الرئيس فؤاد السنيورة، الرئيس تمام سلام، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، المطران بولس مطر، الوزراء: يعقوب الصراف، غطاس خوري، اوديس كودانيان، ملحم الرياشي، جمال الجراح، معين المرعبي، محمد كبارة، مروان حماده، طارق الخطيب، رائد خوري، ايمن شقير، ميشال فرعون، نقولا تويني، بيار بو عاصي، السيده هدى طبارة ممثلة السيدة نازك الحريري.
وحضر النواب: بهية الحريري، سامي الجميل، خالد زهرمان، خضر حبيب، رياض رحال، محمد الحجار، روبير غانم، غازي يوسف، نبيل دو فريج، هادي حبيش، احمد فتفت، غسان مخيبر، ايلي ماروني، نديم الجميل، شانت جنجنيان، الان عون، فريد الخازن، اسطفان الدويهي،  جوزف المعلوف، عاطف مجدلاني، محمد قباني، كاظم الخير، نقولا غصن، محمد الحوت، انور الخليل، فادي كرم، عقاب صقر، سيرج طورسركيسيان، قاسم عبد العزيز، محمد الصفدي، سمير الجسر، سيبوه كالباكيان، هنري حلو، انطوان سعد، وطوني ابي خاطر، الوزراء السابقون: الياس بو صعب، سليم الصايغ، فادي عبود، مروان شربل، وسفراء: الامارات، وعمان، والولايات المتحدة الاميركية والارجنتين، والمكسيك، ورومانيا، ومنسقة الامم المتحدة سيغريد كاغ.
كما حضر اللواء محمد خير ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، مدير عام قوى الامن الداخلي، اللواء ابراهيم بصبوص، العميد الركن ادمون غصن ممثلا مدير عام امن الدولة،  السيدة نايلة معوض، محافظ بيروت زياد شبيب، رئيس بلدية بيروت بلال حمد، نقيب الصحافة، نقيب المحررين، نقيب المهندسين، الدكتور فارس سعيد، مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، الشيخ سامي عبد الخالق، الامين العام لـ"تيار المستقبل" احمد الحريري، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، رئيس حزب الحوار فؤاد مخزومي، رئيس حزب الاستقلال ميشال معوض، وشخصيات سياسية أمنية وإجتماعية، وأعضاء من المكتب السياسي للتيار ومناصرين.
ودخل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، قاعة المهرجان يدا بيد مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.
وتوسطت القاعة التي اتسعت لـ9 آلاف شخص شاشة عملاقة وشعار الذكرى لهذا العام مع صورة الرئيس الشهيد ونظرته نحو المستقبل.
وبدأ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني ودقيقة صمت عن روح الرئيس الشهيد وأرواح رفاقه الشهداء الأبرار ثم قدمت تانيا قسيس ومعن زكريا ترنيمة آفي ماريا.

شهادات
وبعد فيلم وثائقي عن مجريات لبنان والمنطقة من العام 2010 إلى العام 2016 كانت شهادات على الإنتخابات التي جرت في تيار "المستقبل" منذ المؤتمر العام وحتى انتخابات مكاتب المصالح والقطاعات.
واعتلى المنصة أعضاء فائزون في انتخابات القطاعات والمنسقيات والمصالح، وقال بلال كبريت عن منسقية بيروت: "من بيروت انطلقت زعامته لتسطع في كل لبنان، وفي بيروت سقط شهيداً ليفتدي كرامة لبنان. رفيق الحريري زرع نفسه في قلوبنا ورحل، والرئيس سعد الحريري حمل الراية ليكون صوتاً صارخاً للاعتدال والعيش المشترك والدولة الحديثة، وركن سيادي في طليعة خطوط الدفاع عن الدولة الشرعية والسلم الأهلي".
وأكدت انصاف اسعد عن منسقية عكار "أننا البيئة الحاضنة للدولة اللبنانية، نحن البيئة الحاضنة لجيش الدولة وكرامته وتضحياته، نحن البيئة الحاضنة لمسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري نقسم أن لا نتراجع عن العهد، ونقسم من جديد على الوفاء لسعد".
وأوضحت ملوك محرز عن قطاع التربية "أن تجربة الرئيس الشهيد رفيق الحريري قدمت نموذجا مميزا عن دور القيادة السياسية بتوجيه الشباب للدخول الى الجامعات والمؤسسات التربوية بدل الانتساب للميليشيات والسرايا المسلحة. ودورنا اليوم محكوم بترجمة هذه التجربة ورفض الاستقواء بالسلاح على حساب تقدُّم لبنان".
