عام >عام
رهان فلسطيني على مصالحة «فتح» و«حماس» لتشكيل مرجعية تتولى الامن في عين الحلوة
رهان فلسطيني على مصالحة «فتح» و«حماس» لتشكيل مرجعية تتولى الامن في عين الحلوة ‎الخميس 28 09 2017 11:52
رهان فلسطيني على مصالحة «فتح» و«حماس» لتشكيل مرجعية تتولى الامن في عين الحلوة


بدا من موجات التفاؤل السائدة في الساحة الفلسطينية، وما يتفرع منها في  مخيمات لبنان، ان المصالحة بين حركة «فتح» وسلطتها في رام الله من جهة، وحركة «حماس» وحكومتها في قطاع غزة، ماضية في طريقها لتبصر النور، فثمة مؤشرات  تؤكد على ان الفلسطينيين يتجهون، وبحماسة، نحو انهاء الانقسام الداخلي الذي صدَّع ساحتهم، بفصائلهم المتنوعة ومخيماتهم المتوزعة في دول الشتات، سيما وانها مصالحة بين حركة «فتح» التي تعتبر حزب السلطة في رام الله وحركة «حماس» التي مثلت في السنوات الماضية  حكومة قطاع غزة، وهذه المرة برعاية راع اقليمي جديد تمثله مصر التي نجحت في معالجة ملف معقد شغل الشارع الفلسطيني لسنوات، من دون ان تبادر عاصمة عربية الى التعجيل في معالجته، بما يعزز الساحة الداخلية وانهاء الانقسام.
وترى مصادر متابعة للملف، ان مصالحة «حماس» و«فتح»، سيريح الواقع الفلسطيني داخل المخيمات في مخيمات الشتات، وبخاصة في مخيمات لبنان، وسيؤثر ايجابا، وبصورة مباشرة على الجهود التي تبذل لصياغة رؤية واضحة في معالجة الوضع الامني في عين الحلوة، بتنسيق وتعاون كاملين بين الجانبين اللبناني والفلسطيني، تكون فيه القيادات الفلسطينية هي صاحبة المبادرة في طي الملف الامني في المخيم، من خلال تسليم المطلوبين المرتبطين بجماعات ارهابية، ولان للتفجيرات الامنية التي سجلت على مدى السنوات الماضية مؤثرات اقليمية تتجاوز الحسابات الفلسطينية، تؤكد المصادر على اهمية خطوة المصالحة الفلسطينية وانعكاسها المباشر على الواقع الفلسطيني في مخيمات الشتات والدول المضيفة، ومنها لبنان الذي تشكل المخيمات فيه ثغرة كبرى في تنظيم العلاقات اللبنانية ـ الفلسطينية وعامل عدم استقرار في هذه العلاقات.
تُجمع الاوساط الفلسطينية في مخيم عين الحلوة،  على ان انهاء الانقسام الفلسطيني، بعد المصالحة «الحماسية» ـ «الفتحاوية»، من شأنها ان تكون حافزا لتمتين الاوضاع الامنية في المخيمات، وتُنهي صفحة من الاحتقان والشحن عاشته الساحة الفلسطينية في الداخل الفلسطيني وفي مخيمات الشتات، الامر الذي يقطع الطريق امام العديد من التأثيرات الخارجية التي ما تزال تملك الامكانيات الكفيلة بادخال المخيم في موجة اشتباكات جديدة، انسجاما مع اجندات وافدة من الخارج، فضلا عن انها سترسم علاقات جديدة ومحصنة بين الدولة اللبنانية ومؤسساتها السياسية والامنية والعسكرية، تؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات الخالية من اية تشنجات جراء تفلت جماعات مسلحة داخل مربعات امنية في المخيم، تأوي مطلوبين للجيش اللبناني، ما يشكل حالة شاذة لا يقبلها الفلسطينيون ولا هي باتت مقبولـة من الجـانب اللبـناني.
واذا كانت المفارقة في المصالحة الفلسطينية، ان الخطوات الاولى للمفاوضات من اجل تحقيقها، تمت في دمشق قبل اندلاع ما سُمي بـ «الربيع العربي»، حيث كانت العاصمة السورية الملجأ الآمن لحركة «حمـاس» بعد تصاعد حدة الحصار القاسي الذي نفذته عواصـم دول عربية واقليمية تناغمت مع حملات ادراج الحركـة في لوائح الارهاب لدى عواصم دولية، لتزيد من التـأثيرات الخارجية على الواقع الفلسطيني المنقسم وتأجيج الصراع في ساحته، لينتهي المطاف بمبادرة مصريـة تكون فاتحة لعلاقات جديدة بين مصر والفلسطينيين، فانها تلقى ترحيبا رسميا لبنانيا، انطلاقا من كونها تقوي الساحة الداخلية للقيادة الفلسطينية في لبنان، لتعجل في تشكيل مرجعية سياسية وامنية داخل المخيمات تتولى الامساك بالملفات المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، ومعالجة قضاياها الامنية، وبخاصة الملفات الامنية الحاضرة بقوة اليوم، في ضوء ما كشفته الاجهزة الامنية اللبنانية من شبكات مرتبطة بالتنظيمات الارهابية يقيم افرادها داخل مخيم عين الحلوة، اضافة الى الضرورة التي تتطلبها معالجة ملف المطلوبين اللبنانيين والفلسطينيين، بعد مطالبة ملحة من الجهات الامنية والعسكرية اللبنانية للقيادات الفلسطينية، كل ذلك سيفتح الطريق لحوار لبناني ـ فلسطيني جاد، نحو تنظيم الوجود الفلسطيني في لبنان، وتقديم التسهيلات الحياتية والاجتماعية التي يحتاجها الالاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في مسلسل من المعاناة لا ينتهي.

