عربيات ودوليات >أخبار دولية
ماكرون في زيارة “حساسة” إلى جزيرة كورسيكا الفرنسية
ماكرون في زيارة “حساسة” إلى جزيرة كورسيكا الفرنسية ‎الثلاثاء 6 02 2018 19:41
ماكرون في زيارة “حساسة” إلى جزيرة كورسيكا الفرنسية


بدأ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الثلاثاء ، زيارة إلى جزيرة كورسيكا الفرنسية، تعد  الأكثر حساسية من بين الزيارات التي قامها بها مند توليه الحكم في شهر مايو/أيار الماضي، حيث تأتي وسط ضغوط متزايدة من  القوميين الحاكمين في الجزيرة، الذين استعرضوا قوتهم السياسية في مظاهرة حاشدة في  آجاكسيو، قبل ثلاثة أيام، من أجل  تلبية مطالبهم القاضية بفتح حوار يقود في نهاية المطاف إلى منح جزيرة كورسيكا الحكم الذاتي.

 قصر الإليزيه أوضح أن هدف الزيارة، التي تستمر يومين، هو إحياء ذكرى اغتيال حاكم كورسيكا كلود ايرينياك، في عام 1998، على يد الاستقلالي ايفان كولونا، وأصبح بذلك أرفع مسؤول فرنسي يغتال في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.

إلا أن الكلمة التي سيلقيها الرئيس ماكرون، يوم الأربعاء، تشكل المحطة الأهم في هذه الزيارة، خصوصاً في ظل الضغط الكبير من القوميين الكورسيكيين، الذي فازوا في الانتخابات المحلية، قبل نحو شهرين، ما سمح لهم بالسيطرة على سلطات الجزيرة.

وقبل ساعات من وصول الرئيس الفرنسي إلى الجزيرة ، كانت هناك تصريحات من معسكره تدفع إلى المرونة في الخطاب ، على غرار رئيس البرلمان فرنسوا دو روجي، الذي شدد على ضرورة “الاعتراف بخصوصية كورسيكا”.

تجدر الإشارة إلى أن ماكرون، كان قد أكد في خطاب ألقاه في الجزيرة، في شهر إبريل/ نيسان الماضي ، عندما كان مرشحاً للانتخابات الرئاسية، أكد أن “مكان جزيرة كورسيكا هو داخل الجمهورية”، لكنه تراجع قليلاً بعد أن دخل قصر الإليزيه، حيث قال إنه “إذا تبين أن الإطار الحالي لا يسمح لكورسيكا بتطوير قدراتها، عندها يمكننا التفكير بالذهاب ابعد ومراجعة الدستور”.

 وفِي هذا السياق بدأت الحكومة الفرنسية، ممثلة بجاكلين غورولت، كاتبة الدولة لدى وزير الداخلية، بداية الشهر الماضي، مفاوضات مع المسؤولين الكورسيكيين، بقيادة جان غي تالاموني، رئيس برلمان كورسيكا، وجيل سيميوني، رئيس المجلس التنفيذي المطالب بالحكم الذاتي، واللذين استقبلها، قبل نحو أسبوعين، رئيس الحكومة الفرنسية إدوار فيلب.

وعلى ما يبدو  لم يثمر  اللقاء المذكور عن شيء، إذ أوضح القادة الكورسيكيون أن أدوار فيلب لم يستجب لمقترحاتهم حول جملة من المواضيع، أبرزها قضية اضفاء الصفة الرسمية على اللغة الكورسيكية وموضوع العفو عن السجناء، ما دفعهم إلى الخروج، يوم السبت الماضي، في مظاهرة بعاصمة الجزيرة  آجاكسيو، قدرت السلطات الفرنسية عدد المشاركين فيها بنحو 6 آلاف، فيما تحدث المنظمون عن 25 ألفاً. من جانبها قدرت صحيفة لوموند التي أجرت احصاءات بنفسها عدد المتظاهرين ب 8 آلاف من أصل سكان الجزيرة البالغ عددهم 330 ألف نسمة.

 علاوة على هذه الأرقام المتضاربة، فإن  القادة الكورسيكيين اعتبروا أنهم حققوا هدفهم من هذه المظاهرة والمتمثل في “اقناع″ الرئيس إيمانويل ماكرون بـ”فتح حوار”، بعد أن رفض رئيس الحكومة “تقريباً كل مقترحاتهم”، مشددين على أن استقلال الجزيرة عن فرنسا ليس من بين مطالبهم، بل إنهم يريدون، فقط، الاعتراف بخصوصيتها وإدراج ذلك في الدستور الفرنسي. وكذلك يطالبون، على غرار جزر كاليدونيا الجديدة والمارتينيك الفرنسية، بمنح جزيرة كورسيكا وضعاً ضريبياً واجتماعياً خاصاً والاعتراف بلغتها كلغة رسمية أخرى وتقريب السجناء الكورسيكيين. لكنهم أيضاً يؤكدون على أن حصولهم،  في مرحلة لاحقة، على “وضع حقيقي لحكم ذاتي” سيشكل أمراً جيداً.

المصدر : وكالات