بدوره، بلال الحسن عن منسقية الكورة، أشار إلى "اننا مؤمنون بمستقبل لبنان الاقتصادي والثقافي والانساني، لأننا مؤمنين بكفاءة اللبناني وقدرته على تجاوز التحديات والمصاعب وابتكار الحلول، لبنان سينهض من كبوته بإرادة أحراره، لبنان سيبقى منارة الشرق وبوابة حضارته".
من جهتها، مايا قسيس عن منسقية البترون وجبيل قالت: "نحن عابرون للطوائف على خطى الرئيس الشهيد، نحن على صورة لبنان كل لبنان ليس على صورة جهة او طائفة، نرى لبنان في عيون الشهيد رفيق الحريري وبعيون سعد الحريري وتيار المستقبل بلد لكل اللبنانيين وليست دولة مفروزة على الطوائف".
أما خالد الديك عن قطاع الشباب فقال: "من رهان رفيق الحريري من حيث ينتمي سعد رفيق الحريري من فئة الشباب هنا قطاع الشباب في "تيار المستقبل" هنا خط المواجهة الاول في الدفاع عن لبنان امناء على القيم النبيلة لانتفاضة "14 آذار" وكل شهدائها من سيد الشهداء رفيق الحريري الى باسل فليحان ويحيى العرب ورفاقهم وكل المغدورين بسلاح الفتن والتخريب من قسم جبران تويني وشجاعة بيار الجميل وانطوان غانم وجورج حاوي من فكر سمير قصير ووليد عيدو ومن وسامي ثورة الارز وعيونها وسام الحسن ووسام عيد. لكل الشهداء الذين سقطوا بسهام الغدر والتعصب نقول انتم جذورنا وعن جذورنا لن نتخلى".
وأكد خليل غزاوي من منسقية المنية أن "راياتنا ستبقى زرقاء لتحمي علم لبنان دفاعا عن وجودنا وهويتنا وعروبتنا مرابطين في قلب الشمال مسلحين بقوة الدولة وليس باستقواء الدويلات، بسلاح الشرعية وليس بأسلحة الخارجين عن الشرعية وعن القانون ونظام المؤسسات".

ومن منسقية البقاع الغربي وراشيا محمد حمود شدد على ان "مكافحة الفساد مسؤولية وطنية بامتياز تنقذ سمعة لبنان وتجدد الثقة بالنظام السياسي وبمؤسساته الشرعية، "تيار المستقبل" مؤتمن على هذا الدور، ولن يتهاون مع المتطاولين على المال العام وحق المواطن بدولة حديثة".
ولاحظت ربيعة بو مرعي عن منسقية البقاع الاوسط أن "مسلسل الاعتداء على البيئة مشروع دائم لتدمير ثروة لبنان الطبيعية، اهم الضحايا مجرى نهر الليطاني وبحيرة القرعون، هذه جريمة منظمة بحق الاجيال القادمة، و"تيار المستقبل" من موقعه الوطني مدعو لمكافحة هذه الجريمة والذين ينفوذها".
وعن الكشاف هشام قليلات، قال: "نحن كشاف لبنان المستقبل، من كم شهر ضوّينا 30 شمعة وتذكرنا لحظة التأسيس في سنة الـ 86 في صيدا والعلم والخبر في سنة 1993 الذي وصل الى كل شبر في لبنان، سنة 2006 لنكون على صورة لبنان ومثاله وعلى صورة العطاء الذي قدّمه الرئيس الشهيد رفيق الحريري لكل لبنان واللبنانيين".
ورأت ردينة شلحة عن منسقية بعلبك أن "الحضارة الانسانية مرّت من هنا وبنت لنفسها معالم تاريخية في بعلبك وصارت محط انظار من يقصدون لبنان والشرق العربي، لذلك حفنة من الشاذين عن الثقافة والحضارة لا يمكنها أن تلغي التاريخ المجيد لمدينة الشمس والبقاع كله".
وأشارت آمنة الحاج عن منسقية جبل لبنان الجنوب إلى ان "العيش المشترك ركن اساسي من اركان اتفاق الطائف ممنوع الخروج عنه تحت اي ظرف، هو ترجمة وطنية لفلسفة الحياة المشتركة بين المسلمين والمسيحيين والاساءة له اساءة لجوهر لبنان، لاستقراره، لرسالته في المنطقة العربية والعالم".
