بأقلامهم >بأقلامهم
"لطف العبارة"!
"لطف العبارة"! ‎الاثنين 14 04 2025 18:40 القاضي م جمال الحلو
"لطف العبارة"!

جنوبيات

يقول أحد الحكماء:
"اللطف هو اللغة التي يمكن للأصم أن يسمعها وأن يراها الأعمى".
سيظلّ اليراع يكتب لكم على صفحات القلوب أروع كلمات المعزّة والاحترام، وأنقى معاني الإخلاص والوفاء، وذلك أينما كنتم، وأينما حللتم. فلا شيء يخترق "القلوب" كلطف العبارة، وبذل الابتسامة، ولين الكلام، وسلامة القصد، ونقاء القلب، وغضّ الطرف عن الزلّات، والاستبشار بما هو آت.

لذا، نرجو الله أن يجعلنا من أهل النّفوس الطّاهرة، والقلوب الذّاكرة، والعقول الشّاكرة، والوجوه المستبشرة الباسمة، وأن يرزقنا طيب المقام، وحسن الختام.

إنّ لطف العبارة كشعاع المنارة، ينير مسار السّفن إلى برّ الأمان، ويهدي التّائهين إلى عمق الإيمان، ويوجّه التوّاقين إلى كنه المكان، ويعطي الأمل الدائم على مرّ الزّمان، ويجعل الحيران آمنًا فيشعر بالاطمئنان.
اللطف هو المفتاح لبلسمة الجراح.

وفي خضمّ الحروب العبثيّة التي خيّمت على لبناننا الغالي، وفي ظلّ الوضع الاقتصاديّ الذي من الخير خالٍ، ومن خلال الأوضاع الاجتماعيّة والصحّيّة التي تتناولها ألسنة السّاسة من برجهم العالي، وفي ضوء ما يحصل في السّعر الغالي، فهل يفيد الكلام الطيّب لتصويب الوضع الإجماليّ.

وعليه،
فإنّ الكلام الطيّب يحتاج إلى أفعال أطيب. والوعود البرّاقة تتطلّب أفكارًا خلّاقة، والنّتائج المرجوّة تتوقّف على النّوايا الجدّيّة.

إنّه حلم بعيد المنال، وضرب من الخيال،  طالما لا يرجع المال. وعن أيّ مال نتحدّث؟!
"في وطننا المغلوب على أمره، نتحدّث عن استعادة المال المنهوب".
 كي لا يُفهم مقالنا بالمقلوب...
فهلّا اتّعظتم، وفهمتم ما هو مطلوب؟!

المصدر : جنوبيات