بأقلامهم >بأقلامهم
أيُّ تيهِ نحنُ فيهِ...!



جنوبيات
أيُّ تيهِ نحنُ فيهِ؟
خرائطُنا ممزّقةٌ،
تتبعثرُ في جيوبِ الغزاة،
ونحنُ نبحثُ عن ظلِّ وطنٍ
في أرشيفِ النكباتِ المؤجلة....!
***
أيُّ تيهِ...
وهذي البلادُ التي أُكلتْ مرّتين،
ما زالَ عَظمُها يُطحنُ
تحتَ أضراسِ التواطؤِ الدوليّ،
ومجالسِ الطينِ المقدَّس....!
***
أيُّ تيهِ...
ونحنُ نغنّي لفجرٍ
لا يأتي،
ونصحو على بياناتٍ
تغسلُ عارَ الهزائمِ
بماءِ التمنّي...!
***
هنا...
تتناحرُ المواقفُ في الزقاق،
ويعلو دخانُ الوجعِ
من نارِ الأخوةِ حينَ تنطفئ،
والشهداءُ بلا كفن،
يمدّونَ يدَ السُؤالِ
لرفاقِ الحُلْمِ:
من منكم استبدلَ النشيدَ
بخطابٍ يُرَتَّقُ في أروقةِ الغياب؟
من باعَ اتّجاهَ البوصلة
ليُرضي ريحًا
لا تعرفُ القدس ....؟
***
هناك...
يبتسمُ السفّاحُ على منصةِ الأمم،
يرفعُ علمَ المجزرةِ
ويصافحُ موتَنا
نيابةً عن نظامٍ عالميٍّ
يمنحُ الغزاةَ براءةَ الإبادة...!
***
نحنُ؟
نُقسمُ ألّا ننسى،
ثمّ ننسى...
نُلقي دمَنا في عُلبةِ الاقتراعِ،
ونسألُ: من ربحَ هذا التيه ....؟
***
أيُّ تيهِ نحنُ فيهِ...
حينَ يصيرُ التاريخُ مائدةً للغُزاة،
ويصيرُ الطفلُ حجّةَ الرصاصة،
ويصيرُ المخيمُ
خارطةً تختنقُ بالانتظار ....!
***
لكننا...
لم نُولدْ من وهمٍ،
ولم نُودِعْ أرواحَنا
في خزائنِ العبث،
نحنُ مشاةُ الحُلْمِ،
نحملُ في أكتافِنا
ظلالَ دولةٍ تنبتُ من العدم،
من شقوقِ الجدار،
من شَفَةِ القصيدة،
من شهقةِ أمٍّ
تُلقي على طفلِها
اسمَ فلسطين وتبتسمُ.
***
نحنُ الذين نعرفُ الطريق،
وإن ضاعَ في الرملِ صوتُ المؤذن،
فإنّ القلبَ ما زالَ
ينبضُ جهةَ القدس ..!
د. عبدالرحيم جاموس
الرياض 1/5/2025 م
Pcommety@hotmail.com