وعن منسقية عرسال، قالت سهى الحجيري: "جاهرنا برفض زج لبنان بالصراع المسلح في سوريا ووقفنا بالمرصاد لمحاولات تبرير الارهاب وحماية التطرف، لكن لم نتخلى عن واجبنا باحتضان الشعب السوري المظلوم ليقود ثورته العادلة لمواجهة النظام المستبد وشركائه بالعدوان".
وجزم وسيم مبيض عن منسقية طرابلس بأننا "معك يا دولة الرئيس سعد الحريري معك اليوم اكثر من كل يوم، انت الامين على رسالة الرئيس الشهيد سنبقى بجانبك ولن نشفع لمن يريد الطعن بهذه الامانة، الفيحاء تجدد اليوم القسم نحن حراس "تيار المستقبل" وجنود الدفاع عن هذا التيار ولو كره الجاحدون".
وقال برهان زريق عن منسقية زغرتا: "يكفينا اننا من مدرسة تاريخها وحاضرها ومستقبلها قائم على التضحية في سبيل الناس وليس قائما على التضحية بكرامات الناس، هذا هو "تيار المستقبل" بقيادة الرئيس سعد الحريري وهذه مدرسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري".
وعن منسقية الضنية، أوضح طه بكور "أننا من الضنية الوفية الشامخة التي كانت دائما عبر الاجيال مثالا يحتذى لتطبيق قواعد العيش الواحد والتي أراد الرئيس الشهيد رفيق الحريري أن تكون سدا بوجه التطرف التزام لا رجوع عنه لمكافحة الطارئين على حياتنا الوطنية والمتسللين لتخريب نظام القيم التي تربينا عليه".
بدورها نادين سعادة عن منسقية الاغتراب اعتبرت "اننا نسمع ان لبنان طير يحلّق بجناحين، الجناح المقيم والجناح المغترب، لكن جناح الاغتراب مكسور من سنين، ومحاولات الجدولة لاعادة وصل ما انقطع مع الانتشار اللبناني ما زالت محكومة بسياسات ضيقة، نتمنى تطويرها لتبقىى مكانة اللبنانيين بالعالم".
وشددت رنا عشي عن قطاع النقابات على ان "اي رؤية اقتصادية للنهوض بلبنان تبقى مقصرة وغير كافية اذا ما تكاملت مع رؤية اجتماعية وتنموية تعالج حالات الفقر والحرمان وتؤمن الانماء المتوازن وتوقف نزيف الهجرة في صفوف الشباب".
من جهتها حنان نداف عن منسقية صيدا، قالت: "صيدا بوابة الجنوب والعيش الواحد لكل اللبنانيين، وليست بوابة لسرايا التخريب على السلم الوطني، مدينة رفيق الحريري الرئيس الشهيد تعلن ان لبنان لن يرتاح الا ليصدح صوت العدالة ضد كل الذين ارتكبوا جريمة 14 شباط".
أما رندة الكعكي عن الاقتصاد والاعمال فشدت على ان "التكامل بين تأمين المناخ المناسب لنظامنا الاقتصادي الحر وبين العمل على تحديث الدولة وانظمتها الادارية يقتضي ورشة تشريعية لتعزيز دور القطاع الخاص في النمو الاقتصاد وتطوير انظمة الرقابة التي تحفظ حقوق المواطن والدولة".
وعن منسقية المهن الحرة طارق حجار أوضح  أنه "لا يمكن حماية النظام الديمقراطي ومؤسساته الدستورية من دون تداول السلطة ومن دون تصحيح الخلل الذي نجم عن التمديد لمجلس النواب، اي من خلال انتخابات نيابية نريد تشكيل نقلة نوعية في حياة لبنان السياسية والدستورية".
بدورها ايناس تميم عن قطاع المرأة، لفتت إلى "اننا لسنا الحبة الاخيرة في عناقيد المستقبل، نحن مسك الختام لا بل العصب الذي من دونه لا يوجد مستقبل للوطن وللتيار، هذا خيارنا، هذا التزامنا، هذه ارادة الرئيس سعد الحريري الذي قرر ان يخوض تحدي مشاركة النساء الحياة الحزبية والحياة السياسية بدءا من انتخابات التيار وصولا للانتخابات النيابية. يا دولة الرئيس شكرا لجهودك معنا، معك نتطلع لنكون نصف التيار باذن الله".
