فلسطينيات >داخل فلسطين
محمد حامد.. الشهيد الذي خاف أن يترك حرقة في قلب أمه
محمد حامد.. الشهيد الذي خاف أن يترك حرقة في قلب أمه ‎الخميس 30 06 2022 15:35
محمد حامد.. الشهيد الذي خاف أن يترك حرقة في قلب أمه

إيهاب الريماوي

صباح الجمعة الرابع والعشرين من حزيران/يونيو الجاري نهضت تحرير حامد باكرا من نومها تتفقد أبناءها الخمسة، جميعهم نيام، باستثناء محمد الذي كان يرتدي أجمل ثيابه، استغربت أمه تصرفه، لكنه أخبرها أنه بات ليلته بكامل الأناقة.

"يمّا بدي تجوزيني"، قالها محمد وهي تسأله عن سبب ارتدائه لهذه الثياب في صباح عطلة يوم الجمعة، غير أنها طمأنته بأنها ستبحث له عن عروس بعد أربع سنوات.

كان محمد يجمع الحطب حتى يحضّر مع أصدقائه كوبا من الشاي، ولما وصل منطقة قريبة من الشارع أطلق عليه جنود الاحتلال الاسرائيلي النار، رغم أنه لم يكن يحمل في يديه شيئا، وبعد إصابته حاول أصدقاؤه سحبه، إلا أن الجنود أطلقوا عليهم النار.

أصيب محمد برصاص في منطقة الأنف، واخترقت رأسه، وبعدها اعتقل، ونقل إلى احدى المستشفيات الاسرائيلية ليعلن عن ارتقائه شهيدا فجر اليوم التالي، واحتجز جثمانه حتى مساء التاسع والعشرين من الشهر الجاري.

"كان حنونا جدا، ويبدو أنه كان لديه إحساس بأنه سيستشهد قريبا، فقبل استشهاده بأيام قال لي إنه خائف من استشهاده، لأنه سيترك حرقة كبيرة في قلبي"، تقول والدته.

محمد هو الأوسط بين اخوته، لكنه الأكثر حنية وقربا من والدته تحرير، ففي عيدها ميلادها كان أول من يتذكرها، ويجلب له الهدايا.

تضيف تحرير: "حتى أنا يغيب عن بالي أنه يوم ميلادي، يفاجئني كل عام بهدية، وحتى بعد اعتقال شقيقه أحمد في شهر رمضان الماضي، ولأنه يعرف أن هناك غصة في قلبي، وليحاول تهدئتي كان يقول لي بأنه سينزع علم الاحتلال من أي دورية إسرائيلية ويجلبه لأضعه تحت قدمي".

تتلقى تحرير اتصالا هاتفيا من شقيقتها عصر يوم إصابته تخبرها بأن محمد أصيب بقدمه، وحينها تحاول الاتصال بمحمد لكن هاتفه كان مغلقا، "أدركت أن إصابته خطيرة، كان يطلب الشهادة، ولما اتصلت اختي عرفت أنه نالها"، تقول والدته.

يعطيها قريب للعائلة ربطة يد يتوسطها علم فلسطين كان يرتديها محمد عند استشهاده، وهي بالمناسبة لشقيقه الأسير احمد، وترتديها ثم تقول: "محمد طفل، لم يكن يحمل سلاحا ولا حجرا، قتلوه بدم بارد".

محمد هو الشهيد الثاني في سلواد خلال شهرين، ففي الثالث عشر من نيسان/ أبريل الماضي ارتقى الشاب عمر محمد عليان (20 عاما) خلال مواجهات بالبلدة، وهو ذات اليوم الذي اعتقل فيه أحمد شقيق الشهيد محمد، ومنذ حرب عام 1967 ارتقى في سلواد 59 شهيدا.

المصدر : وفا