عام >عام
الاتصالات تثمر تجميداً لبناء الجدار في محيط عين الحلوة
الجيش: ما يجري سور لمنع تسلّل الإرهابيين من وإلى المخيّم
الاتصالات تثمر تجميداً لبناء الجدار في محيط عين الحلوة ‎السبت 26 11 2016 10:37
الاتصالات تثمر تجميداً لبناء الجدار في محيط عين الحلوة
السفير أشرف دبور مستقبلاً وفد "تحالف القوى الفلسطينية"

هيثم زعيتر

أثمرت الاتصالات واللقاءات التي جرت بين قيادات لبنانية رسمية وروحية وحزبية وأمنية والفصائل والقوى والقيادات الفلسطينية توصّلاً إلى تجميد بناء الجدار في محيط مخيّم عين الحلوة.
وأكدت مصادر مطلعة "أنّ التركيز منصب على دراسة أفضل السُبُل للعمل على إغلاق الطُرُق التي يستغلها المطلوبون، ومَنْ يريد تنفيذ عمليات أمنية، للدخول والخروج من وإلى المخيّم، حيث تمَّ التوافق على أنْ تضع القوى الفلسطينية تصوّراً بشأن تعزيز الأمن ومنع استقلال المخيّم من أي أعمال أمنية توتيرية".
قيادة الجيش
* وعلى الأثر، صدر عن قيادة الجيش بيان أشار فيه إلى أنّه "توضيحاً لما جرى تداوله مؤخراً حول إقامة جدار عازل في محيط مخيم عين الحلوة، تؤكّد قيادة الجيش عدم وجود أي قرار بإقامة هذا الجدار بين المخيم ومحيطه، وما يجري تنفيذه حالياً هو سور حماية في بعض القطاعات التي لا تشرف على التجمعات السكنية والمنازل في داخله، ويهدف إلى الحفاظ على سلامة المخيم ومنع تسلّل الإرهابيين إليه أو الخروج منه، بالإضافة إلى إغلاق الأنفاق المؤدية إلى بساتين المواطنين، كما أن هذا الموضوع قد جرى الاتفاق عليه خلال اجتماعات عقدت مسبقاً بين مسؤولي الفصائل الفلسطينية ومديرية المخابرات، وتشير هذه القيادة إلى أن جميع مداخل المخيم هي مفتوحة أمام حركة مرور الأشخاص والسيارات، والعمل جارٍ على تسهيلها إلى الحدّ الأقصى".
اجتماع السفارة
* وفي هذا الإطار، استقبل سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور أمس، وفداً قيادياً من "تحالف القوى الفلسطينية" ضمَّ أمين سر التحالف محمد ياسين، ممثل حركة "حماس" في لبنان علي بركة، ممثل الجبهة الشعبية - القيادة العامة أبو عماد رامز، ممثل جبهة النضال شهدي عطية، ومسؤول العلاقات السياسية لحركة الجهاد الإسلامي شكيب العينا بحضور قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في لبنان صبحي أبو عرب وقائد القوة الامنية المشتركة اللواء منير المقدح.
واستعرض المجتمعون الأوضاع الفلسطينية في لبنان واشادوا بالجهود التي بذلت لمعالجة قضية الجدار حول مخيم عين الحلوة، وبالتجاوب اللبناني لحل هذه المشكلة، وأكدوا على تعزيز العلاقات الأخوية اللبنانية الفلسطينية، معبِّرين عن ارتياحهم للتفاهم اللبناني الفلسطيني واعتماد لغة الحوار بين الإشقاء لمعالجة كافّة الإشكالات.
كما شدد الجانبان على تفعيل العمل الفلسطيني المشترك، ووضع اليات لحفظ الأمن والاستقرار في المخيمات الفلسطينية في لبنان، وخصوصاً في مخيم عين الحلوة، موجّهين التحيَّة لشعبنا الفلسطيني الصامد في لبنان الذي التزم قرار القيادة السياسية الموحدّة.
مسيرة عين الحلوة
* وفي السياق، وبدعوة من الفصائل الفلسطينية والقوى الإسلامية والوطنية أُقيم اعتصام جماهيري حاشد رفضاً لبناء الجدار، بعد صلاة الجمعة أمام مسجد النور، وشارك في الاعتصام ممثلون عن القوى الإسلامية والوطنية في عين الحلوة ووفود لبنانية من مدينة صيدا الشقيقة واللجان والهئيات والتجمعات الشبابية وحشد غفير من أبناء المخيم.