 «حماس».. نحو تطبيع علاقاتها بالحلفاء الطبيعيين 

وعلى خط مواز، نجحت حركة «حماس» في تطبيع علاقاتها مع شبكة من «الحلفاء» والاصدقـاء، ربطتها معها علاقات طبيعية ومنطقية منسجـمة مع ملـف القضية الفلسطينية كأولوية للفلسطينيين، وتظهّر هذا الاتجاه بعد ان انهت الحركة عملية تجـديد قيـاداتها، غداة جملة من المتغيرات في الساحتين الفلسطينية والاقليمية، فاقتحمت الابواب المغلقة مع سلطة الحكم الذاتي في رام الله ورئيسها محمود عباس، وشقـت طريـق المصالحة الفلسطيـنية، بعد سنـوات من الانـقسام الذي ترجمته سلطتان، حكومة «حماس» في قطاع غزة، والرئاسة الفلسطينية الفتحاوية في رام الله، فالمصالحة باتت اليوم، بنظر الفريقين، ضرورة فلسطينية وان جاءت بمبادرة مصرية، ظهرت بقوة مع عودة العلاقات المصرية ـ الحمساوية الى طبيعتها، وطي صفحة مرحلة التأزم في العلاقات والاستنفارات السياسية المتبادلة وادراج «حماس» في لائحة الارهاب المصرية،  وما حملته مرحلة حكم الاخوان المسلمين في مصر من تداعيات على مجمل الواقع الفلسطيني، فضلا عن تصدعات عدة اصابت العلاقات بين «حماس» وساحات عربية، وفي مقدمها دمشق على خلفية الحرب التي دارت في مخيم اليرموك الفلسطيني القريب من العاصمة السورية.
وتلفت مصادر متابعة للشأن الفلسطيني، سيما الخطوات التي خطتها «حماس» باتجاه حلفائها الطبيعيين، الى ان علاقة الحركة مع «حزب الله»، وان اصيبت ببعض النكسات على خلفية الرؤية من احداث «الربيع العربي» وبخاصة في سوريا، الا انها بقيت قائمة، وكشف القيادي  في الحركة على البركة .. ان العلاقة مع «حزب الله» لم تتصدع، وهي متواصلة، لافتا الى ان قياديي «حماس» التقوا امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله ثلاث مرات خلال السنوات الخمس الماضية، ما يدلل على حرص الطرفين على التمسك بالعلاقة، انطلاقا من ان الفصيلين يشكلان مقاومة ضد عدو واحد.. واحتلال واحد.. في جبهتين حيويتين لبعضهما، بالمقابل، بقي خطاب «حزب الله» تجاه حركة «حماس» يحرص على العلاقة معها، كفصيل فلسطيني مقاوم.

المصدر : الديار - محمود زيات