ثقافة وفن ومنوعات >ثقافة وفن ومنوعات
أجمل بلد هو الوطن الحُرّ الذي لا يحكمه الجهلة!
أجمل بلد هو الوطن الحُرّ الذي لا يحكمه الجهلة! ‎الأربعاء 1 09 2021 12:39 القاضي م جمال الحلو
أجمل بلد هو الوطن الحُرّ الذي لا يحكمه الجهلة!

جنوبيات

يُحكى في زمنِ الحنينِ أنّ أحدَ السلاطين سَمِع مقولة مفادها أنّ في السّوق جارية يتجاوز سعرها سعر مئة جارية. فأرسل يستقدمها ليرى ما الذي يميّزها عن سواها.

فوقفت أمامه بشموخ وشمم لم يعهده من الجواري الأخريات.

فسألها: لماذا سعرك غالٍ يا فتاة؟

أجابت: لأنّي أتميّز بالذكاء.

أثار كلامُها فضولَه فقال: سأطرح عليك بعض الأسئلة، إن أجبتِ عليها أعتقتك، وإن لم تجيبي قتلتك.

فردّت بثقة كبيرة: اسأل وسأجيب.

فقال: ما هو أجمل ثوب وأطيب ريح وأشهى طعام وأنعم فراش وأجمل بلد؟

التفتت الجارية إلى الحاضرين وقالت حضّروا لي متاعًا وفرسًا فإنّي مغادرةٌ هذا القصر وأنا حُرّة!

أمّا أجمل ثوب فهو قميص الفقير الذي لا يملك غيره فإنّه يراه مناسبًا للشتاء والصيف.

وأطيب ريح هي رائحة الأمّ حتّى وإن كانت نافخة النار في حمام السوق.

أمّا أشهى طعام فما كان على جوع فالجائع يرى الخبز اليابس لذيذًا.

أمّا أنعم فراش فهو ما نمتَ عليه وبالك مرتاح، فلو كنت ظالمًا لرأيت فراش الذهب شوكًا من تحتك.

سارت نحو الباب فناداها السلطان: لكنّك لم تجيبي على سؤالي الأخير!

التفتت وقالت: أجمل بلد هو الوطن الحرّ الذي لا يحكمه الجهلة.

"أجادت الجواب فنالت حريّتها".

نعم صدقتِ أيّتها الجارية، إنّ أجمل بلد هو الوطن الذي لا يحكمه الجهلة. فمتى نكون كتلك الجارية فنستحقّ أن نُعتق وننال حريّتنا وننعم ببلد لا يحكمه الجهلة؟

وعلى أمل... علينا أن نتقن العمل...

وعندئذ حدّث ولا تسل!

المصدر : جنوبيات