وكانت البداية بكلمة الدكتور بسام حمود نائب المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان، الذي أكد أن المخيم جزء لا يتجزأ من مدينة صيدا وهو بمثابة حي من أحيائها، فالعلاقة التي تربطه بالمدينة علاقة قوية ومتينة مبينة على أساس الأخوة والصداقة والشراكة.
واستنكر الدكتور حمود الخطوة التي اتخذت باقامة الجدار العازل في محيط عين الحلوة والتي من شأنها ان تضرب العلاقة الأخوية بين المخيم ومدينة صيدا ولها انعكاسات سلبية على سمعة لبنان، فقد يتم وصفه بالعنصرية بسبب هذه الخطوة وهذا ما لا نرضاه على بلدنا. 
وأضاف حمود: يجب على الدولة اللبنانية التعامل مع القضية الفلسطينية في المخيم بعيداً عن البعد الأمني والنطر اليها من ناحية اجتماعية وانسانية وتنموية، وقال حمود بأن الجيش اللبناني يملك الحكمة الكافية للتعامل مع قضية المخيم بالتعاون مع الفصائل الفلسطينية بما لا يضر بمصلحة المخيم وأهله.
فيما وجّه الشيخ بسام كايد رئيس "رابطة علماء فلسطين" في لبنان التحية إلى المسؤولين اللبنانيين في مدينة صيدا الذين وقفوا مع الشعب الفلسطيني داخل المخيم واعربوا عن رفضهمبناء الجدار، مشددا على أنّ المخيم لم يكن يوماً مصدر ازعاج للجوار اللبناني وعلاقة الثقة القوية بين الجانب الفلسطيني واللبناني تشهد بذلك، وشدد الشيخ كايد على ضروة ازالة الجدار وليس إيقاف العمل به فقط، لأن الجدار في العادة يبنى بين الأعداء ولكننا شعب واحد وأصحاب قضية مقدسة.
وختام الاعتصام كان بكلمة للشيخ جمال خطاب أوجز فيها أهم المطالب، وهي التالية: أولاً: دعوة الدولة اللبنانية الى ضرورة التراجع عن بناء الجدار والعمل على بناء الثقة وبلورتها مع الجانب الفلسطيني.
 ثانياً: ضرورة التركيز على الجانب الاجتماعي والإنساني في التعامل مع القضية الفلسطينية في المخيم.
 ثالثاً: العمل على تنظيم حوار سياسي مع الدولة اللبنانية لطرح المشاكل وإيجاد الحلول لها بما يناسبالطرفين الفلسطيني واللبناني.
 رابعاً: العمل على إيجاد إجراءات أخرى في معالجة القضايا لا تشكل ضرراً على مصلحة المخيم وأهله.
ووجه الشيخ خطاب هذه المطالب إلى الحكومة اللبنانية كونها صاحبة الشأن والقرار في الدولة اللبنانية.
هذا، وعقد لقاء على هامش الاعتصام لكافة القوى الفلسطينية واللبنانية التي شاركت في الاعتصام في مركز النور الإسلامي للتدوال في الخطوات التالية من لقاءات وتحركات سلمية بهدف الضغط لتوقيف بناء الجدار وإزالة ما تم بناؤه.
القيادة الفلسطينية الموحّدة
* وصدر عن القيادة الفلسطينية الموحّدة في لبنان بيان جاء فيه: "بناء على التحركات والجهود التي بذلتها القيادة الفلسطينية خلال الأيام الماضية، لوقف العمل ببناء الجدار الإسمني حول مخيم عين الحلوة، والتي كان آخرها اللقاء الذي عُقد أمس بينها وبين مدير المخابرات في الجنوب العميد الركن خضر حمود في مكتبه، يهم القيادة الفلسطينية الإعلان عن يلي:
1-  تم إبلاغنا رسميا صباح اليوم (أمس) من قبل العميد خضر حمود بأن قيادة الجيش تجاوبت مع مطلب القيادة الفلسطينية الموحدة وأوقفت العمل ببناء الجدار.
2- ستعمل القيادة الفلسطينية خلال الأسبوعين القادمين على إعداد تصور شامل للتعامل مع الوضع الأمني في المخيمات وخصوصا في مخيم عين الحلوة، بما يحقق الأمن والإستقرار في المخيم والجوار.
3- تشكر القيادة الفلسطينية قيادة الجيش ومديرية المخابرات  على تجاوبهم في توقيف العمل ببناء الجدار، كما تشكر كل القيادات اللبنانية التي دعمت مطالب الشعب الفلسطيني بهذا الخصوص.
4- نوجه تحية لشعبنا الفلسطيني بكل مكوناته، الذي دعم موقف القيادة الفلسطينية ووقف الى جانبها وعبر عن رفضه للجدار بشكل سلمي وحضاري.