عربيات ودوليات >أخبار دولية
حرائق الغابات في كندا تؤجّج نظريّة مؤامرة في الإنترنت حول "إرهاب بيئي"
حرائق الغابات في كندا تؤجّج نظريّة مؤامرة في الإنترنت حول "إرهاب بيئي" ‎السبت 10 06 2023 12:07
حرائق الغابات في كندا تؤجّج نظريّة مؤامرة في الإنترنت حول "إرهاب بيئي"

جنوبيات

 

في الوقت الذي تخشى #كندا من مواجهة أسوأ موسم #حرائق غابات في تاريخها، انتشرت نظرية مؤامرة عبر الإنترنت تزعم أن ناشطين بيئيين أشعلوا بعض الحرائق عن عمد.

كتب ماكسيم بيرنييه، وهو وزير خارجية سابق أصبح زعيم حزب هامشي، على تويتر في 5 حزيران "أراهن على أن جزءا كبيرا من حرائق الغابات المستعرة في كل أنحاء البلاد بدأها إرهابيون مدافعون عن البيئة يريدون إعطاء حملتهم المناخية بعض الزخم".

خلال العام الحالي، 2023، شهدت كندا أكبر حرائق غابات مقارنة بالفترة نفسها من الأعوام السابقة، مع احتراق أكثر من ثلاثة ملايين هكتار وإجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص.

وعلى "تيك توك"، يفيد مقطع فيديو شوهد 20 ألف مرة حتى الآن، أن الحرائق في نوفا سكوشا أُشعلت "عمدا للدفع بأجندة تغير المناخ".

كذلك، تكهّن مقال صحافي بأنه نظرا إلى أن 90% من حرائق ألبرتا قد تكون "من صنع الإنسان"، هناك احتمال أن يكون "إرهابيون بيئيون" وراءها.

ومع انتشار حرائق الغابات في كيبيك، تساءل البعض كيف يمكن أن تندلع كل الحرائق في اليوم نفسه. وألقى مقطع فيديو نشر على فايسبوك وحصد أكثر من مليون مشاهدة باللوم في الحرائق على "هجوم إرهابي".

لكن كارين بيليتييه من وكالة الحماية من حرائق الغابات في المقاطعة قالت إن الأسباب ما زالت قيد التحقيق.

وأوضحت أن "الكثير منها يسببها البشر، لكنها تكون في معظمها حوادث" عرضية، مشيرة إلى أن الصواعق الأخيرة هي المسؤولة عن العديد من حرائق الغابات في كيبيك.

وقالت هيئة "ألبرتا وايلدفاير" لوكالة فرانس برس إنه ما لم يكن هناك برق، فإن الحريق يصنف على أنه من صنع الإنسان. وهذا لا يعني حصرا حريقا متعمدا.

وأوضحت الناطقة باسم الهيئة ميليسا ستوري أنه "قد تكون مرتبطة بأسباب عامة بما فيها الزراعة أو الصناعات الحرجية أو خطوط الكهرباء أو صناعة النفط والغاز أو السكك الحديد".

وقال مسؤولو نوفا سكوشا أيضا إنهم ما زالوا يحققون في أسباب اندلاع الحرائق في المقاطعة والتي يعتقد أنها من صنع الإنسان.

من جهتها، أشارت هيذر فيربيرن الناطقة باسم مكتب هيئة الإطفاء في نوفا سكوشا "قد تكون الحرائق التي يتسبب فيها الإنسان عرضية أو مقصودة أو غير محددة. بالتأكيد نحن نشهد تأثيرات تغير المناخ التي قد تزيد من خطر اندلاع الحرائق".

- رواية كاذبة -
حاول أصحاب نظريات المؤامرة مرارا أن يلقوا باللوم في مواسم حرائق الغابات المدمرة على مفتعلي حرائق لديهم دوافع سياسية.

وخلال "الصيف الأسود" في أوستراليا عام 2020، استشهد مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مضلل بإحصاءات حرق عمد من العام السابق لإلقاء اللوم في جرائم غير مرتبطة بحرائق الموسم التالي.

وفي ولاية كاليفورنيا عام 2021، كان مفتعلو حرائق مسؤولين عن العديد من حرائق الغابات، لكن من دون أدلة على أنهم كانوا يدفعون بأجندة تغير المناخ، كما ادعى بعض مستخدمي الإنترنت.

وقال الأستاذ في جامعة كارلتون كريس راسل المتخصص في شؤون المناخ، إن نظرية الإرهاب البيئي ربما كان لها أساس من الحقيقة في البداية، لكن "هناك مبالغة في مدى أهميتها أو المغزى منها".

وهذه هي الحال في كندا حيث يستشهد بعض مستخدمي الشبكات الاجتماعية بتقارير حقيقية عن حرائق مشبوهة لنشر نظريات مؤامرة حول أحداث ومواقع غير ذات صلة.

- تغير المناخ -
وفي مقدّم النظريات المغلوطة، واحدة تقول إن الحكومة الكندية هي التي افتعلت الحرائق، من أجل الدفع بسياسات تغير المناخ أو لإجبار المدنيين على النزوح إلى مدن حيث يكون من الأسهل فرض "عمليات إغلاق مرتبطة بالمناخ".

وربط راسل تلك المخاوف بتوقيع كندا اتفاق باريس للمناخ الذي حذّر من أزمة المناخ الوشيكة.

وبعدما طبّقت الحكومة الليبرالية سياسة مناخية أكثر صرامة وضرائب على مدار العقد الماضي، قال راسل إن العاملين في صناعات الموارد الطبيعية الكندية اتخذوا موقفًا دفاعيًا.

وتصر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي على أن "الحرق العمد وليس تغير المناخ" هو المسؤول عن حرائق الغابات، لكن الهيئة الكندية لإدارة الموارد الطبيعية قالت للصحافيين في 5 حزيران إن موسم الحرائق هذا تفاقم بسبب الظروف الحارة والجافة والرياح.

وقال المدير العام لمركز الغابات الكندي مايك نورتون "يؤدي تغير المناخ إلى زيادة تواتر حرائق البراري وشدّتها وإطالة مواسم الحرائق".

المصدر : وكالات