عام >عام
"قنص" على باسيل و"قصف" على رياشي
"تناتش" بين "التيار" و"القوّات" على مسيحيي قضاء صيدا
"قنص" على باسيل و"قصف" على رياشي ‎الثلاثاء 4 04 2017 09:27
"قنص" على باسيل و"قصف" على رياشي
الوزيران جبران باسيل وملحم رياشي.. "كباش" على أصوات المسيحيين جنوباً

هيثم زعيتر

أدار "التيار الوطني الحر" و"القوّات اللبنانية" محرّكات ماكينتيهما الانتخابية باتجاه المناطق المسيحية الجنوبية، وتحديداً نحو قضاء صيدا (الزهراني) معقل رئيس المجلس النيابي نبيه برّي.
لم يفصل بين زيارة رئيس "التيار البرتقالي" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ووزير الإعلام والقيادي في "القوّات" ملحم رياشي، إلا أسبوع  واحد.
الزيارتان كانتا للمشاركة في نشاطات أُقيمت في القضاء، تفاوتت فيها نسب الحضور، للفاعليات الصيداوية وأبناء شرقي صيدا.
لكن في الزيارتين كانت هناك اجتماعات خاصة لمناصري كلا الفريقين.
الوزير باسيل تعرّض في زيارته إلى "قنص" بأسلحة رشّاشة.. فيما الوزير رياشي استُهدِفَ بـ"قصف" مدفعي من العيار الثقيل، تمزيقاً لبعض يافطات الترحيب، التي رفعتها منسقية "القوّات"  في صيدا - الزهراني، ومواقف مذكّرة بدور "القوّات" في منطقة شرقي صيدا.
ويُلاحظ التركيز بين الثنائي المسيحي، على الناخبين المسيحيين في الجنوب وتحديداً في قضاء صيدا، للاستئثار بنسب أصواتهم البالغة (25334) بين كاثوليكي وماروني في 21 بلدة يشكّلون فيها غالبية من بين 52 بلدة يبلغ فيها عدد الناخبين (108995).
ويتمثّل القضاء بـ3 مقاعد نيابية: (شيعيان: يشغلهما الرئيس برّي والنائب علي عسيران، وكاثوليكي: يشغله النائب الدكتور ميشال موسى).
وعين القوّتين المسيحيتين الرئيستين على المقعد الكاثوليكي في قضاء صيدا، خاصة مع إبلاغ "التيار" لحليفه "القوّات" بعدم إمكانية أخذ أي من مرشّحيه، ضمن المقاعد النيابية الـ3 في قضاء جزّين (مارونيان: يمثّلهما النائبان زياد الأسود وأمل أبو زيد، وكاثوليكي: يمثّله النائب عصام صوايا)، والثلاثة ضمن "تكتّل التغيير والإصلاح".
وأبلغ مسؤولون في "التيار" قياديين في "القوّات" بأنّ دوافع ذلك الخشية من أنّ الناخبين الشيعة في قضاء جزّين، الذين يفوق عددهم الـ 12 ألفاً يشكّلون غالبية في 7 بلدات من بين (54188 ناخباً) في 56 بلدة، يتأثّرون بقرار حركة "أمل" و"حزب الله"، وهم لن يصوّتوا لمرشّح "القوّات"، حيث تكون نسبة مشاركتهما مرتفعة قياساً للناخبين المسيحيين.
ويبدو أنّ التنافس الانتخابي بين "القوّات" و"التيار" قد انتقل إلى قضاء صيدا، حيث تتقدّم نسبة مناصري "القوّات" على "التيار".
وفي الانتخابات التي جرت في العام 2009، رشّحت "القوّات" روبير إلياس خوري، الذي نال (3101 صوت)، فيما لم يرشّح "التيار" أحداً في تلك الانتخابات.
بينما في الانتخابات التي جرت في العام 2005 رشّح "التيار" العميد المتقاعد فوزي بو فرحات، الذي نال (4310 أصوات) من المقترعين المسيحيين، الذين بلغ عددهم (7025) من بين الناخبين البالغ عددهم (21845).