وعن منسقية الرياضة سهى مرزوق أكدت أن "روح المستقبل رياضية لأن الرياضة اساس في ماضينا، حاضرنا ومستقبلنا. من المدينة الرياضية في بيروت، الى ملعب طرابلس الأولمبي وملعب رفيق الحريري في صيدا لدعم الاندية واستضافة دورة الالعاب العربية في الـ97، وكأس آسيا 2000، ودورة الالعاب الفرنكوفونية في 2009، كل هذه الاحداث الرياضية وغيرها الكثير كان وراء اجراءها في لبنان قبل وحتى بعد استشهاده".

عريف الحفل
وكانت كلمة لعريف الحفل عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" جورج بكاسيني، قال فيها: "كانت الدنيا خريفا عندما ولد في بستان، تدرج بصيد العصافير قبل ان يتعقب الاسود والغزلان، تناوب على الغميضة مع شفيق واقرب الجيران، واذا ما زهّر الاكيدنيا والليمون وزع الفرح حول المكان. لم تكن المدينة مرتاحة البال يحاصرها الفقر والقلق وضيق الزمان واذا ما دق باب اهله لبس ثياب العيد اكثر من عام واعارها لاخيه لا يتذكر الحرمان، لم يرث من امه وابيه الا حب العلم فأورثه لاربعين الفا بعد اربعين عام، كان الاول في صفه وفي صفوف المتحمسين لثورة الجزائر واحلام المنكوبين، امه تنتظره وصحن الصعتر والزيتون وهو يتسلق اشجار التفاح في تنورين او يرافق لعبة البيت بهية في رحلة او يناقش هموم الامة مع الصيادين حتى اذا تدفقت قوافل اللاجئين تقاسم معهم عطر البساتين وحلم العودة الى فلسطين".
أضاف: "صارت الدنيا ربيعا يوم عاد من أرض الحرمين على اكتاف الحالمين ليزرع الخير والحب في الميادين ويزهّر الامل والفرح في الزمن الحزين، مطار هنا وجادة هناك ومدن تحتفل بالوافدين واذا ما ضاقت الارض بأحلامه ملأ الفضاء وواكب النجوم من اليسار ومن اليمين، بنى الحجر وبنى البشر ورسم آمالا وأحلاما للمساكين، هبّت العاصفة ولم يحد هبّت ثانية ولما يلين، حاصروه رصدوه عاقبوه وتعقبوه ولما يستكين فحفروا له حفرة في كمين وفجّروه بِطُنٍ من الحقد الدفين ليكشف القناع عن صورة التّنين." 
وختم: "عادت الدنيا خريفا فالمدينة نبشت من الخزائن ثيابها السود فسأل المدينة لماذا انت تحزنين؟ الفصول تتعاقب بعد كل ربيع صيف وخريف لغيرك الاسود والحزن والانين ولك الحب وعيده وزهر الياسمين. قالت المدينة كيف نحب وانت في الصور سجين؟ قال مش مهم مين بيبقى ومين بروح المهم، قاطعته المدينة المهم البلد وكيف يبقى وبك لا نستعين، قال هي الفصول تتعاقب فبعد كل خريف ربيع وبعد كل جنازة حياة وبعد كل حقد حنين وبعد كل احتلال استقلال وبعد كل برق رعد وبعد كل وعد سعد، مش مهم مين بيبقى ومين بروح المهم يبقى البلد وهو باق باق باق الى أبد الآبدين مع دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري".

الحريري
ثم ألقى الرئيس الحريري كلمة جاء فيها:  "أصحاب الفخامة والدولة والمعالي والسعادة، أصحاب النيافة والفضيلة، أيها الأصدقاء، أيها اللبنانيون في كل مكان،
تحية لنساء وصبايا  وشباب ورجال تيار المستقبل. أراكم اليوم بعيون الرئيس الشهيد رفيق الحريري. 
أنتم حققتم حلم رفيق الحريري بقيام تيار المستقبل. في أواخر التسعينات، رؤوا الالتفاف الشعبي يكبر حول الرئيس ... رؤوا المد الشعبي في البقاع الاوسط والبقاع الغربي، ورؤوا الاستقبال الشعبي في صيدا والاقليم، ومسيرات الوفاء في بيروت.
قرروا أن يقفلوا الطريق عليه، وجاء مين يقول، ممنوع على رفيق الحريري  أن يتقدم لطرابلس وعكار والمنية والضنية. ممنوع عليك إنشاء حزب سياسي ... حدودك قريطم!.
