لبنانيات >أخبار لبنانية
"لبنان الحلو" تعرف على بلدة "جرجوع"
"لبنان الحلو"  تعرف على بلدة "جرجوع" ‎الثلاثاء 7 03 2023 14:51
"لبنان الحلو"  تعرف على بلدة "جرجوع"

جنوبيات

تتربّع جرجوع على عرش إستراتيجيّ في أسفل جبل مليتا المرتفع 840 متراً عن سطح البحر، تشرف من خلاله على منطقة واسعة من جنوب لبنان وصولاً إلى الجليل الأعلى حيث يمكن رصد منارتيّ صور وحيفا ليلاً بالعين المجرَّدة. ويطل نصفها الشّرقي على نبع الطّاسة المنبجس من أرضها في وادي جرجوع، ويشكّل مع بعض الينابيع نهر الزّهراني المشهور الذي كان يسقي صيدا قديماً. يرجّح أن معنى إسّمها هو "الأجرد" أو "الحليق" أو "الأقرع" ويفيدد الحلاقة والجّرع، أي الشّرب والنّبع والصدّ. ويبدو من باب الاقوال الشعبيّة ما فسّره أحدهم أن الإسم جاء من لفظتين: "جري" و "جوع" بعد أن وقع فيها جوع شديد قديماً، فدمجت اللفظتان.تبعد جرجوع عن بيروت نحو 70 كيلومتراً، و11 كيلومتراً عن مدينة النبطية، وترتفع 800 متر عن سطح البحر.

تحدّها عبن بوسوار وجبل مليتا من الشمال، وجبل سجد ومجرى الزهراني من الشّرق، واللويزة من الشمال الشرقيّ، وعربصاليم من الحنوب، ومن الغرب حومين الفوقا، وعين قانا من الشمال الغربيّ. تبلغ مساحتها نحو ستّة كيلومترات مربّعة. من أحيائها ومروجها: السّاحة، عين المرج، الروّيسات، الشرابيك، الظّهور، الحافّة، القليعة، الحمى، القاطع، عرض الخرّوب والبيادر.

 وتشتهر بزراعة كروم العنب والتّين والزّيتون والجّوز والتّفاح والإجّاص وبصناعة المدافئ "الصوبيات".وعلى مرتفع من ناحيتها الشّماليّة بناء قديم، من طابقين، كان فندقاً يعرف بفندق " الحاجة وردة"، تسبّبت الحرب من جهة والهجرة الجماعية التي تعرّض لها أبناء البلدة، بسبب الحرب عينها، بتضعضع قناطرها وتضرّرها، ثم فقدان أبوابه ومبتغاه. وهو اليوم آيل إلى الخراب إن لم تتدخل الأيادي البانية لإنقاذ ما تبقّى منه.

ولقدم البلدة في التاريخ، فأرضها تختزن الكهوف والمغاور في "جلّ الزوّبعة" ومنطقة " الشّير" و"الكاف"، جميعها محفورة في الصخر الصّلد، وكذلك في صخور "الحفش" على النهر "التحتاني" مقابل " المَقيل"، فضلاً عن مغارتين آخريين قريبتين من بيوت البلدة. فيها دير يحتوي على آثار قديمة وتوجد فيها نواويس ومطاحن قديمة كانت تعمل بواسطة المياه وكانت فيها مصانع فخّار وحياكة قديمة، فضلاً عن تربية دود القزّ وينتصب إلى ناحيتها الحنوبيّة الشرقيّة شير طبيعي يدعى "النقيَب" مرتفع يطل على مجرى الزهراني، تخترقه قناة يرجّح أنها رومانيّة.

ففي عدد من قرى الإقليم بنى الأولون قنوات لجرّ المياه، تتّصل بالقناة التي جرّت المياه من نبع الطاسة في أسفل جرجوع إلى صيدا، وهي التي ذكرها الأب لامنس فقال عنها: وكان الرّومان قد أدركوا نفعها، فوضعوا للزّهراني قناة عند عينه تراها منقورة في الصخّر، وهي تتّصل بقناة أخرى مبنية بالحجارة المملّطة، تتبع الوادي وتدور حول الجبل متواصلة بصيدا. ومن المرجّح أن أهل صيدا قديماً كانوا يشربون من مياه هذا النهر، فيفضّلونها على مياه نهر الأولي، ولذلك لم يأنفوا من كثرة النّفقات لجلبها من مَعينها.

وفي كتاب "قريتي جرجوع" ذكرت "قناة زبيدة": "وهي قناة تنقل المياه من نبع الطاسة إلى مدينة صيدا مخترقة شير النقيب من عراضي هارون، وتنفذ على درب باب النّقب، وتخترق بعدها "عقبة السّاقية" إلى قلعة المارد، ثم تسير مكشوفة حتى صيدا عبر منطقة "الكاف"، فأسفل الشرابيك، فاصوّان، كفرفيلا، كفرحتى، حارة صيدا.

وسميت بهذا الإسم نسبة إلى القناة التي تنقل المياه من الطائف إلى مكّة في شبه الجزيرة العربية، لخدمة الحجاج، والتي تمّ حفرها في عهد الخليفة العبّاسي هارون الرّشيد، وكان قد سمّاها بإسم زوجته "زبيدة". وكانت بهذا الإسم كذلك، قناة شرق بيروت تعرف بقناطر "زبيدة".

ومن أرضها، من مختلف النواحي، إلى نبع الطّاسة الغنيّ عن الوصف والتعريف، تتفجّر العيون والينابيع، أهمها: (شرقاً) نبع عين الضّيعة، نبع بركة الحشّاش، نبع بركة أمّ حسين، عين إم يونس إلى العديد من الجداول. (غرباً) نبع الّلآلئ، عين شعيب، عين الشّماليّة، عين البقّة، عين التّينة.

 

 

 

 

 

 

 

المصدر : جنوبيات