بأقلامهم >بأقلامهم
عبس.. وكفّ العدس"!
عبس.. وكفّ العدس"! ‎الثلاثاء 11 10 2022 09:35 القاضي م جمال الحلو
عبس.. وكفّ العدس"!

جنوبيات

إنّها قصّة المثل الشعبيّ "كفّ عدس":

يُحكى أنّه في قرية صغيرة كان هناك شابّ وفتاة عاشقَيْن حتّى الثمالة، ويسكن كلّ منهما بجانب الآخر، وقد وصل حبّهما الشديد حدّ الوله!

ولكنّ والد الفتاة لم يوافق أن يزوِّج ابنته من ذلك الشّابّ، وكان يريد أن يزوّجها لابن عمّها.
بيد أنّ الحبيبَين المغرمَين بقيا يتقابلان بشكل يوميّ حيث تصعد الفتاة إلى سطح المنزل متحجّجةً بتنظيف العدس من الحصى والقشّ، فيأتي ذلك الشابّ ليتبادل الكلام المعسول مع حبيبته، وطبعًا بدون علم والدها. 

واستمرّا على هذا المنوال فترة طويلة من الزمن، إلى أن رآهما ذات يوم ابن عمّها (الذي كان يريد الزواج منها) فذهب وأخبر والدها بما رأى، فجُنّ جنون الوالد. ومن فوره استلّ سكّينًا وصعد إلى السطح (وقد نوى قتلَ الشابّ)، وعندما رآه الشابّ، وقد بدا الشرّ في عينه، والسكّين في يده، حتّى ملأ كفَّيه بالعدس الموجود على السطح، (الذي كانت تتحجّج حبيبته به لتصعد إليه) وقفز من سطح المنزل، وأخذ يجري، فقفز والد الفتاة وراءه وركض خلفه. 

فرأى أهل القرية "المشهد غير مكتمل": مجرّد شاب يحاول الهروب وفي يده بعض العدس، بينما رجل بيده سكّين يجري وراءه!
وكلّما رأى أحدهم المنظر يتعجّب ويقول: "من أجل بعض العدس سوف يُقتل الشابّ"؟!
وكان والد الفتاة يسمع كلمات أهل القرية، ولكنّه غير قادر على قول ما حدث كي لا يسيء إلى سمعته وسمعة ابنته.
وبعدما هرب الشابّ، عاد والد الفتاة فسمع كلمات أهل القرية مجدّدًا، وعندها قال الجملة الشهيرة: 

(اللي بيعرف بيعرف، واللي ما بيعرف بيقول كفّ عدس!)
ومنذ ذاك اليوم وهذا المثل الشعبيّ يُقال بين الناس، وخصوصًا عندما يُلقي أحدهم اللوم على شخص آخر لفعل شيء لا يُعرف سببه الحقيقيّ والذي ربّما يصعب البوح به.
أمّا ما تفعله الطغمة الحاكمة بالشعب المسكين في جمهوريّة كونكان الديمقراطيّة فيصدق فيها هذا المثل: "اللي بيعرف بيعرف، واللي ما بيعرف بيقول كفّ عدس"!

عبس..."فالج لا تعالج"... 

 

المصدر : جنوبيات