عادت الغريبة من عند الشيخ الرحماني الذي اعطاها ماء لكي تشربها مع البخور والعطور، كانت هادئة ونفسها لا تريد سوى من يطمئنها ويبعث فيها الأمل بالشفاء، جاء منذر متظاهرا بالإهتمام وهو في الحقيقة لا يهمه سوى نفسه وان تكون غريبة كما يريد ليس كما هي على فطرتها السليمة ، يريد ان يسحبها الى عالمه الملوث المليئ بالحقد والكراهية وإلحاق الأذى بالآخر، منذر لديه خطة محكمة يريد من غريبة المعاناة لكي يحكم قبضته عليها ، انه لم يختار فتاة عادية انه اختار فتاة تصنع من المستحيل باباً وتدخل من خلاله لصناعة عالمها الخاص عالم البراءة والمحبة .

أتى أخوها رشيد ليأخذها عند الشيخ في قرية صغيرة تدعى المنكوبين، حاول رشيد ان يقنع والدتها بالذهاب معه لكن الوالدة لم تشعر بالراحة عند رؤية الشيخ اول مرة ، قالت خذ اختك فأنا غير مقنعة بهذا العلاج ، صعدت غريبة السيارة برفقة رشيد وذهبا معاً، كانت غريبة عجولة ولا تملك الصبر فهي تريد ان تشفى بأي وسيلة وحاول رشيد بحكمته تهدئة غريبة  ، عند وصولهما أدخل رشيد اخته الى منزل الشيخ فهو قلق عليها ويريدها ان تعود لطبيعتها .
جلست الغريبة على الأريكة وأخذ الشيخ يقرأ سورة من القرآن على رأس الغريبة وهي سورة الجن : ( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ  وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4))  
ما ان سمعت غريبة القرآن حتى هدأت ورجعت الى المنزل برفقة رشيد، الذي حاول ان يتحدث معها في طريق العودة قائلاً:  
ان المشعوذ قد ألحق بك الأذى، فالأحجبة وقضية حرقها لم يكن بالسهل عليك ، لا اعرف من اين اتى منذر بذاك المشعوذ .
قالت الغريبة: لا أعرف يا أخي فلو لم اذهب الى المشعوذ لكنت استطعت ان ادرس واجري الإمتحان في الجامعة .
قال رشيد لا بأس يا غريبة المهم ان تستعيدي عافيتك الآن وتصبحين قادرة على المواجهة.  
وصلت غريبة المنزل وسألتها والدتها عن زيارة الشيخ وأجابتهاغريبة وهي تعلم في سرها ان والدتها ترى من منذر الرجل المثالي فلديه المال وابنتها سترتاح معه ولا تعلم بأن الكوخ الذي فيه روح افضل ألف مرة من قصر خاوي من الروح.فهل ستشفى غريبة وماذا سيطلب الشيخ من رشيد في الزيارة الأخيرة عنده ؟
"الغريبة"