تيار المستقبل كسر قرار المنع. أنتم كسرتم قرار المنع، وقلتم للرئيس رفيق الحريري ... هذا تيارك. هذا حزبك. هذا المستقبل ... موجود في كل لبنان، وحاضر في كل الطوائف.
أنتم قدمتم صورة حضارية عن العمل السياسي والحزبي في البلد. مبروك للمنسقيات والقطاعات والمصالح وتحية خاصة لكل من لم يحالفهم الحظ.  وأريد أن أقول لهم، إنكم إنتم أساس تيار المستقبل في كل لبنان. دوركم لا يقل أهمية عن دور الفائزين، لأنكم أنتم من حميتم التجربة الديموقراطية في التيار.
أمامنا مسؤوليات كثيرة، والانتخابات على الابواب، ولا أحد يستطيع أن يمنعكم من الحضور في كل لبنان!
أيها الأصدقاء،
سنةً بعد سنة، وما زلنا نقرأ في كتابه، نلجأ إليه في الأيام الصعبة، ونستعين بصفحات مضيئة من تجربته، ونكتشف مقدار الظلم الذي وقع على لبنان، عندما قتلوا رفيق الحريري.
بعد ١٢ سنة على الجريمة الإرهابية في ١٤ شباط، أصدق اللبنانيين القول، إنني لا أرغب في تحريك الجرح، الذي أدمى قلبي، وقلوب الملايين من محبي رفيق الحريري. لكنني، لا أستطيع ردم الحفرة التي نشأت عن مصرعه، وقد أحدثت فجوةً موجعةً في جسد لبنان كانت لها تداعيات مدمرة على السلام الوطني ومسيرة بناء الدولة.
العدالة كفيلة بردم تلك الحفرة، مع الأيام والعدالة آتية. العدالة آتية. العدالة وعد الله وعهدكم إلى رفيق الحريري وكل شهداء لبنان.
رفيق الحريري، أيها الإخوة والاخوات، سيبقى معنا في كل الأحوال، لأننا ببساطة، نلتزم مواثيق الشرف والامانة والعيش المشترك التي آمن بها، ولأننا لا نرى خلاصاً من الشحن المتنامي والمخاوف المتبادلة في خلايا الحياة الوطنية، إلا بسلوك الطريق الذي اختاره لحماية لبنان.
لقد علمنا كيف نملك شجاعة اتخاذ القرار والمبادرة، فبادرنا حيث تكون المبادرة وسيلةً لإنقاذ لبنان. وها نحن على خطاه، نملك أيضاً، شجاعة المواجهة، عندما تكون المواجهة حاجةً للدفاع عن الدولة وشرعيتها وسلامة نظامها الديموقراطي ونملك شجاعة التضحية إذا كانت التضحية، جسراً لعبور لبنان الى مناطق الأمان التي تحمي وجوده من الضياع السياسي والانهيار الاقتصادي.
رفيق الحريري، ليس إسماً للاستخدام في عمليات الثأر السياسي. إنه عنوان لتجديد الثقة بلبنان، ولن يكون، لا اليوم ولا غداً ولا في أي مناسبة، وسيلةً لتبديد هذه الثقة، ومتراساً لحشد الضغائن والكراهيات بين اللبنانيين.
لقد أدرك المعنى العميق، لمفهوم التسوية في بلد على صورة لبنان، وأدركنا معه، أن سياسة العناد والعزل والأبواب الموصدة والاعتكاف عن المبادرة، هي سياسة عقيمة، لا مردود لها سوى تعطيل شؤون الدولة، وترك البلاد نهباً للانقسام الطائفي والخروج على النظام العام.
نعم، نحن فاوضنا وساومنا من أجل الحفاظ على الإستقرار ولكن لم ولن نساوم على الحق أو الثوابت. المحكمة الدولية، والنظرة لنظام الأسد وجرائمه، والموقف من السلاح غير الشرعي والميليشيات ومن تورط حزب الله في سوريا، وغيرها وغيرها، كلها تشهد.
والمهم أن يفهم الجميع: نعم، هناك خلاف في البلد، وخلاف حاد، حول سلاح حزب الله وتورطه في سوريا، وليس هناك توافق على هذا الموضوع، لا في مجلس الوزراء، ولا في مجلس النواب، ولا على طاولة الحوار.  ولكن ما يحمي البلد هو أن هناك اجماعا حول الجيش والقوى الشرعية والدولة، وفقط الدولة!
