عام >عام
«ساند» من لبنان لإعمار بيوت الشّهداء في فلسطين
«ساند» من لبنان لإعمار بيوت الشّهداء في فلسطين ‎السبت 6 02 2016 11:27
«ساند» من لبنان لإعمار بيوت الشّهداء في فلسطين


أربعة أشهر مرّت على «الهبّة الفلسطينية» التي اندلعت بسبب الاعتداءات الإسرائيليّة المتكرّرة داخل «المسجد الأقصى». منذ بداية تشرين الأول الماضي، المزيد من الانتهاكات طالت المسجد. استبيح الدّم الفلسطيني. قتل، خطف، اعتقال، هدم منازل. أما ردود الفعل العربية فلم تتعدَّ الاستنكار والإدانة. وبعد قرار العدو بتدمير العديد من منازل الشهداء، وفي مقدّمها مفجّر الانتفاضة الشهيد مهند الحلبي والشهيد ضياء تلاحمة، أطلقت «الهيئة الخيرية لإغاثة الشعب الفلسطيني»، بالتعاون مع مراكز «بيت المقدس» في لبنان، حملة «ساند» لدعم «انتفاضة القدس الثالثة».
«جاءت الفكرة من متابعتنا لأحداث الانتفاضة، ووجدنا أنّه من واجبنا أن نكون شركاء بالانتفاضة قدر المستطاع»، يشــــرح المنسّق العام للحملة محمّد الصّالح. يؤكّد القيام بالعـــديد «من التحرّكات»، متمنّياً «لو كـــــانت الحدود مفتوحة للمشاركة المباشرة في ساحة المعركـــة».
الهدف من الحملة هو «إعادة إعمار منازل الشهداء وكفالة أسرهم، إضافةً إلى كفالة عائلة مرابط في المسجد الأقصى. وهي تهدف أوّلاً وأخيراً إلى الدّفاع عن القدس والمسجد الأقصى».
انطلقت الحملة مطلع العام الحاليّ في مجمع «الفرقان» في مخيّم برج البراجنة في بيروت. ويُعرب الصّالح عن تفاؤله من التجاوب الإيجابي معها، مؤكّداً أنّه «شكّل حافزاً لإطلاقها في كلّ المخيمات الفلسطينية في لبنان».
يوضح الخطوات المتّخذة «جلنا على مخيمات الباص ونهر البارد وشاتيلا وتجمّع وادي الزينة والرشيدية والبرج الشمالي»، مشيراً إلى أنّ «الجولة لاقت صدًى إيجابيّاً وتفاعلاً مشرّفاً».
لم يقتصر الأمر على الجولات. يوضح الصّالح الخطوات المقبلة «نحن بصدد ترتيب لقاء مع المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان الأسبوع المقبل، لنتداول إمكانيّة إطلاق الحملة في المساجد اللبنانية، وبالتوازي سننسق مع قيادات حزب الله لإطلاق الحملة في الضّاحية، بالإضافة إلى التنسيق مع البلديات».
وفي آليّة جمع التبرعات، يوضح الصالح أنّ «البداية كانت من جوامع المخيمات، لتنطلق بعدها إلى مدارس المخيمات. كما قام المندوبون بجولة على المنازل في المخيمات»، مشيراً إلى وجود «مندوبين للحملة منتشرين في كل المخيمات يقومون بجمع التبرعات، إما عبر الصناديق أو من خلال دفاتر الإيصالات التي تتوزع ما بين مبالغ صغيرة ومتوسطة ودفاتر أخرى بمبالغ مفتوحة مخصصة للميسورين. بالإضافة إلى وجود حساب مصرفي لدى مصرف (البركة) رقمه 104705».
الحملة، الّتي لا تزال في مراحل جمع التّبرّعات، حصدت حتّى الآن مبلغ ثلاثين مليون ليرة. يتوقّع الصّالح أن «يتجاوز المبلغ الأربعين مليون ليرة». ويوضح أنّ «الخطوة التالية سنباشر بها في الأيام القليلة المقبلة، حيث سيتمّ التنسيق مع قيادة حزب الله لنشر وسائل جمع التبرعات في مؤسساته وفي الضاحية، وبالتّوازي أخذنا موافقة مكتب مرجعية السيد محمد حسين فضل الله لوضع صناديق التبرعات الخاصة بالحملة في مؤسساته».
ليست هذه الحملة الأولى لـ «ساند». في السّابق، قامت الحملة بحملاتٍ مماثلة أثناء حرب غزة عام 2012. يؤكّد الصالح أنّه «كان يصلنا فيديوهات توثق الخدمات التي تقدمها الهيئة بجهود ودعم الخيرين بالإضافة إلى رسائل شكر موثقة من المستفيدين في الداخل الفلسطيني».
«الوقوف مع أهلنا في فلسطين ودعم الانتفاضة هو شرفٌ لنا وجزء بسيط مما يقدمه أبناء شعبنا في فلسطين أمام العدو»، بهذه العبارة يختصر الناشط الفلسطيني السوري وعضو «الهيئة الخيرية لإغاثة الشعب الفلسطيني» أمجد بدوي ما يقومون به.
يستكمل حسن الخطيب، وهو فلسطيني مقيم في مخيم البرج وناشط في مجال دعم «انتفاضة السكاكين» على مواقع التواصل الاجتماعي، الشّرح. يقول «بعد المحاولات المتكررة للعدو لفرض التقسيم الزماني والمكاني على الأقصى أسّس الشعب الفلسطيني مدرسته الخاصة بالمقاومة والجهاد. وكامتداد طبيعي لنضال الفلسطينيين ومشاركتهم بالمعركة الوطنية أقيمت عشرات المسيرات والفعاليات الجماهيرية للفسطينيين في الخارج. فكانت حملة ساند الشعبية لدعم صمود أبناء شعبنا في القدس والضفة، كطريقة لمشاركتهم الانتفاضة».
الناشط السياسي خالد يماني يعتبر أنّ «دعم الحملة واجب على كل إنسان عربي غيور على القضية»، مؤكّداً أنّها «رسالة واضحة لكلّ أهلنا الفلسطينيين، وإن لم نستطع أن نكون جسديّاً معهم، ورسالة للعدوّ بأنّ هذا الشعب ليس وحيداً».
طفلة الـ12 عاماً تبرعت للحملة بمدخولها اليومي. مرام البدوي (12 عاماً) تعتبر أنّه «واجبٌ علينا التبرع لأهلنا في فلسطين»، كما أنها تطوعت لجمع التبرعات من أطفال بعمرها».