بأقلامهم >بأقلامهم
"كلّ الحبّ"...
"كلّ الحبّ"... ‎الثلاثاء 31 10 2023 07:38 القاضي م جمال الحلو
"كلّ الحبّ"...

جنوبيات

الحبّ لغة عالميّة يتشارك فيها النّاس جميعًا ولو اختلفت ديانتهم او إثنيّتهم، ومهما تباعدت المسافات بينهم. 

الحبّ هو شعور من الدّاخل، يتسلّل إلى سويداء القلب ليداعب الإحساس كقيثارة تنشر رذاذ نغماتها كحبّات الغيث، لتنعش النّفوس المتعبة، فتمهّد لراحة الأرواح.
 
يوضح أفلاطون حقيقة مذهبه في الحبّ فيقول: 
"الحبّ هو التّرفّع عن شوائب المادّة، والسّموّ إلى نورانيّة الرّوح. وهو الشوق الذي يدفع إلى الحصول على المعرفة والخير والجمال. 

يبدأ المرء بحبّ الأشكال الجميلة، ثمّ يرتقي إلى حبّ النّفوس، ثمّ إلى حبّ ثمرة النّفس وبخاصّة القوانين الإنسانيّة، وينتهي في آخر المطاف إلى حبّ المعرفة لذاتها". 
أمّا أسمى أنواع الحبّ فهو الحبّ في الله، وهو أرفعها وأعلاها منزلة. وكنهه أن تكون التّقوى هي الدّاعية إلى الحبّ، ليس لأجل الدّنيا بل لأجل مرضاة الله وحسن عبادته. 
سأل أحد الشباب رجلًا حكيمًا، ما هي حقيقة الحبّ؟
أجاب الحكيم:
 اذهب يا ولدي إلى الحديقة وانتقِ أجمل زهرة، ثمّ أحضرها إليّ.
ذهب الشّابّ إلى الحديقة، وغاب لبعض الوقت، ثمّ عاد خالي الوفاض، فقال: وجدت أجمل زهرة، لكنّني آثرت البحث لعلّي أحظى بالأجمل، وواصلت التفتيش على أمل العثور على مأربي. وبعد ذلك أدركت أنّني قد تجاهلت الأفضل، وعندما عدت لآخذها لم أجدها. 
فردّ الحكيم:
 هذه هي حقيقة الحبّ. 
فالحبّ لا تقدّره عندما يكون بين يديك، ولكنّك تدرك قيمته عندما تفقده. 
وعليه،
 فإنّ ‏رؤية القلوب أفضل من رؤية العيون، لأنّ العين ترى الجميع والقلب لا يرى إلّا من يحبّ.
وها أنا أراكم بقلبي بكلّ حبّ واحترام. وأدعو الله أن يديم الودّ بيننا، ولا يحرمني أجر محبّتكم.

أسعد الله أوقاتكم بكلّ الحبّ والخير والجمال، والأمن والطمأنينة والسّلام، والأمان والاستقرار وراحة البال، والصّحّة والعافية وسلامة العقل. 

 

المصدر : جنوبيات