فلسطينيات >داخل فلسطين
أولى طلقات حكومة نتنياهو الجديدة صوب نابلس
أولى طلقات حكومة نتنياهو الجديدة صوب نابلس ‎الجمعة 30 12 2022 17:31
أولى طلقات حكومة نتنياهو الجديدة صوب نابلس

جميل ضبابات

كانت عائلة يزن الكيلاني تستعد ليوم جديد في منزلها بالبلدة القديمة من نابلس … وكانت أهداف الحكومة الإسرائيلية الجديدة المعلن عن تشكيلها قبل ساعات تقترب من باب منزله في ذلك الوقت.

وفي مؤشر على تفجر الحالة مرة أخرى في نابلس شمال الضفة الغربية، سمع الكيلاني (31 عاما) هو وأفراد عائلته دوي انفجار أعقب طرقات هائلة على باب منزله، قبل أن يجبرهم الجيش على الجلوس في غرفة واحدة.

وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية استمرت أكثر ساعتين في نابلس، شبيهة بالعديد من العمليات التي شنت خلال الأشهر القليلة الماضية، وراح ضحيتها عدد من أبناء المدينة الذين قتلهم قناصة جيش الاحتلال في مركز البلدة القديمة.

وغالبا ما تتركز العمليات العسكرية الإسرائيلية في عمق المربع القديم من نابلس، وهو ما يسمى البلدة القديمة.

قال الكيلاني بعد وقت قصير من انسحاب الآليات العسكرية، فيما تجمع عدد من كبير من سكان المدينة في الممرات التي تقود إلى الاحياء القديمة "أطلقوا النار والقنابل تجاه المنزل". وظهر بعض سكان المدينة يتفقدون الممرات والأزقة القريبة.

تأتي هذه العملية، بعد ساعات قليلة من إعلان الحكومة الإسرائيلية الجديدة، والتي ينظهر إليها الأشد تطرفا ويقودها بنيامين نتنياهو مستندا إلى ائتلاف يميني ديني يسعى إلى تطبيق قوانين عنصرية تستهدف حياة الفلسطينيين ومعروف بمواقفه المتطرفة ضد الفلسطينيين.

ويقول سكان المدينة، إن الحكومة الإسرائيلية الجديدة استهدفت مدينتهم في أولى العمليات العسكرية بمحاولة قتل عدد آخر من الشبان واعتقال آخرين.

وقال الكيلاني: "هددونا بهدم البيت، وكانوا ينادون على أحمد المصري"، وهو الشاب الذي أعلن عن اعتقاله لاحقا.

تبدو نابلس صبيحة هذا اليوم ساحة حرب.

وعلى وقع صيحات استنكارية وأخرى تتوعد الجيش الإسرائيلي في المدينة بالتصدي له، كان شبان يرشقون مركبات مصفحة بالحجارة في طرقات جانبية تقود إلى أطراف البلدة القديمة.

والمدينة التي تحطيها الجبال من الشمال والجنوب تظهر طرقاتها الداخلية مسالك احتشد فيها مئات المواطنين الغاضبين.

وقال الكيلاني: "كنا نستعد ليوم جديد، لكنهم خربوا كل شيء". وهو بذلك يشير إلى آثار الخراب التي تركته قوات الاحتلال في منزله بعد انسحابها من حارة الغرب التي جرت فيها أحداث الجمعة.

وتجمع عدد من الشبان عند مداخل البلدة القديمة، وكانت غمامة سوداء من الأدخنة تغطي الأفق أمامهم، إلا أن شاهد عيان عزف عن ذكر اسمه، قال على وقع صوات إطلاق النار" إنهم يستهدفون البلدة القديمة الآن".

"أذهب إلى السوق كل صباح جمعة أنا والأولاد لشراء الخضار(...) هذا الصباح لاحقنا الرصاص وعدنا إلى المنزل".