وستتبلور صيغة التحالفات والترشيحات في ضوء القانون الانتخابي العتيد، واعتماده وفقاً للنسبية أو المختلط، ووفق حجم الدوائر، وما إذا كان جرى ضم مدينة صيدا البالغ عدد الناخبين فيها (60610) وقضاء جزّين البالغ (58349)، يصبح عدد الناخبين في هذه الدائرة (227945) يختارون 8 نوّاب، يتوزّعون مناصفة بين المسلمين والمسيحيين - أي بمعدل نائبين لكل من: السُنّة، الشيعة، الموارنة والكاثوليك.
أما إذا جرى اعتماد الدائرة على مستوى المحافظة، فيُضاف إليهم (182702 ناخب) في قضاء صور، ليصبح الإجمالي (410656 ناخباً) يختارون 12 نائباً، ويصبح الثقل الأكبر للناخب الشيعي.
بينما إذا اعتُمِدَتْ دائرة الجنوب، كما كانت سابقاً - أي محافظتَيْ الجنوب والنبطية - الإداريتين، فيُضاف إليهم (441618 ناخباً) في النبطية يتمثّلون بـ11 نائباً، ليصبح إجمالي الناخبين (852274)، وسيختارون 23 نائباً (14 شيعة، 3 سُنّة، 2 موارنة، 2 كاثوليك، 1 درزي و1 أرثوذكسي)، وعندها يذوب الصوت المسيحي في الكتلة الشيعية.
في أيام الصوم لدى الطوائف المسيحية، يبدو أنّ ذلك لا ينطبق على السياسة، حيث يسعى كل فريق للاستئثار بالمقاعد المسيحية.
وقد أطلق الوزير باسيل جملة من المواقف التي تجاوزت حدود الدائرة الجنوبية لتصل إلى مختلف المناطق اللبنانية، مؤكداً أنّ "صوت الناخب ستكون له قيمة، ليأخذ كل واحد حقه وحصته التمثيلية"، غامزاً من قناة إنعدام تأثير الصوت المسيحي وذوبانه بالكثافة الشيعية.
وطمأن باسيل أهالي شرق صيدا إلى أنّه "لن نرضى بقانون لا يأخذ بالاعتبار كل واحد منكم، ويعطيكم حقوقكم، ولن نقبل بقانون انتخاب يهجّركم من أرضكم".
وتطرّق باسيل إلى مسألة اللاجئين بالقول: "لم نعد نخاف مخيّم اللاجئين الفلسطينيين، بل خوفنا الأكبر من المخيّمات العشوائية للنازحين السوريين، ولا يمكن أنْ نُكمِل بسياسة إغماض العين في سياسة النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين".
توازياً، وعلى الرغم من محطاته المحدودة، استهل مهندس "إتفاق معراب" بين "القوّات" و"التيار" الوزير رياشي، زيارته للمنطقة بتوزيع "جائزة المطران سليم غزال" التي أُقيمت في "دار العناية" - الصالحية تلبية لدعوة النائب بهية الحريري.
وأطلق وزير الإعلام سلسلة من المواقف ردّاً على انتقاد زيارته إلى صيدا، بالتأكيد على خصوصية الزيارة، تلبية لدعوة النائب الحريري، وتكريماً ووفاءً للمطران غزال، والتشديد على "قبول الآخر من خلال الحوار، لأنّه لا يمكن معرفة الآخر من غير حوار معه".
من جهته، انتقد أمين عام "التنظيم الشعبي الناصري" الدكتور أسامة سعد حضور الوزير "القوّاتي" رياشي، مذكّراً بأن ""القوّات اللبنانية" في الثمانينات، قامت باختطاف المطران غزال والتنكيل به".
وعلّق البعض على أنّ زيارة الوزير رياشي جاءت تزامناً مع الذكرى السنوية الـ32 لتهجير أبناء شرقي صيدا، في مثل هذه الأيام من العام 1985، بعد الأحداث التي افتعلها مسؤول "القوّات" في المنطقة - آنذاك - سمير جعجع، وأنّ المطران غزال هو مَنْ افتدى "دار العناية" بروحه، عندما وقف أمام جرّافات الهدم، مانعاً إياها من تدميرها، كما جرى لكنائس ومنازل المسيحيين، وهو مَنْ أعاد المهجّرين المسيحيين إلى شرقي صيدا في أواخر ثمانينات القرن الماضي.

 

المصدر : اللواء