نحن تحملنا عن البلد وليس لنا أي فضل. على العكس، اللوم يقع على من لم يتحمل واعتبر أن مصالحه، أو مصالح الخارج الذي وراءه، أكبر من بلده!
عودوا معي قليلا إلى الوراء، بضعة أشهر فقط: كان الكلام أن الاقتصاد منهار، والليرة في خطر، وسنذهب إلى الفراغ الشامل، وسيطير الطائف، ويمكن أن يحصل معنا مثل ما يحصل مع أهلنا في سوريا أو أسوأ.
اليوم ما هو الكلام؟ ما هو النقاش؟ موازنة للدولة للمرة الأولى منذ 12 سنة، وومتى سيبدأ العمل بالنفط، ومتى ستنطلق ورشة الكهرباء، وبأية سرعة يتم إقرار القوانين في المجلس النيابي.
ماذا تغير في بضعة الأشهر هذه؟ شجاعة قرارنا بإنتخاب فخامة الرئيس العماد ميشال عون. ووضعت نقطة على السطر.
من يدعونا للصدام وتكسير البلد قلنا له ونقول: "غلطان بالعنوان"، ومن يتهمنا بالتنازل عن الثوابت نقول له أيضا: غلطان بالعنوان.
لإن هنا، عنوان... رفيق الحريري!
هؤلاء بالتأكيد لم يقرأوا كتاب رفيق الحريري. كل من قرأ في كتاب رفيق الحريري يعرف ويفهم كل حرف يقوله. وأنا هذا الكتاب سندي وعمري وقصة حياتي، ورفيق الحريري أبي وباق في يا أبو بهاء حتى أسلم الأمانة!
أيها الأصدقاء، 
نسمع أحياناً، أننا لسنا وحدنا إم الصبي وما يجوز لغيرنا يجوز لنا، وليس من العدل أن ننفرد دون سوانا، في مراعاة المصلحة الوطنية وضرورات الإجماع.
قد يبدو هذا الكلام تراجعاً عن دورنا التاريخي وعن ثقافة سياسية نشأنا عليها، لكنه في الواقع، يلامس الحقيقة في أماكن كثيرة، ويعكس شعوراً بالتمييز بين المجموعات من جهة، واستقواء بعض المجموعات على الدولة من جهة ثانية.
نعم، نحن إم الصبي، طالما أن هذا يعني حماية الحياة المشتركة بين اللبنانيين. لكننا لسنا إم الصبي، بمعنى التنازل عن حقوقنا الوطنية، وعن دورنا في النظام السياسي ومسؤوليتنا في إدارة الشأن العام.
بوضوح: لسنا جمعية خيرية سياسية، تتولى توزيع الهبات والمواقع وتقديم التضحيات المجانية.
لقد مارسنا التضحية، قولاً وفعلاً، ولم نقبل يوما، أن تتحول التضحية الى قاعدة للتنازل السياسي في كل صغيرة أو كبيرة. على أكتاف تيار المستقبل أو على حساب التمثيل الوطني لتيار المستقبل.
التضحية مسؤولية وواجب وشجاعة. بهذه الروحية وهذه المسؤولية، نتقدم للحوار حول القضايا الوطنية، ونبدي حرصاً لا تراجع فيه، للتوصل إلى قانون جديد للانتخابات، يعيد إنتاج الحياة السياسية والنيابية، شرط ألا يشكل حالة قهر أو عزل لأي من مكونات العيش المشترك. وعلى رأسهم حلفاؤنا بالسراء والضراء.
الشرط الثاني: كوتا المرأة. لأننا تيار أثبت أنه لن يقبل أن تكون المرأة ناجحة كمربية وطبيبة ومهندسة وإعلامية ومحامية وقاضية ومديرة وضابط وباحثة ومخترعة وشاعرة وكاتبة، ولكن لا مكان لها في المؤسسة الأم في نظامنا الديمقراطي.
ونحن من جانبنا ندرك وجوب الانتقال إلى صيغة جديدة لقانون الانتخابات، ونعمل بكل أمانة، لإنهاء الدوران في الحلقة الفارغة للقانون الجديد.
وأقول في هذا المجال لكل محازبي ومناصري تيار المستقبل، في كل المناطق: الانتخابات النيابية من أمامكم. إستعدوا لها، واحشدوا لخوضها في كل المناطق. سنذهب الى صناديق الاقتراع، تحت سقف أي قانون يقره المجلس النيابي.
