بأقلامهم >بأقلامهم
إسم بطل هزّ المعتقل
إسم بطل هزّ المعتقل ‎الخميس 4 05 2023 13:32 غازي العريضي
إسم بطل هزّ المعتقل

جنوبيات

 

الشيخ خضر عدنان بطل فلسطيني يتحدى السّجان الاسرائيلي وقرارات العدّو بنقل الأسرى الى سجون متباعدة لمنع لقاءاتهم، ومحاولة كسر إرادتهم، وإضعافهم، وباستخدام أبشع وسائل الترهيب النفسي والجسدي ضدهم.

الشيخ خضر أعلن الإضراب عن الطعام. أهملوه طبياً، وتركوه يموت، وهو كان يدرك نهايته.

لم تكن المرة الأولى التي يدخل فيها السجن ويعذّب. وكلّما خرج منه عاد إلى ممارسة دوره والقيام بواجبه ضد الاحتلال محصّناً بقوة أكبر ومدركاً شر هذا العدّو أكثر وأكثر.

خضر عدنان شهيد جديد هتفت باسمه كل فلسطين . مات في السجن واحتجزت قوات الإرهاب الاسرائيلي جثمانه، ولم تتجاوب مع كل دعوات تسليمه  الى ذويه. هذه عادة اسرائيلية وأسلوب تعامل مع الشهداء الفلسطينيين وسابقة لم يحصل مثلها في التاريخ. وزير الأمن القومي الإرهابي بن غفير يدعو الى إغلاق الزنازين ومنع تواصل وتحرّك السجناء خوفاً من ردّات فعلهم وانتفاضهم. وكان قبل ذلك قد ألقى خطاباً أشاد فيه بالإرهابي باروخ غولدشتاين مرتكب مجزرة الحرم الإبراهيمي التي استشهد فيها 29 مصلياً وأصيب 130 آخرون. وقال: "غولدشتاين بطل قومي للشعب اليهودي".

وهو انتمى -أي بن غفير- الى مدرسة الحاخام مائير كاهنا مؤسس حركة "كـــاخ" الداعيـــة الـــى "تفـــريغ فلسطين" من أهلها الفلسطينيين وجعلها يهودية طاهرة"!! 

رندى موسى زوجة الشهيد الشيخ خضر الذي كان يقول عنها: "زوجتي جيشي الأول ودرعي المنيع" خرجت أمام الحشود التي أمّت منزلها لتقديم التعزية وقالت: "خلف الشيخ 9 من الأبناء. احفظوا وجوههم جيداً. فــوالله ما ربّيناهم إلا على العزة والكرامة  وسيرى الاحتلال منهم ما لم يره من قبل. لن نتقبل التعازي حتى يكبر أولادي ويأخذوا بالثأر"!! 
أما عبد الرحمن إبنها الأكبر فحمل على الأكتاف وهو يهتف "يا خضر يا بطل اسمك هزّ المعتقل. تحيتنا بحرارة للشهيد النوارة" !!
أكرّر القول دائماً، واليوم أمام شاهد شهيد، وزوجة شهيد ونجل شهيد: هذا شعب لا يقهر، إرادته لا تكسر، لن يهزم، ولن يموت حق فلسطين.

هذا الاحتلال الذي يمارس كل أشكال الإرهاب ويملك كل أنواع التقنيات وتنهال على أركانه التهاني الأميركية والأوروبية وبعض الدولية الأخرى بمناسبة قيام دولة الإغتصاب والإرهاب اسرائيل على حساب فلسطين وشعبها وباتت تشكّل تهديداً لكل الدول العربية وتمارس سياسة الفصل العنصري، وتسنّ قوانين اعتبار الدولة "يهودية طاهرة"، وتميّز بين أبنائها وتريد تطهير الأرض من الفلسطينيين، وتتوسّع، وتذهب الى تشريعات تلغي دور القضاء، ويتظاهر مئات الآلاف من أبنائها ضد سلوكها، للأسف يذهب إليها بعض العرب، ويمارسون سياسة المناشدة بالبيانات والخطابات لإعادة جثمان الشهيد ، واسرائيل لا تردّ على أي واحد منهم بخطوة إيجابية، ويخرج في أوروبا من يشيد بالدولة الديموقراطية الوحيدة في المنطقة ويطالب بتحقيق عادل في "موت" خضر عدنان ويتناسى هؤلاء أن جيش الإرهاب أعدم الصحفية شيرين أبو عاقلة بشكل واضح فاضح على شاشات التلفزة وهي تحمل الجنسية الأميركية، وطالبتها أميركا وكل العالم بتحقيق شفاف ، فلم تتجاوب لأنها تستمر في ممارسة شفافيتها في القتل والإجرام والإعدام المنظّم وفي معاملة السجناء.

هل ســـأل هؤلاء: أين حقوق الإنسان؟ أين المحكمة الجنائية الدولية ؟؟ أين مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ؟؟ فماذا يفعل الفلسطيني الذي كما اقول دائماً يتصرف مع اسرائيل دولة الإغتصاب والإرهاب " أن الفلسطيني المقبول لديها هو الفلسطيني المقتول " ؟؟ هنا المسؤولية الفلسطينية.

لم يعد مقبولاً أن يستمر هذا الإنقسام وعدم التفاهم الداخلي على برنامج الحد الأدنى من التوافق الفلسطيني - الفلسطيني في مرحلة الإنقســـام الكبير الذي تعيشـــه اسرائيل ويخشى قادتها من تأثيره على مســـتقبل "الدولة" ووحدتها ووجودها، وهذا ما يجب الاستفادة منه والاستثمار فيه، كما في تحولات كثيرة نشهدها في منطقتنا والعالم.

وليس ثمة مبالغة في القول إن الفلسطينيين يملكون عناصر قوة استثنائية أبرزها: الإرادة، الثبات، الصبر، الصمود، التضحية، الالتزام بالحق وبمسيرة الشهداء، التمسّك بالأرض وبالانتماء العربي، وبالأهل والتراث والهوية، المبدعون، الفنانون،  الكتّاب، الإعلاميون،  المثقفون، الأطباء، المهندسون،  التقنيون،  المحامون،  الموجودون في كل أنحاء العالم،  والمطلوب تنظيم المواجهة مع العدو في هذه المرحلة على قاعدة: الوحدة الوطنية، والحق العام، والقضية الواحدة والمصير الواحد. 
اليوم، الوفاء للشهيد الشيخ خضر عدنان، هو في هذه الرسالة، في هذا المنحى، في هذا السلوك، كما لغيره من الشهداء.

خضر عدنان اسم هزّ المعتقل وزوجته تتوعّد العدّو وتعدّ أبناءها للثأر. تحية الى خضر وزوجته وعائلته والى كل مجاهدي فلسطين الشهداء والأحياء,

الحرية تنتظركم وأنتم جديرون بها. 

المصدر : جنوبيات