لبنانيات >أخبار لبنانية
سباق محموم على منصب "مختار" في صيدا.. 60 مرشحاً يتبارزون على 23 مقعداً


جنوبيات
اللافت في عملية الترشح للمخترة، السعي الى توارثها أباً عن جد وصولاً الى الأحفاد، ووجود أكثر من مرشح من العائلة نفسها، وجميعهم سبقوا المرشحين للمجلس البلدي في رفع صورهم وشعاراتهم
شهدت مدينة صيدا جنوب لبنان، تهافتاً غير مسبوق للترشح على المقاعد الاختيارية، إذ تقدم نحو 60 مواطناً بطلبات ترشيح لهذه المقاعد، في تنافس محموم لم تعهده المدينة، على 23 مقعداً تتوزع على أحيائها الـ13، بينها مقعدان للشيعة في حي رجال الاربعين ومقعد للموارنة في حي القنايا ومقعد للروم الكاثوليك في حي مار نقولا داخل المدينة القديمة. علماً أن ثمة مرشحة وحيدة للمخترة هي حنان أحمد الغربي.

اللافت في عملية الترشح للمخترة، السعي الى توارثها أباً عن جد وصولاً الى الأحفاد، ووجود أكثر من مرشح من العائلة نفسها، وجميعهم سبقوا المرشحين للمجلس البلدي في رفع صورهم وشعاراتهم على جدران المحلات والابنية وأعمدة الكهرباء وعلى جوانب الطرق وفي الشوارع والساحات العامة.
كيف تغير دور المختار وتبدلت وظيفته؟

مختار مخضرم قال لـ"النهار": "قديماً كان المختار يعين في القرية بموافقة وجهاء البلدة والعائلات الكبرى، وكان دوره لا يقتصر على المصادقة على إفادات إخراجات القيد أو السكن والوفاة وما شابه، بل يتعداه إلى التدخل في حل النزاعات والخلافات التي تحصل في القرية، وكان بمثابة القاضي أو الحكم. رأيه مسموع، ويحكم بالعدل حرصاً على نزاهته وسمعته بين ابناء قريته، والناس يتشرفون بحضوره رمزاً لوجهاء القرية في كل المناسبات ولاسيما منها في الأفراح والأحزان".
يضيف: "عندما كانت القوى الأمنية تعتزم دخول القرية للتحقيق مع شخص ما أو توقيفه، كانت تطلب إذناً من المختار او تصحبه معها، وغالباً ما كان يتقاضى بدلاً مالياً عن أي عمل يقوم به. والميسورون كانوا يقدمون إليه بعض الهدايا أو أغراضاً لبيته إكراماً له، خصوصاً أن الدولة لا تقدم اليه أي بدل مادي لقاء عمله. اما اليوم بعد أن دخلت السياسة والمال حياة الناس، فتحول منصب المختار إلى مهنة او وظيفة، إضافة إلى ما يمثله من وجاهة، وإثبات دوره وحضوره الفاعلين في الحزب او التنظيم الذي ينتمي إليه او القريب منه. كذلك ساهم بعض الحوافز ومنها تسجيله في الضمان الاجتماعي، في التهافت على الترشح والتنافس على الفوز بالمخترة، بعد أن أصبحت لدى الغالبية مصدر عيش ورزق من خلال ما يتقاضاه من رسوم مالية على كثير من المعاملات المخول القيام بها، مثل الوقوعات: زواج، طلاق، وفاة ولادة واخراجات القيد وافادات السكن والطوابع التي ترهق كاهل الناس".

في صيدا 13 حياً معظمها داخل المدينة القديمة التي هجرتها الأكثرية الساحقة الى ضواحي المدينة وقرى شرق صيدا ولاسيما منها الهلالية وعبرا الجديدة ومجدليون وتلال شرحبيل في بقسطا.
وهذه الاحياء هي: الزويتيني، الكنان، الكشك، السبيل، رجال الاربعين، الشارع، الدكرمان، المسالخية، السراي، مار نقولا، الوسطاني، مكسر العبد والقنايا.