ينشغل الرأي العام السياسي واللبناني عموما بترقب ما ستؤول له المفاوضات في ملف الترسيم ،وسط انتظار رد اسرائيل على الموقف الوطني الموحد  الذي سيبلغه هوكستين التفاؤل فيما قد عرضه لبنان،الذي يدرك اولي الألباب فيه أن السرعة في هذا الملف تصب في المصلحة اللبنانية اكثر منها الإسرائيلية،هذا ما عدم التراخي او تقديم" هدايا " ،تحت حجة وضغط الوضع الاقتصادي الكارثي،الذي كان ممنهجاً ومخططا له بالكامل. 

يعلق مصدر سياسي رفيع في حديث خاص بـ"جنوبيات " على آخر التطورات في "المشهدية التفاوضية النفطية " مؤكدا أن هوكستين مرتاح جدا للطرح اللبناني واعتبر أن هذا الطرح معقول جدا ،وأنه بانتظار الموقف الإسرائيلي الذي سيبلور المشهد برمته،ويرى المصدر المتابع للتفاوض والكواليس الدائرة أن المشهد أقرب إلى  نتيجة إيجابية حيث أن الأميركي في موقع الحماس والعمل الجدي لذلك،وهذا ما سيجعله يضغط على صديقه الإسرائيلي في هذا الاتجاه،للوصول إلى نتائج معقولة،بحيث انه بحاجة للغاز والنفط في مقابل الضغط الروسي والاقفال الروسي لذلك ،في إطار الصراع الأممي القائم بعد الحرب الروسية الأوكرانية ،والجواب على هذه المسألة من الجانب الإسرائيلي سيكون في غضون اسابيع قليلة ،بحيث ينجلي الغبار عن جشع صهيوني ما او تليين موقف في هذا الاتجاه ،في تماهي مع الضغط الأميركي .

يؤكد المصدر أن خطاب السيد نصر الله كان له أيضا وقع كبير في هذا الاتجاه بحيث أنه استطاع ان يضع حدودا للعنجهية الإسرائيلية في رسم معادلة قوة في حال ظُلم لبنان في هذا المنحى،ويؤكد المصدر أن وضع اسرائيل الداخلي وسط فشل حكومي ذريع،وتململ من المستوطنين الذين سئموا غباء الحكومة الحالية،رغم أن الاحتضان العربي يصب في مصلحتها،ولكن الجانب اللبناني الرسمي اضعف لناحية الانهيار الاقتصادي الكبير وفقدان ابسط مقومات الحياة البشرية في لبنان ،والمصلحة اللبنانية تصب في تبني كلام نصر الله بشكل رسمي وكامل وفق المصدر المتحدث الذي اعتبر أن لا شيء سينفع في هذا الملف سوى لغة القوة ،رغم الهشاسة الداخلية وعدم تقدير قوى مركزية كبيرة أن ما تفعله هو قمة الغباء من حيث النكايات السياسية في هذه اللحظة السياسية الاستثنائية.