بأقلامهم >بأقلامهم
صلاح سلام... القلم الصّائب!
صلاح سلام... القلم الصّائب! ‎السبت 19 07 2025 15:12 القاضي م جمال الحلو
صلاح سلام... القلم الصّائب!

جنوبيات

في زمن اختلطت فيه الأصوات وتكاثرت الأقلام، وارتبك فيه المشهد بين المهنة والهوى، يبرز اسم صلاح سلام كقيمةٍ إعلاميّة وصوتٍ عقلانيّ يحترف التّوازن، ويُجيد إصابة الحقيقة بلا مواربة.
هو ليس مجرّد صحافي متمرّس أو ناشر لجريدةٍ عريقة، بل هو وجدانٌ وطنيّ يكتب بالحبر والمسؤوليّة معاً، وهويّة فكريّة تعرف أن الكلمة موقف… لا مجرد حبرٍ على ورق.
وغنيّ عن البيان فإن اللواء هي منبر الاعتدال والرّسالة السامية...
فمنذ أن أبصرت النّور، حملت جريدة اللواء رسالة واضحة:
أن تكون لسانًا للعقل، لا للفتنة، ونافذة على الحقيقة، لا ساحةً للمهاترات.
وفي قلب هذا المنبر، وقف صلاح سلام حاملًا شعلة الاستمراريّة، متمسّكًا بروح التّوازن الذي لطالما تميّزت به الجريدة، وسط بحرٍ من الاصطفافات والتقلّبات.
ليس سهلًا أن تحافظ صحيفة لبنانيّة على موقعها ومصداقيّتها في مناخٍ ملتهبٍ كالذي يعيشه لبنان منذ عقود، لكن «اللواء» فعلتها… لأن في صدارتها رجلًا يشبهها:
ثابتٌ في المبدأ، مرنٌ في الأسلوب، شجاعٌ في اللحظة الحاسمة.
صلاح سلام… الكلمة التي لا تخطئ الهدف..
"القلم الصّائب" ليست مجاملة، بل توصيفٌ دقيق لمسار طويل من العمل الإعلاميّ الرّصين. فصلاح سلام لا يكتب ليرضي، بل يكتب ليعبّر، لا يختبئ خلف الرّماد، بل يشير إلى النّار دون أن يُشعلها… يعرف متى يصمت بحكمة، ومتى يتكلّم بمسؤوليّة.
كتاباته تحمل بصمة التّوازن، وتحترم عقل القارئ، وتتجنّب الاستقطاب. وفي بيئة تعوّدت على الإفراط في الصّوت، كان صوته معتدلًا لكنه مسموع؛ هادئًا لكنه نافذ.
هو *صاحب القلم* في خدمة الوطن
في مقالاته ومواقفه، ترى *لبنان* الذي نحلم به:
*لبنان العقل*، لا العصبيّة…
*لبنان الدّولة*، لا الدّويلات…
لبنان المواطنة، لا الطائفيّة.
فهو لا يكتب من برجٍ عاجيّ، بل من قلب الشّارع، من نبض النّاس، من وجع الوطن، ومن حلم بناء دولة تحترم الإنسان وتكرّس القانون.
صلاح سلام، بتجربته الإعلاميّة، يثبت أن الصّحافة ليست مهنةً فقط، بل ضميرًا حيًّا وسلوكًا يوميًّا ومسارًا أخلاقيًّا.
وفي مسك الختام حين يصبح القلم بوصلة للوصول إلى الحقيقة تتوضّح الرؤى نحو المستقبل النقيّ.
ففي زمن التّضليل، يكون القلم مسؤوليّة.
وفي زمن التّهريج، يكون القلم الصائب ضرورة.
وصلاح سلام هو هذا القلم الصّائب الذي لا يخشى الحقيقة، ولا يساوم على الوطن، ولا يُفرّط بقيمة الكلمة.
ومن خلال جريدة اللواء الغرّاء، يستمرّ في رسم خطٍّ إعلامي متّزن، ثابت رغم العواصف، وشامخ رغم كلّ محاولات الإضعاف.
تحيّة لهذا القلم… وتحيّة للّواء، منارة الحرف الصّادق في زمن الضّجيج.

المصدر : جنوبيات