بأقلامهم >بأقلامهم
أزمة شح مياه حادّة تضرب صيدا والجوار
الحريري لخطة طوارئ حتى إيجاد الحلول
أزمة شح مياه حادّة تضرب صيدا والجوار ‎الأربعاء 26 10 2022 12:33 ثريا حسن زعيتر
أزمة شح مياه حادّة تضرب صيدا والجوار
صهاريج المياه الفرس الرابح في أزمة المياه بصيدا حجم الخط

جنوبيات

تعيش عاصمة الجنوب مدينة صيدا أزمة مياه حادة، تتراوح بين الانقطاع التام والشح الحاد منذ عدة أيام. وقد شهد عدد من أحياء المدينة ومحيطها، إضافة الى قرى وبلدات منطقة الزهراني، حركة نشطة جداً، نهارا وليلاً، للصهاريج التي تنقل المياه الى المنازل عبر شاحنات صغيرة أُعدت لهذه الغاية، وزودت بخزانات للمياه.


وتعقيباً، قال المواطن (أبو أحمد): ألا يكفي ما نعيشه من أزمات والآن أضيفت وبشكل مستمر انقطاع المياه عن بيوتنا ولا احد يسأل، نريد ان نغسل وجوهنا أقل شيء. حرام عليهم اين المسؤولين والنواب؟.

أضاف: لقد وصلت كلفة نقل المياه الى أكثر من 800 ألف ليرة لبنانية ثمن «النقلة» أو «السيترن»، وفقاً لحجم الحمولة من ليترات المياه، علماً بأن تلك الكلفة كانت لا تتعدى الـ30 ألفاً قبل الازمة، ليضاف هذا المبلغ الى الاعباء الباهظة التي يدفعها الأهالي هذه الأيام بسبب موجة الغلاء الفاحش والأسعار المتفلتة التي يشهدها لبنان حالياً، وهي غير مسبوقة، كأنه لا يكفي الأهالي ما يتكبدونه يومياً من هذه الأعباء، حتى تأتي موجة الشح في المياه وفقدانها لتزيد الطين بلّة وتكمل على ما تبقى من رمق للحياة».

إشارة الى أن هذا الشح في المياه يترافق مع تقنين حاد في التيار الكهربائي الذي يعود اليه سبب انقطاعها، إضافة الى غلاء الأسعار بالرغم من انخفاض الدولار نسبياً، وعلى الأثر أقدم مواطنون غاضبون على قطع طريق صيدا البحرية بالقرب من ميناء المدينة بالعوائق احتجاجا على انقطاع المياه منذ اكثر من اسبوع، ومثلهم  قطع محتجون آخرون عددا من الطرق في المنطقة لاسيما الطريق أمام شركة الكهرباء وفي عبرا وعند ساحة الشهداء وقبالة ميناء الصيادين، بالعوائق ومستوعبات النفايات، وطالبوا نوّاب المدينة وفاعلياتها بالتحرك السريع لحل المشاكل التي يعانون منها وفي مقدمتها مشكلة المياه والكهرباء، «لأن الوضع لم يعد يحتمل من دون مياه، وانهم يضطرون لاخذ اولادهم للاغتسال بمياه البحر»، مشيرين إلى أنّ «المدينة القديمة تعاني اصلا ما تعانيه ويزيد من وطأة المعاناة انقطاع المياه كمادة حيوية لمختلف جوانب الحياة». 

من جهته، غرّد الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد على تويتر قائلا: «أجريت الكثير من الاتصالات في الأيام السابقة وحتى اليوم مع المعنيين بشأن انقطاع المياه دون جدوى.. لماذا لا تدعو «صيدا تواجه» عبر أمانة السر وهي تمثل كل الأطراف إلى تحركات شعبية ضاغطة تعبر عن الرفض لهذا الوضع المذل بدلاً من « النق « أنا بالتصرف».
أما رئيسة «مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة» النائب السابقة بهية الحريري فأكدت في بيان، أنه» لا يمكن السكوت على ما آلت اليه أزمة انقطاع المياه في صيدا والجوار والمستمرة منذ نحو أسبوع». 

وقالت: «كأنه لا يكفي الناس ما يعانوه من أعباء تفاقم الأزمات الاقتصادية والمالية وانعكاسها الكارثي المباشر على الأوضاع المعيشية والحياتية ، ليأتي تجدد أزمة انقطاع المياه كليا ًعن الأحياء والبيوت فيثقل كواهلهم بالمزيد من الأعباء وليس اقلها كلفة شراء وتأمين المياه - اذا توافرت. والمفارقة أن هذه الأزمة تأتي في وقت يتربص بالبلاد والعباد وباء الكوليرا الذي يستدعي اعلى درجات الاستنفار الصحي والبيئي ، والذي تعتبر المياه وتوافرها ونظافتها العامل الأساسي في  مواجهته فكيف اذا فقدت من الأساس».

وختمت: «اننا اذ نقف الى جانب أهلنا في صيدا والجوار في مواجهة هذه الأزمات الحياتية المستجدة والمتفاقمة، نؤكد على أهمية ان يكون هناك موقف موحد للمدينة بكل فاعلياتها وقطاعاتها ومجتمعها المدني برفض سياسة «التعتيم» و»التعطيش» وليتم وضع كافة المؤسسات المعنية أمام مسؤولياتها في العمل على إعادة الكهرباء والمياه الى المدينة. إننا ندعو لوضع خطة طوارئ مدنية لمواجهة هذه الأزمة او التخفيف من حدتها لحين إيجاد الحلول المناسبة».

المصدر : اللواء