أيها الأصدقاء،
نحن الآن مشاركون في الحكم، جزء لا يتجزأ من إرادة سياسية مشتركة لحماية لبنان، والنهوض بمسؤوليات الدولة. هذا يعني أننا ما زلنا في قلب مشروع العبور إلى الدولة، وفي صميم الأهداف التي ناضلنا من أجلها، واستشهد في سبيلها رفيق الحريري وشهداء انتفاضة الاستقلال.
هناك من حاول وضعنا في السنوات الأخيرة على لائحة الدول الفاشلة، وتعرضت سمعة لبنان، نتيجة الفراغ والتعطيل، لأسوأ الأوصاف من الداخل والخارج، حتى كاد شبابنا وشاباتنا، يفقدون الأمل بوطنهم.
لبنان اليوم، في نطاق الأمان الشرعي والدستوري. والجهد السياسي يجب أن يتركز على منع أي محاولة لإبعاده عن هذا النطاق. 
مسؤولية هذا الجهد، تقع على الجميع دون استثناء، وتقع بالدرجة الأولى على السلطات الدستورية، المكلفة حماية النظام العام، وتأكيد مرجعية الدولة في إدارة الشأن الوطني. فلا مرجعية يمكن أن تعلو على مرجعية الدولة. 
لا مرجعيات الأحزاب ولا مرجعيات الطوائف، ولا مرجعيات الاستقواء بالخارج، كائناً من كان هذا الخارج، شقيقاً او حليفاً او صديقاً.
قرار لبنان بيد الدولة اللبنانية، لا هو بيد أفراد وزعامات، ولا بيد محاور إقليمية أو دولية. 
والذين يتوهمون، أن في قدرة أي جهة إقليمية، مصادرة القرار الوطني اللبناني كما توهموا في مراحل سابقة، أقول لهم: إن فشل تجارب الماضي عبرة لهم وللجميع، واللبنانيون، ونحن في طليعتهم، لن يسمحوا بتسليم بلدهم للمحاور الخارجية.
وبهذا المعنى، فإن لبنان لن يكون، لا اليوم ولا غداً ولا في أي وقت، جزءاً من أي محور في مواجهة اشقائه العرب.
نحن لا نستدعي الخصومة مع أحد، ولن نسمح أن يكون لبنان ساحةً لصراع الآخرين فوق أرضه، لكننا بالتأكيد جزء لا يتجزأ من العالم العربي، ومعنيون بحماية المصالح العربية والدفاع عنها.
14 شباط ذكرى لقيامة لبنان الذي نفض عنه الإحتلال وكسر الذل وقال كلنا للوطن. لبنان الذي غنى بصوت واحد لحن السيادة بقسم جبران، لبنان الشباب الذين افتداهم باسل... وبيار، لبنان الحرية التي رفع رايتها سمير وجورج ووليد وأنطوان. لبنان البطولة التي كُتبت بدم وسام ووسام، لبنان الاخلاص الذي زرعه محمد شطح. لبنان الذي ودّع رفيق، واستقبل وطنا أصغر من أن يُقسم وأكبر بكثير بكثير من أن يُبتلع.
لبنان هذا، لن نفرط فيه، ولن نساوم عليه، ولن نسمح لأحد أن يخطفه، هذا عهدنا، ووعدنا، لكم، لكل لبناني ولبنانية، ليبقى معنا رفيق، لآخر الطريق!
عندما بدأ رفيق الحريري بفكرة مصالحة اللبنانيين في عز الحرب الأهلية، كان الجميع يقول: هذه مصالحة مستحيلة.
عندما بدأ رفيق الحريري يرسم خطط إزالة ركام الحرب وإعادة بناء الدولة وإعادة إعمار البلد، كان الجميع يقول هذه مصالحة مستحيلة بين واقع الخراب والدمار وحلم النهوض والإزدهار.
عندما بدأ رفيق الحريري يلف العالم ليرمم علاقات لبنان كان الجميع يقول هذه المصالحة المستحيلة بين تاريخ خطف الرهائن وتصدير العمليات الإرهابية وإعادة وضع لبنان على الخريطة الدولية.
عندما بدأ مشروع الإعمار والنهوض كان الجميع يقول هذه المصالحة المستحيلة بين آخر جبهة عربية مفتوحة مع إسرائيل وبين بناء اقتصاد حديث وقوي وجاذب للاستثمارات وفرص العمل.
