لبنانيات >أخبار لبنانية
سماحة السيد محمد حسن الأمين.. سيد العاشقين والثائرين والصابرين
سماحة السيد محمد حسن الأمين.. سيد العاشقين والثائرين والصابرين ‎الأحد 11 04 2021 14:19
سماحة السيد محمد حسن الأمين.. سيد العاشقين والثائرين والصابرين

د. محمد أبو سمره*

تبكيك فلسطين وشعبها، التي احببتها واحبتك، ياسيد العاشقين والثائرين والصابرين، سماحة السيد محمد حسن الأمين..

تتوالى الفواجع والأحزان والآلام علينا، وتحمل لنا الساعات والأيام المتتاليات بين ثناياها الأخبار المحزنة، وتفجعنا برحيل العظماء والأعلام الكبار والأحبة واحداً تلو الآخر.. 

وهاهو الفيروس اللعين يخطف من بين نياط قلوبنا، وأشفار عيوننا،  العالم العلاَّمة الجليل، المجتهد الكبير، المفكر المجدد، والشاعر الرقيق المبدع المتألق سماحة السيد محمد حسن الأمين، أحد كبار العاشقين والمناصرين لفلسطين والمدافعين عن قضيتها وثورتها.

لقد كانت فلسطين المظلومة حاضرةً لديه منذ مقتبل عمره، حيث انخرط وقاتل في صفوف ثورتها المجيدة، وناضل من أجل تحرير فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك، وجميع الأراضي العربية المحتلة..

كانت فلسطين قضيته الأولى، وقدم لها ومن أجلها الكثير.. الكثير، مثلما قدَّم  لبلده الرائع لبنان ومقاومته الباسلة، وكانت فلسطين في وعيه هي لبنان، ولبنان هو فلسطين، كان فلسطينياً عروبياً حتى النخاع، وكان مجدداً وسطياً مستنيراً وحدوياً حتى النهاية، ناضل من أجل وحدة الامة ووسطيتها وعدالتها، ومن أجل نصرة كافة قضايا الأمة.

وبرحيله المؤلم والمفجع تخسر فلسطين وقضيتها العادلة واحداً من أعظم وأروع العلماء الأجلاَّء  وأكثرهم نصرةً وانتصاراً لقضيتها ومظلوميتها وعدالتها.. 

مولانا الرائع، العالم الجليل، الشاعر الجميل، الفارس الشجاع المقدام، الصديق الصدوق، الطاهر النقي ،  الجريء بقول وموقف وكلمة الحق، الثائر المقاتل حتى الرمق الاخير،  وسيدنا سماحة العلاَّمة محمد حسن الأمين، اليوم تبكيك فلسطين التي عشقتها وأحببتها وناضلت وكافحت لأجلها، تبكيك فلسطين التي بادلتك الحب بالحب، والعشق بالعشق، والشوق بالشوق..

تبكيك القدس وهي تفتح ذراعيها بانتظار قدومك وقدوم قوافل العاشقين.. فلقد كانت ثقتك في النصر ، تجعلنا نتلمسه بأطراف أصابعنا، ونترقبه مع فجرِ كلَّ يومٍ جديدٍ.. نترقبه معك ونحن نرنو معك بعيوننا نحو بيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك ويافا وحيفا وعكا وعسقلان، ولكنك سيدي استعجلت الرحيل، فهذا موسم الأحزان والفواجع ورحيل مواكب الأحبة والعارفين العاشقين واحداً تلو الآخر، ولانملك، إلا ان نقول أمام قدر الله : إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.

 

*رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني 

المصدر : جنوبيات