بأقلامهم >بأقلامهم
على "إســـرائيل" أن تختار بين مشروع استقرار أميركي في المنطقة ومشروع نتنياهو للتوسع والهيمنة ...!
على "إســـرائيل" أن تختار بين مشروع استقرار أميركي في المنطقة ومشروع نتنياهو للتوسع والهيمنة ...! ‎الأحد 11 05 2025 14:16 د. عبد الرحيم جاموس
على "إســـرائيل" أن تختار بين مشروع استقرار أميركي في المنطقة ومشروع نتنياهو للتوسع والهيمنة ...!


 

تشهد العلاقة الأميركية – الإسرائيلية مفترقًا حاسمًا في ضوء تعارض جوهري بين رؤية الرئيس ترامب لمستقبل الشرق الأوسط وبين أجندة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. 

لم يعد الخلاف بين الطرفين شكليًا أو تكتيكيًا، بل بات صراعًا بين مشروعين متناقضين: مشروع استقرار أميركي إقليمي واسع النطاق، ومشروع هيمنة صهيونية دينية يقوده نتنياهو.
مشروع ترامب يرتكز على فرض "السلام بالقوة" من خلال إنهاء الحرب على غزة، وتوسيع الاتفاقيات الإبراهيمية لتشمل السعودية وربما سوريا ولبنان، وطرح حل سياسي للقضية الفلسطينية يقوم على كيان في غزة وضمٍ مقننٍ للضفة.
 يسعى ترامب إلى إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي بصفقة شاملة تضمن نفوذًا أميركيًا أوسع في مواجهة الصين،  وتفتح الباب أمام تطبيع اقتصادي وأمني شامل في المنطقة. 
هذا المشروع يحظى بقبول  نسبي  عربيًا،  على ان يضمن ويقود لقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية  على حدود الرابع من حزيران  1967 م، و يحظى  ايضا على قبول ضمنيًا من إيران وتركيا، طالما تم احترام خطوطهم الحمراء.
لكن هذا المشروع يصطدم بجدار نتنياهو الصلب، المدفوع بأوهام الإنجاز والهيمنة بعد السابع من تشرين/أكتوبر 2023  م، وبتحالفه مع الصهيونية الدينية التي ترفض أي حل دولي للصراع. 
نتنياهو يرى في وقف الحرب وتقسيم الأرض تهديدًا مباشرًا لأجندته الشخصية والائتلافية، ويفضل الهروب للأمام عبر التصعيد وربما استدراج مواجهة مع إيران.
إسرائيل اليوم مطالبة بالاختيار: إما التجاوب مع مشروع استقرار أميركي يخدم في نهاية المطاف الدولة الصهيونية بصورتها المقبولة دوليًا، أو الانجرار وراء طموحات نتنياهو التي قد تفضي إلى عزلها وتفجيرها من الداخل.
المنطقة تقترب من لحظة الحقيقة، والعالم يراقب من سيكبح جنون نتنياهو قبل أن يحطم إسرائيل نفسها.
د. عبدالرحيم جاموس  
الرياض  11/5/2025  م 
http://Pcommety@hotmail.com