عام >عام
كل ما نواجهه في حياتنا ليس سوى انعكاسًا لداخلنا
كل ما نواجهه في حياتنا ليس سوى انعكاسًا لداخلنا ‎الأحد 12 12 2021 20:04
كل ما نواجهه في حياتنا ليس سوى انعكاسًا لداخلنا


قد تمر بأحداث وظروف تزعجك جداً وتقابل أشخاص يسببُ لك الغضب والتوتر، ولا تستطيع أن تتخلص من كل هذه الأمور التي تزعجك. وأحياناً قد تتكرر معك الأحداث ولكن بصيغة جديدة وأشخاص آخرون، وتقول في نفسك: "لماذا يحدث معي ذلك الأمر؟ لماذا تتكرر معي نفس الأحداث كل مرة؟ لماذا يظهر لي هذا الشخص كل مرة؟". الجواب هو قانون الانعكاس.

ما هو هذا القانون؟ ينص هذا القانون على أن كل ما تعيشه من أحداث وكل ما تلتقيه من أشخاص هو انعكاس لما بداخلك، فتستطيع أن تعرف ما في داخلك من خلال الأحداث والأمور التي تحصل في حياتك، هل ترى الوفرة؟ فهي موجودة في داخلك، هل ترى النقص؟ فهو موجود في داخلك، هل ترى الحب؟ فهو موجود في داخلك، هل ترى الكره؟ فهو موجود في داخلك، وقس على ذلك كل شيء في حياتك، أفكارك عن الحب، الوفرة، الصحة، المال، السعادة، عن نفسك.

قانون الانعكاس قانون كوني ينص على أن جميع أفكار الفرد ومعتقداته الداخلية ستظهر في حياته الواقعية أي أن القانون عبارة عن مرآة لداخلك، ولكنها دقيقة جداً وواضحة لذلك يجب تنظيف كل السلبيات التي تراها في واقعك، من مشاعر وأفكار ومعتقدات سلبية.

أنواع الانعكاس:
انعكاس خلال اللحظة:
يحدث هذا الانعكاس معك في نفس اللحظة، مثال على ذلك: يمكن أن تفكر أن وزنك زائد وتشعر بالضيق، وخلال هذه اللحظة التي كنت تفكر فيها يأتيك شخص سواء زوج أو صديق يخبرك أن وزنك زائد. كذلك لو كنت تشعر بأنك جميل اليوم سوف يأتي شخص ويخبرك أنك اليوم في قمة جمالك وأناقتك. انتبه لتفكيرك بهذه اللحظات لأنها سوف تنعكس بنفس اللحظة.

انعكاس مخاوفك:
أي شي تخاف منه وتفكر فيه كثيراً وتعطيه طاقة سوف يظهر لك في الحياة، مثال: الشخص الخائف من الفشل يفشل والشخص الذي يخاف من المرض يمرض كثيراً، والشخص الذي يخاف من الانفصال لا تنجح علاقاته. أعد قائمة بالأشياء الذي تخاف منها وحاول ألا تفكر فيها كي لا تراها بكثرة في حياتك.

انعكاس معتقداتك:
معتقداتك لها دور كبير في تشكيل حياتك، فهي تغزو عقول الناس منذ الطفولة ومن ثم يتم تغذيتها من خلال الأحداث والمشاعر، مثال: هناك من يعتقد أنه ناجح ستراه ناجح في حياته وشخص آخر يعتقد أنه غير محبوب فتراه منعزل، وشخص يعتقد أنه لا يوجد صداقات حقيقية في الحياة فلا تجد لديه أصدقاء، أنظر إلى حياة كل شخص سوف تعرف ما هي معتقداته.

انعكاس ما تحتاج إليه وتفتقده:
نجد هذا الانعكاس في العلاقات، يبحث الفرد عما يفتقده بالخارج حتى يسد هذا النقص، من خلال الأشخاص مثال: الأشخاص الضعيفين دائماً يبحثون عن زوج أو زوجة قوية الشخصية، الأشخاص الذين لديهم شعور نقص بالمال يبحثون عن اشخاص لديهم مال سواء بالزواج أو الصداقات، والأشخاص الذين يفتقدون الحب بداخلهم دائما يتعلقون بأشخاص معينين بمسمى الحب.

انعكاس العلاقات:
نتعامل مع الكثير من الأشخاص في حياتنا وقد يظهر بعض الأشخاص الذين قد ننزعج منهم، عندما تنزعج من سلوك الآخرين راجع سلوكهم في داخلك.

قبل الحكم عليهم فكر لماذا تزعجك هذه الصفات؟ قد تكون هذه الصفة في داخلك وأنت تكرهها ولا تتقبلها فتظهر لك في حياتك عن طريق العلاقات مثال على ذلك قد يكره شخص صفة الكذب فيظهر له اشخاص كذابون في حياته، أو قد يظهر في حياتك أشخاص طاقتهم مشابهة لطاقتك اذا كنت تشعر بالحزن قد يظهر في حياتك اشخاص بائسين. فلا تغضب أو تحكم عليهم فقط أنظر بداخلك.

انعكاس الوالدين:
أن علاقات الوالدين علاقات عميقة وقوية ولها تأثير كبير على حياتنا، فالكثير عانوا منذ الصغر بوجود أب قاسي ومتسلط وعندما كبروا، ظهر في حياتهم اشخاص متسلطين أو زوج أو زوجة متسلطة، أو أم كانت تميز بين أطفالها وكان هذا الشعور يزعجك، ولكن عندما أصبح لديك أطفال، كررت نفس الأسلوب وميزت بينهم.

كيف تغير أحداث حياتك؟
تستطيع أن تغير أحداث حياتك من خلال التركيز على ما هو إيجابي أو عن طريق الموازنة بالتقبل أو تغيير ما بداخلك من معتقدات وأفكار سلبية تقف في طريق نجاحك، فلا تحاول إصلاح الانعكاس بل أصلح المصدر، وبعدها سوف يتغير عالمك الخارجي. ابدأ بعالمك الداخلي وسوف يتغير عالمك الخارجي، فأنت وحدك من يتحكم بعالمك وأنت الشخص الوحيد المسؤول عنه.

بقدر ما يكون تغييرك حقيقي لنفسك بقدر ما يكون التغيير في الواقع والأشخاص من حولك. فسوف تتلاشى السلبيات بشكل تدريجي من واقعك والأشخاص طالما أنت تعمل على تنظيف نفسك من السلبيات. ستبدأ الأحداث القديمة بالظهور مجددًا، ولكن بصيغة جديدة أو أحداث جديدة تغير مجرى حياتك، وكذلك ستلاحظ الأشخاص المحيطين بك الذين تغيروا.

قانون الانعكاس يوضح لنا أن كل شيء يظهر لنا في حياتنا ما هو إلا رسائل وتنبيهات على ما يوجد بداخلنا والإنسان الواعي والذكي يستطيع أن يفهم ويميز ما يحدث معه من خلال مراقبة أفكاره وأن يكون واعي لكل الأحداث التي تحصل معه من خلال التواجد في اللحظة الحالية، بدل من الشكوى والتذمر ولوم الأشخاص.

المصدر : جنوبيات