فلسطينيات >الفلسطينيون في لبنان
برعاية السفير دبور.. 40 طفلًا سيستعيدون السمع في مستشفى الهمشري ضمن مبادرة إنسانية


جنوبيات
تنطلق في العاشر من أيار 2025 مبادرة إنسانية - طبية لزراعة القوقعة السمعية في لبنان، مستهدفةً أربعين طفلًا من اللاجئين الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين، الذين طالما خنقتهم العزلة عن العالم من حولهم، وذلك بدعم وتمويل من الإغاثة الإسلامية في أميركا، وتنفيذ مؤسسة "من حقي أسمع"، وبدعم من شركة "ميد إل" النمساوية و"هيرلايف"، وبالتعاون مع مستشفى الهمشري في صيدا.
تفاصيل المبادرة الإنسانية كانت محور مؤتمر صحفي عُقد في قاعة المحاضرات في مستشفى الهمشري في صيدا، برعاية سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، وبحضور ممثلين عن الجهات المشاركة، وحشد من الأطباء والممرضين.
وخلال المؤتمر جرى توقيع اتفاق تعاون بين مدير مستشفى الهمشري الدكتور رياض أبو العينين، وممثل مؤسسة "من حقي أسمع" خليل العينا، لتأسيس "مركز السمع والنطق" الدائم، في خطوة تهدف إلى تحويل العلاج من مبادرة طارئة إلى مشروع مستدام يخدم الأجيال القادمة دون تمييز بين جنسياتهم.
وتحدث مدير مستشفى الهمشري الدكتور رياض أبو العينين، فأكد أن "مستشفى الهمشري تحول إلى محطة إنسانية لخدمة أبناء المنطقة والمخيمات الفلسطينية وكل مناطق لبنان، دون النظر إلى الجنسية، سواء كانت فلسطينية أو لبنانية أو سورية"، مشيرًا إلى أنه "سيشارك في هذه العمليات كلٌّ من الدكتور حسن دياب، أحد أبرز جراحي زراعة القوقعة في العالم، والدكتور هشام الموسوي، والدكتور محمد المعياري، وأطباء التخدير، وفريق التمريض المتخصص في المستشفى".
ووصف عمليات زرع القوقعة بأنها "زرع أمل جديد للأمهات والآباء بأن يعود أبناؤهم إلى السمع والنطق مجددًا"، معتبرًا أن "المبادرة الإنسانية لا تغطي فقط تكاليف العمليات، والتي تتراوح بين 25 و30 ألف دولار أميركي، بل تشمل أيضًا تكاليف ما بعد العمليات من علاج للنطق وكل المستلزمات الأخرى، وذلك من خلال مركز السمع والنطق الدائم في المستشفى، الذي سيتم إنشاؤه".
وتحدث ممثل مؤسسة "من حقي أسمع" في لبنان خليل العينا، فقال: "على امتداد سنوات طويلة، عانى اللاجئون الفلسطينيون في لبنان من حرمان قاسٍ في حقهم بالرعاية الصحية، لا سيما في مجالات دقيقة مثل السمع والنطق، حيث كانت تكاليف العلاج الباهظة تقطع الطريق أمام أمل صغير كان يمكن أن يعيدهم إلى حضن الحياة. ومع انقطاع الدعم، توقفت عمليات زراعة القوقعة لما يقارب خمس سنوات، مخلفةً وراءها مئات الأطفال الذين عاشوا في صمت قاسٍ، محاصرين بعجز الكلمات والأصوات".
وقدم العينا شكره لسفير فلسطين في لبنان أشرف دبور على دعمه للمشروع وتوجيهاته لطاقم السفارة لتسهيل عملية تخليص التجهيزات والمعدات الطبية وانهاء إجراءاتها الرسمية بأسرع وقت ممكن وتسليمها لمستشفى الهمشري.
وأضاف العينا: "في فلسطين، حققت المؤسسة إنجازًا نوعيًا بالوصول إلى الزرعة رقم (300) نهاية العام الماضي، وسط دعم مجتمعي واسع من مختلف الأطياف. واليوم، يمتد هذا الحلم إلى لبنان، محاولًا أن يمنح الأطفال حقهم الفطري في السمع والكلام، ويفتح أمامهم أبواب الاندماج مع العالم بعد سنوات من الغربة الصامتة".
وأوضح أن مؤسسة "من حقي أسمع"، التي تأسست عام 2020، لم تكتفِ بزراعة القوقعة، بل أرست دعائم بنية طبية متكاملة تشمل تدريب الجراحين المحليين، وأخصائيي السمع والنطق، وتجهيز المستشفيات بالمعدات اللازمة، ليكون العمل الإنساني مستمرًا لا تحدّه حدود المناسبات أو الأزمات.
وأعرب ممثل الإغاثة الإسلامية في أميركا، محمد علي، عن أمله في أن يكون هذا التعاون خطوة على طريق تخفيف معاناة المرضى من اللاجئين الفلسطينيين، فضلًا عن اللبنانيين والسوريين، مشيرًا إلى خوض تجارب مماثلة تكللت بالنجاح، وتركت أثرًا طبيًا لدى العائلات المستفيدة بعدما استعاد أبناؤهم السمع.
تجدر الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن 430 مليون شخص حول العالم يعانون فقدان السمع، من بينهم 34 مليون طفل، يصبح لهذا المشروع وزنه الإنساني الكبير، خاصة أن التقديرات تتوقع أن يتفاقم العدد ليصل إلى 700 مليون بحلول عام 2050