ومن المنزل أمكن مشاهدة المعركة التي تخللها أصوات إطلاق رصاص وانفجارات وصراخ الشبان وابتهالات تطلب من الخالق حفظ المدينة وأهلها.

وغالبا بعد انتهاء كل جولة من الاقتحامات المستمرة للمدينة، يهرع عدد كبير من السكان لتفقد الدمار.

وقال أحد الرجال وهو في الخمسينات من عمره "إنه نتنياهو وبن غفير" وهو بذلك يشير إلى تحالف اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي شكل الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي جاء بعض أعضائها من جذور ترتبط بحركة كاخ العنصرية.

وردد آخر"صحيح. هذه السنة صعبة، والقادمة أصعب".

وتسود حالة من الحذر الممزوج بالتشاؤم في أوساط سكان المدينة، الذين يعتقدون أن الجيش الإسرائيلي سيواصل استهداف مدينتهم.

وفي جميع الأحوال ليس نادرا سماع أحد المواطنين المتجمعين عن خطط إسرائيلية مبيتة لاستهداف مدينتهم.

قال أحد سكان المدينة وهو واحد من الشهود الذين اكتشفوا أمر القوات الخاصة  لمراسل "وفا": "شاهدت رجلين يلبسان عباءتين ويضعان لحى "باروكة" وعندما اقتربت منهما أدركت انهما قوات خاصة"، وعلى بعد عشرين مترا كان الجنود يتابعون حركتهم.

ومن وقائع العمليات الماضية، كانت قوات إسرائيلية خاصة بلباس مدني، وسلوك طبيعي إلى حد ما، تدخل إلى المدينة، وعندما تقترب من هدفها تظهر القوات العسكرية والآليات المصفحة.

وفي بعض المرات يتم اكتشاف أمر القوات الخاصة وتفشل عمليات الاعتقال.

وقال الرجل الذي شاهد فردين من تلك القوة "استطعت التعرف عليهما من نظرتهما".

يرتكز الفلسطينيون خلال الأشهر الماضية في تفسيرهم إلى كل ما يحدث من عمليات عسكرية مركزة في مدن نابلس وجنين على توقعات يومية باقتحامات إسرائيلية، غير أن يوم الجمعة وهو نهار يكاد يكون هادئا في المدينة التجارية، بدأ على وقع الانفجارات التي غيرت من العادة الأسبوعية كثيرا.

فعدد من المواطنين الذين خرجوا من منازلهم باكرا أو بعض صناع الحلوى، لم يكملوا طريقهم إلى الأسواق بسبب كثافة النيران.

وللمدينة عاداتها في شراء أطباق الحمص والفول وبعض أنواع الحلويات صبيحة كل جمعة، إلا أن بعض الصناع والتجار، أقفلوا محلاتهم درءا لمخاطر إطلاق الرصاص من الآليات الإسرائيلية.

في بعض الأحياء ساد هلع واضح.

وأمكن عبر تقنية البث المباشر في وسائل التواصل الاجتماعي مشاهدة سيارات وأطفال يتوارون خلف نوافذ تطل على مسرح المواجهات.

فعدد المركبات العسكرية التي اقتحمت المدينة من أكثر من شارع، كان مؤشرا على أن العملية العسكرية قد تطول وتفضي إلى عمليات إعدام جديدة ينفذها جيش الاحتلال.

وتواجه نابلس منذ أشهر طويلة عمليات عسكرية إسرائيلية يومية، تخللها قبل أسابيع فرض حصار على المدينة منع خلاله سكانها من الخروج والدخول بشكل اعتيادي، إلا من خلال طرق جانبية أحيانا.

وردد آخرون يقفون في زقاق يؤدي إلى السوق القديمة المعنى ذاته.

وساهم عدد من المتجمعين برفع الروح المعنوية لسكان حارة الغرب التي كانت مركز العمليات العسكرية الإسرائيلية، عنددما رددوا شعارات وصيحات تندد بعمليات الاقتحام

المصدر : وكالة وفا