رفيق الحريري رفض كل المستحيلات، وتغلب عليها، لإنه كان مؤمنا بكم أنتم، شباب وشابات كل لبنان. ولهذا السبب، لنفس السبب، نحن مستمرون بمشروع رفيق الحريري حتى عندما يقولون لنا عند كل مفترق، أن هذه مصالحة مستحيلة.
منذ اللحظة الأولى للاغتيال قلنا إننا نرفض الثأر ولا نريد إلا العدالة، ونجحنا بالمصالحة التي قالوا إنها مستحيلة بين الحقيقة وحماية السلم الأهلي.
وفي 7 أيار البغيض، الأسود، رفضنا الإنجرار للفتنة وقررنا أن نرد في صناديق الاقتراع ونجحنا بالمصالحة التي قالوا عنها مستحيلة بين رفض العنف والمذهبية وبين الحفاظ على وجودنا السياسي والشعبي والانتخابي.
وعندما اندلعت الثورة السورية، قلنا إن المصالحة ليست مستحيلة بين الوقوف إلى جانب الشعب السوري وحماية بلدنا من النيران المشتعلة في سوريا.
وعندما بدأ الإرهاب الداعشي يضرب العالم وبدأ العالم يخلط  بين الاسلام والإرهاب، قلنا إن المصالحة ليست مستحيلة بين أن نكون مؤمنين بالله وبرسوله، وبين أن نكون أول الواقفين في وجه الإرهاب المجرم الذي لا دين له.
وعندما نخر الفراغ بلدنا ودولتنا ومؤسساتنا على مدى 3 سنين تقريباً، دخلنا بالمصالحة التي كان الجميع يقول إنها مستحيلة بين إقفال صفحة الإنقسامات وانقاذ البلد والدولة والمؤسسات.
والنتيجة؟ هل لاحظتم أنتم أن لبنان يعيش بما يشبه معجزة صغيرة؟  في حين كل المحيط يغرق بالدم والنار والخراب واليأس، لبنان يعيش بالأمن والإستقرار والأمل؟ هذا طبعاً بفضل بطولات جيشنا وقوانا الأمنية، وبفضل قرار اللبنانيين بأن لا يعودوا ولا بأي شكل إلى إيام الحرب السوداء، ولكن أيضاً وقبل كل شي بفضل إستمرارنا، بعد 12 سنة، على خط رفيق الحريري وفكر رفيق الحريري ومشروع رفيق الحريري.
واليوم، بعد 12 سنة، نحن أتينا لنقول، نقول لرفيق الحريري ولكل اللبنانيين إننا مستمرون، ولا نقبل من أحد أن يقول لنا إن المصالحة مستحيلة بين حقيقة إغتياله وبين حلمنا للمستقبل، مستقبل لبنان ومستقبل كل لبناني وكل لبنانية!
لا نقبل أن يقول لنا أحد إن المصالحة مستحيلة بين التسوية لإنقاذ الوطن، وبين أن نخوض إنتخابات نيابية ونربح فيها!
لا نقبل أن يقول لنا أحد أن المصالحة مستحيلة بين تطبيق اتفاق الطائف وبين الوصول لدولة مدنية حديثة لا تميز بين أي من أبنائها.
لا نقبل أن يقول لنا أحد إن المصالحة مستحيلة بين التنمية والنهوض الاقتصادي وإستعادة دور لبنان وبين تلبية طموحات كل اللبنانيين من كل المناطق والطوائف والاتجاهات السياسية.
هل عندما نهبط في مطار رفيق الحريري، في بيروت، ونمشي على الطرقات وتصلنا المياه والكهرباء والإتصالات والإنترنت، تسألنا البنى التحتية إذا كنا مسلمين أو مسيحيين؟  إذا كنا شيعة أو سنّة؟ 
عندما ألقى أبطال الجيش وقوى الأمن الداخلي القبض على إنتحاري "الكوستا" في بيروت، هل داروا على الطاولات يسألون الزبائن إذا كانوا من العاصمة أو من المناطق؟ 
أو إذا كانوا مع تيار المستقبل أو حركة أمل أو القوات أو التيار الوطني الحر؟
هذا هو مشروع رفيق الحريري، وهذا هو مشروعنا الحقيقي، وبهذا المشروع مستمرون، وبهذا المشروع سنذهب إلى الانتخابات وبهذا المشروع  سننتصر معكم جميعاً بإذن الله. عشتم وعاش لبنان".